رئيس اتحادية كرة القدم في موريتانيا يبرر انسحاب المنتخب

برر محمد سالم ولد بوخريص، رئيس الاتحادية الموريتانية لكرة القدم، قرار اتحاديته بالانسحاب المفاجئ للمنتخب الموريتاني من خوض التصفيات المؤهلة لبطولة كأس أمم أفريقيا 2012، "بعدم قدرة لاعبي المنتخب الحاليين على المنافسة في هذه التصفيات"، وفقا لتعبير ولد بوخريص.

وقال رئيس الاتحادية، الذي كان يتكلم في مؤتمر صحفي خصص لشرح أسباب هذا الانسحاب، إن هناك أسباباً عديدة تبرر هذه الخطوة التي أقدمت عليها اتحاديته، وأن من أبرز تلك الأسباب عدم قدرة المنتخب على خوض غمار المنافسة في الوقت الحالي، وهو ما أدى بالاتحادية إلى أن تفضل الانسحاب في انتظار أن يتم بناء منتخب قادر على المنافسة الحقيقية. على حد وصفه.

وأضاف ولد بوخريص أن موريتانيا ليست هي أول دولة أفريقية تقوم بخطوة من هذا النوع، بل سبقتها إلى ذلك عدة دول لها باع طويل في مجال كرة القدم، معتبرا أن "الانسحاب أفضل من الهزيمة" على حد تعبيره.

وفي صدد آخر اعتبر ولد بوخريص أن الجانب المادي كذلك يمكن اعتباره واحداً من الأسباب التي أدت إلى هذا الانسحاب.

ورداً على سؤال لموفد موقع كووورة عن الطريقة التي تم بها صرف المساعدات المالية التي قدمتها "الفيفا" للاتحادية الموريتانية لكرة القدم، وإمكانية توظيفها لدعم المنتخب، أجاب ولد بوخريص أن دعم "الفيفا" ليس مخصصاً للمنتخب وأنه دعم سنوي يقدم للاتحادية، يوجد له مجال آخر يصرف فيه.

وفي معرض رده كذلك على سؤال آخر لموقع كووورة عن احتمال استقالته من رئاسة الاتحادية بعد الفشل في تحقيق أي شيء للكرة الموريتانية، قال ولد بوخريص إن "الاستقالة ليست حلا، وأنه لا يوجد سبب لتقديمها في الوقت الحالي"، وهي الإجابة التي كانت سبباً في تذمر الصحفيين الذين حضروا المؤتمر، حيث اعتبروا أن رئيس الاتحادية غلب مصالحه الشخصية على مصلحة المنتخب.

وعلى هامش المؤتمر الصحفي للاتحادية قال مدرب المنتخب الوطني مصطفى صال في تصريح لموقع كووورة إن "الانسحاب غير مبرر بالمرة وأن المنتخب يملك لاعبين قادرين على خوض غمار التصفيات لكن الاتحادية هي التي لا ترغب في ذلك".

وقال صال إنه كان على استعداد تام لتقديم استقالته من منصبه كمدرب للمنتخب الوطني لو أنه شعر بعدم القدرة على المنافسة، معتبراً أن الانسحاب ليس حلا، وإنما يعقد الأمور ويبعد إمكانية التقدم في مجال كرة القدم.

انتهى المؤتمر الصحفي إذن لرئيس الاتحادية دون أن يقدم تبريرات مقنعة للشارع الرياضي في موريتانيا بعد الانسحاب المفاجئ من تصفيات أمم أفريقيا 2012، وهو الانسحاب الذي لاقى معارضة قوية من طرف الشارع الموريتاني تمثلت في ظهور احتجاجات كبيرة ومتصاعدة من قبل الجماهير الرياضية في موريتانيا، حيث طالب بعضهم بحل المكتب الحالي للاتحادية، بينما ذهب آخرون إلى حد المطالبة بمحاكمة قادة الاتحادية بسبب ما وصفه المحتجون بخيانة مسؤولي الاتحادية للشعب الموريتاني.

ومنذ أن تولى المكتب الحالي للاتحادية برئاسة محمد سالم ولد بوخريص زمام الأمور في إدارة كرة القدم، لم تحقق الكرة الموريتانية أي تقدم يذكر، وظلت تعاني من الدخول في أزمات تلو أخرى، وسط عجز تام لرجال ولد بخريص عن إيجاد حلول واضحة لما تعانيه كرة القدم الموريتانية من تراجع وضعف، رغم توافر الإمكانيات البشرية التي ظلت بدون استغلال.