حمــــاركــم فــي زرعنــا.!!!..!!!.

من طرف c.ronaldo 2010-06-23, 1:04 am

حمــــاركــم فــي زرعنــا.!!!..!!!.

..... لا يتذكر جيداً سنوات طفولته ، يظن فيما يظن أنه كان بائساً كما لو كان جحشاً دائم البحث عن بعض العشب الأخضر أو التبن اليابس .. المهم أن يأكل .. " فقصع الجرة يعتبره لميط فارغ " .. كان لطيفاً ظريفاً صبوراً كسائر الحمير .. ولكنه – أعني الحمار – حاد الذكاء كما هو الآن في سن الشيخوخة .. بل كان أشد ذكاءً وأحسن تصرفاً من أقرانه الحمير .. فاختار لنفسه رفيقاً دائماً وحارساً أميناً له - على أقل تقدير – إنه مرزوق البائس المحروم الحالم ( الفردي ) .

***

تعرف على مرزوق حين كان جرواً، وكان هو أيضاً جحشاً صغيراً .. التقيا .. تحابا .. تعاهدا على ( الغلط والصح ) .. لم يكن حال مرزوق كحال الحمار فقد كان هزيلاً متسخاً،كثير التوجع والعواء من أثر الجوع رغم اعتراف الكلب للحمار بأنه كان بين الفينة والأخرى وكلما سنحت الفرصة يدخل لمخزن أهل القرية .. الذين هم في واقع الأمر أصحاب الزرع المجاور لهم ليسرق منهم قطعاً من ( القديد ) وبعضاً من فتات الخبز المتيبس الذي تناثر هنا وهناك، وبالطبع بسب إهمال القائمين عليه .. ولطيبة الحمار فقد أشفق على مرزوق الكلب وقدم له بعضاً من الخبز.. نظر إليه وهو يلوك ويبلع .. فيما وجد الكلب الصغير لذة في هذه الأكلة التي لم يكن متعودا عليها ..

***

كبر الجرو .. و تعملق الحمار حتى أصبح كحمير خينيا الكريتية .. وفي ذات ليلة رأى الحمار الكلب عائداً إليه حزيناً مكتئباً فقال له : يا عزيزي إني أخشى ألاّ أستطيع أن آتي إليك في المستقبل ، لأن سادتي أدركوا أنني كبرت فقرروا أن أتقدم قطيع الماعز وأحرس الزرع .. ومن هنا راودت الحمار فكرةً شيطانية .. عجنها في رأسه، وحين تخمرت أتفق مع الكلب أن يسهل له مهمة دخول الزرع والسيطرة عليه مقابل نسبة متفق عليها يقتسمانها .

***

اقتحم الحمار الزرع واستولى على المحصول وبدأ في أكل الأخضر وحتى اليابس، والكلب يحرسه ..أصاب أهل القرية الذهول .. أصحاب الزرع الحقيقيين مما شاهدوه .. صرخوا في وجه الحمار .. نهروه أن يرحل .. أن يتنحى .. أن يخرج ( واللي كلاها اصحيحه ) .. لكن الحمار لم يعرهم اهتماماً .. لم يكلمهم .. بل لم يعد في حاجة إلى صوته .. أتعبه في السابق النهيق .. تعب من الحديث الفارغ .. الضائع والمفقود .. نبراته لم تعد تدل عليه .. نهقته أصبحت أكثر استحساناً عند الناس .. هيأته لم تعد تشير إلى طيبته التي أشتهر بها يوم أن نطق لأول مرة .. يوم أن كذب كما يكذب الناس .. قال أنه تخلى عن صوته لأن لسانه تعب وشفتاه الكبيرتان مثقلتان بما قال من ألفاظ وألقاب ..

***

... صفق له الجميع كي ينقشع عن سمائهم ويرحل .. لكن الحمار هذه المرة فهم تصفيقهم خطأ فبقى .. رفعوا له شعارات كتبوها على أوراق الشجر :

" قضيتنا أيها الغازي مكسوبة سلفاً .. فقط يلزمنا .. قاضي عادل .. ومحام بارع .. وقضية ..!! " - " أيها الصامتون .. أنطقوا حتى نراكم ..!! " – " أسوأ الخلق جاحدي المعروف .. مدمني الخيانة .. !! " – " أسوأ الأعداء عدو ليس من صحبته مفر ..!! " – " يسقط الكلب .. فليخرج الحمار ..!! " .

***

... قرر أهل القرية .. أصحاب الزرع .. التنازل للحمار عن ربع المحصول .. لم يرفع حتى رأسه .. وحين أكتفوا بنصف الزرع نظر إليهم مصفقاً أذنيه .. واستمر في الأكل .. استجدوه أن يترك لهم ربع المزرعة .. نهق مرتين .. ونام .. يأست الجموع من كل محاولات المهادنة والمصالحة .. وعندما تثاءب النهار معلناً قدومه .. دخل فتى في العشرين من عمره .. وفي رأسه قضية القرية، وتحت إبطه عصا .. توجه نحو الحمار .. ضربه بين أذنيه الكبيرتين .. نهق الحمار ثلاث مرات .. وخررررررج .

منقــــcopeـــــول...