انت فاضي يا احميدة ........

من طرف **زهرة اللوتس** 2010-10-12, 10:57 pm

السلام عليكم ....
دخلت إلى إحدى المدارس الابتدائية لمقابلة صديقي الذي كنت اعرفه معرفة سطحية
و الذي يعمل هناك كمدرس للصف الخامس
وذلك بناء على موعد مسبق معه .
استقبلني ..وأدخلني إلى حجرة المدرسين التي كانت شاغرة تماما ..
اللهم من طاولة قديمة
وكراسي خشبية مهترئة
وأخرى محى الصدى عنها معالم قرن من الزمان .
بعد قليل دخل صديقي فيما كنت اجلس على احدى الكراسي الخشبية اتأمل حال الطاولة.
وكان يحمل في حضنه مجموعة من الكراريس الخاصة بطلبة فصله .
وضعها على الطاولة ..
وقال فيما هو يسترد انفاسه :
هذا امتحان في التاريخ .. كتبته على السبورة بالأمس .. وكنت اصححه في الفصل
انه عمل مضني... متعب .
قلت له :
كيف ومتى صححته وانت في الفصل ؟
اليس من المفروض ان يكون لديك حصة للطلبة؟
ابتسم بخبث وقال :
أمرتهم بالتحادث فيما بينهم بهدؤ ريثما اكمل تصحيح الامتحان.
قلت متعجبا :
لكنها كراريس كثيرة .. كيف استطعت تصحيحها بهذه السرعة؟
اجاب وذات الابتسامة لا تزال ترتسم على شفتيه :
انا شاطر في التصحيح وسريع جدا .. ثم هناك اشياء لا تهم قد لا اقف عندها.
بعد ذلك دخل احد المدرسين قائلا له : يبيك المدير .
ما ان خرج صديقي حتى امتدت يدي بدافع الفضول لإحدى الكراريس.
فتحت الكراسة بسرعة على آخر الصفحات حيث وجدت الطالب قد وضع اجاباته.
كانت الاجابات كلها صحيحة تقريبا ..
وقد كتب صديقي المدرس في ذيل الصفحة وبالخط الأحمر وفي عجالة:
برافو .. انت مش عادي بكل
ولذلك تستحق درجة 10/9
التوقيع / خربشة
وحين بدأت اقرأ الاجابات بتمعن وهدؤ وجدت ما لا يقل عن 14 خطأ املائي فادح
كانت الاجابة صحيحة .. وكان الخط منسقا وجميلا
لكن الكتابة الإملائية كانت كمن لم يدرس من قبل
راعني ما رأيت .. وشعرت بالغضب الشديد
وما ان دخل صديقي حتى بادرته معاتبا بشدة :
حرام عليك
نظر صديقي إلى الكراس الذي بيدي واقترب مني وكان قد غضب غضبا شديدا
اختطف الكراسة من يدي وقال بغضب :
ما الذي تقول عنه حرام ؟
حينها وقفت فاردا طولي وأنا اتوجه إلى باب الحجرة ازمع الخروج وقلت له :
في هذه الكراسة وفي هذا الامتحان فقط وجدت ما لا يقل عن 14 كلمة ((خطأ املائي فادح))
وكان يتوجب عليك كمعلم
وفي المرحلة الحرجة من التحصيل العلمي للطالب
ان تضع للطالب خطا احمرا تحت كل كلمة خطأ
وتصححها له ... هكذا كنا ندرس .. ومن خلال ذلك تعلمنا الكتابة الصحيحة.
فأجاب وهو يشعل لفافة تبغ وينفث دخانها في وجهي ساخرا :
يا احميدة .. انت فاضي
على اثر ذلك خرجت مسرعا من الحجرة فيما هو يردد :
والله انت فاضي.

مضى على ذلك الموقف سنة
لم التقه خلالها سوى مرتين وفي عجالة
علمت منه في ثانيهما انه قد تقاعد تقاعدا اختياريا بسبب عارض صحي.
(((( للحقيقة وجه صبوح .... لكن ثيابها رثة ))))
نحكيلكم حكاية
*******************************
منقول............