عشر خطوات على طريق الصحة

كل عام وأنتم بخير، فقد انقضى العيد، ومن قبله شهر رمضان المبارك. عساه يعود في العام المقبل وأنتم تنعمون بالصحة الكاملة. ولكن هل تذكرون كم أكلتم خلال الشهر الفضيل؟ كم من الوزن أضفتم لما كان لديكم قبل رمضان؟ وكم من الوعود وعدتم أنفسكم خلال الشهر الذي لتوّه غادرنا بأن تعوضوا ما فاتكم من الصحة، وتخفضوا وزنكم وتبدؤوا بممارسة التمارين الرياضية؟

في الحقيقة، أنا مثلكم، أعد نفسي كما تعدون أنفسكم بالكثير من الوعود النظرية، ولكن التنفيذ يعود في كل عام ويؤجل نفسه إلى العام المقبل، الذي لم يـُقبل بعد!!! هل سمعتم أنفسكم تقولون: "بعد رمضان سأتسجل لمعهد اللياقة البدنية"... أو في رواية أخرى: "بعد انقضاء الشهر سأقلع عن الطعام السريع وسأتناول طعاما صحيا فقط".

نرغب بمساعدتكم، ولأجل ذلك، جلبنا لكم الخطوات العشر الأولى على طريق حياة أكثر صحة، نتمنى أن تنعموا بالصحة الكاملة بعد البدء باتباع هذه الخطوات:

1. فكروا بأمر إيجابي واحد كل يوم: يشدد "علم النفس الإيجابي"، الذي بات أحد صرعات علم النفس المعاصر، على أهمية اعتماد الإنسان على عناصر قوته وليس العمل على "تحسين" قدراته والتغلب على نقاط ضعفه. ويقول أحد المختصين: "بناء على هذا المبدأ، أنصح الناس بالتفكير بأمر إيجابي واحد يرغبون بالقيام به خلال يومهم. ولا حاجة لأن يكون هذا الأمر كبيرا أو عملا عملاقا، يكفي أن يكون أصغر أمر يسبب لصاحبه السعادة، كجولة مع أبناء العائلة أو وجبة مع الحبيب أو أي أمر عادي آخر.

بالإضافة لذلك، لا بأس بأن يفكر الشخص منا في كل يوم بأحد إنجازاته التي حققها فعلا وسببت له السعادة، وإن كانت صغيرة هي الأخرى ولا ترتقي لمصاف الإنجازات العملاقة... يكفي أن نتذكر الإطراء الذي تلقيناه في أعقاب ذلك الإنجاز ليتحول يومنا إلى يوم مليء بالسعادة".

2. اجعلوا "الأوميجا 3" جزءاً من وجباتكم: إذا كنتم ترغبون بتغيير نمط تغذيتكم دون عناء، ما عليكم إلا القيام بخطوة واحدة لا تكلفكم الكثير من العناء... ببساطة أضيفوا لوجباتكم عنصر "الأوميجا 3" من خلال تناول السمك بكثرة. والمقصود أن تتناولوا هذه الأطعمة مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، وليس في كل وجبة.

يساهم حمض "الأوميجا 3" بالوقاية من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (وهو أمر مثبت علميا)، كما أنه يساهم بتخفيض كمية الـ "تريجليسريدات" ويمنع ضمور عضلة القلب والوفاة الناتجة عن هذه الأمراض.

3. قيسوا ضغط الدم لدى أفراد عائلتكم: ننصحكم بقياس ضغط الدم بشكل دوري لدى كل أبناء العائلة، فضغط الدم هو "قاتل صامت". قد لا تعلم بوجود ضغط الدم لديك، ولكنه يعمل بهدوء شديد على قتلك...

إذا كان هناك فحص لا يجوز التنازل عنه مطلقا، فهو فحص ضغط الدم. بإمكاننا من خلال الكشف المبكر عن ضغط الدم المرتفع أن نتقي شر الأزمات القلبية والدماغية، أضرار الكلى، أمراض العيون وغيرها.

النصيحة الخالصة لكل عائلة هي التزود بجهاز بيتي لقياس ضغط الدم (سعره قليل جدا). فمثلما لديكم سيارة تهتمون بفحص ضغط الهواء في دواليبها، لا بد لكم من الاهتمام بفحص ضغط دمكم بشكل دوري ودائم.

4. ليس لدينا ما نخسر... في كثير من الأحيان، تنتابنا الرغبة بتحقيق أمر ما، قد يكون هذا الأمر علاوة في المرتب، تقدما وظيفيا، علاقة عاطفية أو أي شيء من هذا القبيل. ولكن ما العمل، وأول ما يحول بيننا وبين تحقيق هذه الرغبات هو خوفنا من الفشل؟

المشكلة تبدأ عندما نتجاهل أننا أصلا لا نملك ما نود تحقيقه، ونتجاهل أننا لن نخسر هذا الأمر لأنه ليس لدينا أصلا. نحن نقف عند نقطة الصفر، ولن يكون هنالك احتمال لأن نحقق هدفنا ما لم نتجرأ على محاولة الحصول عليه... بعد أن تتذوقوا طعم النجاح سيكون لديكم شعور أفضل يساهم بتحسين صحتكم النفسية والعضوية على السواء...

5. اطردوا التلفزيون والكمبيوتر من غرفة نومكم: من الهام جدا النوم بطريقة صحية والحفاظ على الأنماط التي تضمن نوما جيدا ومنعشا. ولأجل ذلك، على غرفة نومنا أن تحوي كل الظروف التي تساعدنا على النوم بشكل صحي.

الأمر الأول الذي لا بد من القيام به هو إخراج جهازي التلفزيون والكمبيوتر من غرفة النوم، وذلك من أجل خلق جو من الهدوء الذي يمنحنا الراحة خلال النوم. والأمر الآخر الذي لا يقل أهمية هو أن من الممنوع أن نأخذ معنا أي أوراق تتعلق بالعمل إلى غرفة النوم أو القيام بأي أمر يختص بالعمل هناك، وهذا لأن العمل في غرفة النوم يمنعنا من النوم بشكل صحي وسليم.

6. غادروا مقاعدكم كل 10 دقائق: يعتبر جسم الإنسان ماكنة شديدة التعقيد والحساسية، ولذلك فإنه يرفض الثبات بوضعية واحدة لفترة طويلة.
تقول إحدى المختصات إن العصر الحديث يفرض علينا الجلوس لساعات عديدة أمام الكمبيوتر أو التلفزيون. ولذلك فإن النصيحة التي من المفضل أن تتبعوها هي محاولة القيام من مقاعدكم بشكل دوري كل عشر دقائق... بعد التمطـّي لبضع ثوان وتحريك القدمين من خلال خطوات قليلة، لا بأس بالعودة للجلوس مجددا.

بالإضافة لتحرير العضلات الذي من شأنه أن يحصل عند القيام بهذه الحركات، فإن الأمر يساهم فعليا بتحسين الشعور العام من الناحية النفسية، كما يحافظ على جسمكم (هذه الماكنة التي لا تقدر بثمن) لسنوات طويلة قادمة.

7. موعد مع الحبيب: لا وقت لدينا... هذا هو شعارنا جميعا، فنحن مشغولون بالعمل، الأولاد، التزامات عائلية ومجتمعية. ولكن، ماذا عنـّا نحن؟! ألا نستحق بعض الوقت من أنفسنا ولها؟!

إن إحدى الطرق الممتازة والناجحة بالحفاظ على علاقة زوجية ناجحة هي تحديد موعد أسبوعي للالتقاء خارج المنزل بالزوج/ة (ولاحظوا، لا نقول الخروج معا – المقصود الخروج كل على حدة والالتقاء في الخارج). بإمكانكم من خلال هذا الأمر محاكاة أيام الخطوبة أو الحب الذي سبق الارتباط. من الممكن أيضا الذهاب لما هو أبعد من ذلك، كأداء أدوار الغرباء الذين يلتقون لأول مرة (صبية ترقص في النادي الليلي وشاب مشاكس يحاول معاكستها والتعرف عليها. أو صبية تقف في محطة الباص بانتظار توصيلة (ترمب) ويأتي الشاب وتسافر معه، وهكذا...) الأمر متعلق بخيالكم وبإبداعكم، إلا أن المؤكد أن هذا النشاط سيساهم بتحويل حياتكم لحياة أفضل وأجمل وأكثر صحة...

8. المشي ثم المشي ثم المشي... ننصحكم بالبدء بممارسة رياضة المشي، فهو يحسن اللياقة البدنية ونشاط عضلة القلب. المشي هو نشاط يمكنكم ممارسته أينما كنتم ودون تجهيزات مسبقة. وقد أوصت كليات الطب في أمريكا بالخروج للمشي خمس مرات أسبوعيا لفترة 30 دقيقة في كل مرة وبجهد متوسط، أو ثلاث مرات أسبوعيا لفترة 20 دقيقة في كل مرة وبجهد عال.

أما إذا سألتم عن ماهية الجهد المتوسط، فإن السير لمسافة خمسة كيلومترات قد تكون جوابا لهذا التساؤل، بالإضافة لما تضفيه على القلب، واللياقة البدنية من فائدة. وأكثر من ذلك، فإن هذه "المسيرة" تساهم بحرق عدد كبير من السعرات الحرارية، ولذلك فإنها قد تكون أفضل "وجبة" يومية للحفاظ على صحتكم.

9. الخلطة السحرية لحياة صحية: عندما تستيقظون صباحا، ما عليكم إلا شرب كأس من الماء المخلوط بملعقة من زيت الزيتون وبضع قطرات من عصير الليمون الطازج، وكل هذا على معدة فارغة.

الماء يساهم بمنح الجسم كمية ممتازة من الطاقة. الزيت يعطي شيئا من المرونة للجهاز الهضمي ويسهل عملية الهضم، أما الليمون فإنه يساعد على تحسين الشعور بالنشاط والحيوية.

إن المواظبة على شرب هذا الخليط يوميا قد تقلب حياتكم رأسا على عقب وتجعلكم أكثر سعادة وشعورا بالصحة...

10. احذروا الأطعمة المليئة بالسكر... من المفضل تقليص استهلاكنا للسكر قدر الإمكان. والحقيقة أن بعض الأطعمة والمشروبات التي تبدو لنا بريئة، قد لا تكون إلا مخازن للسكر.

وعلى سبيل المثال، يعتبر العسل أحد أفضل أنواع الأغذية الصحية، ولكنه للأسف مخزن لكميات كبيرة من السكر، والتي من شأنها أن تؤثر سلبا على أسناننا وتؤدي لتسوسها. كذلك الأمر بالنسبة للمشروبات الخفيفة التي لا بد أن نعلم أن كل عبوة 330 ملل منها تحتوي على ما لا يقل عن 10 ملاعق صغيرة من السكر... أما من اعتادوا على تناول النبيذ مثلا مع الوجبة الرئيسة (وهو أمر متبع) فلا بد لهم أن يعرفوا أن النبيذ أيضا يحتوي على كمية لا بأس بها من السكر، فعملية اختمار عصير العنب وتحوله لنبيذ، ما كانت لتحصل وتتم دون إضافة السكر إلى العصير.

احذروا الأطعمة المحتوية على السكر المتخفي بأشكال مختلفة....

لك شكرررري على الطرح الرائع

مرورك جميل الله يعافيك

مشـــــاركة رائعــــــه ومفيـــــدة.بــــــــــــــــــــــــــــــــارك الله فيك...

شكرا وبارك الله فيكم على المرور