ذكرياتك هي حياتك مهما كانت وإلى اي مدى وصلت

الحياة مليئة بالمواقف والمشاعر التي غالبا ما تسيطر علينا وهي التي تجعلنا إما نستمر أو أن نستسلم في هذه الحياة.

أحيانا نشعر بالسوء لمرحلة ما في حياتنا سواء لمعرفتنا أشخاص معينين و لصداقة أو لموقف .. وتشعر بعدها إنك لم تقم بردة الفعل المناسبة أو أنك جرحت أو انكسرت أو تلاشى جزأ كبير من إحساسك ..

ونتمنى أحيانا أن ننسى بسهولة أو أن تنمحي هذه اللحظات والذكريات من تاريخنا وقواميسنا الفكرية ..

فالزمن كفيل في طي هذه اللحظات من خلال انشغالنا وتجديدنا لأفكارنا وكبرنا بالسن واختلاف رغباتنا وحتى من خلال التقائنا بأشخاص جدد ينعشون حياتنا ..

ولكننا في بعض الأوقات .. نتمنى أن نغير لحظاتنا ونغير اتخاذنا لقرارات سابقة وندمنا عليها ونغير الأحداث لتناسبنا أكثر وتناسب ممن حولنا حيث الجميع سعداء

نرغب في هذا التغيير لأننا نكره أنفسنا لتذكرنا أناس ومواقف معينة ... فنرغب بشدة لحصولنا على آلة الزمن ليرجع بنا الوقت ونستطيع تغيير وضعنا أو تفادي هذا الكم الهائل من الضرر في نفسيتنا وشعورنا بالخذلان والقلق ..

والحل الثاني أن نملك القدرة على مسح هذه اللحظات التعيسة من الذاكرة والاحتفاظ بالذكريات الممتعة والجميلة منها ..
حيث نستطيع أن نختار النقاط الحزينة وننتقيها من الدماغ ونحذفها .. لنواصل حياتنا ..

وأعتقد الكثير تبادرت إلى ذهنهم هذه الفكرة رغم الغرابة والخيالية التي تتمتع بها ..

لكن فلنعيد النظر أكثر في هذا الموضوع .. عندما نغير في تاريخنا وحياتنا أو حتى نمسح بعض من مراحلنا الحياتية ..

أليس هذا طمث لحقيقتنا وطمث لمراحل عمرية وفكرية لابد على كل شخص المرور بها ...
هل انت الوحيد !! أم الكثيرون صادفتهم تجارب مثيلة بتجاربك وربما أكثر ألما وجرحا منك !!

ألسنا نتعلم من أخطائنا .. ومن خلال مصادفتنا العديد من الناس والشخصيات فهذا يؤهلنا لمعرفة المناسب لنا ... وجعل حياتنا أفضل ..

فلن نفهم الأمور وندركها إلا من خلال مرورنا بها .. فلماذا نلوم أنفسنا ..!!

لماذا نحاول أن نمسح أشياء هي في الواقع نقطة قوه لنا وليست ضعف ..
فعندما تمر في تجربة ولحظه وتنجرح وتشعر بالظلم ..

فكر بها من جميع النواحي ....

رغم سوء من حولي ورغم معاملتهم لي بهذه الطريقة .. فأنا كنت الأفضل ..
صحيح تم استغلالي واستغفالي .. ولكنني كنت صادقة وصافيه النية ..
وفي الواقع تم تجاهلي وانتهاك حقي ولكنني قدمت وبذلت أفضل ما لدي ..

فهذا كله خلل في من حولك وليس فيك ..
فهي مرحلة ترفع من مستواك وليس أن تخفضه وأن تشعرك بالمهان ..!!

فلاحظ في كل المراحل أنت تسمو وغيرك المؤذي لا يطول إلا أقل الدرجات سيظل هابط ولن يرتفع ... مهما قدم

أنت ستستمر بك الحياة ... وهو لا يشعر أصلا بحياته ... أنت تتجدد بك اللقاءات وهو دائما يشعر أنه غير مقبول ..

ولو فكرت أن تعود أدراجك بالزمن وتغير قدرك فهذا بيد الله وحده ...

انت تستطيع أن تطمح إلى مستقبل باهر وتتفنن في تحقيقك لذلك لكنك لن تكن قادر على مسح ماضيك ..

منذ فترة شاهدت فلم اسمه " The butterfly effect" وقصة هذا الفلم تتمحور حول استطاعه عودة شخص للوراء عن طريق قراءته لمذكراته ومن خلالها يحاول تغير مجريات حياته ..

ولكن في كل مره يحاول أن يعدل الأمور كان يموت شخص أو يدخل السجن أو يخسر أصدقائه أو يفقد صحته .. فكان في كل مرة يزيد الأوضاع سوء ولم تتحسن .. وكان هذا كله حتى يكون مع إنسانه و أن لا يخسرها ..

ولكنه أيقن في النهاية أن بعده عنها هو الأنسب للجميع ... وأنه ليس مقدر له أن يكون معها

فكل شي في الحياة يحصل لنا لهدف ما ... ابتعادنا عن أشخاص ليس لعيب ما .. عدم قبولنا لوظيفة ما ليس لعدم كفاءتنا ... وهكذا ...

إنما لمصلحة ما لنا .. وربما لأن هناك فرصة أروع بانتظارنا ..

ولو فكرت بالحل الثاني وهو أن تمسح ذكرياتك .. فهذا أمر سيخل بتوازن حياتك سيجعلك تبدو فارغ .. وشخص ضعيف ... جبان ولم يحاول الصمود ..

لا تعامل نفسك كأن الأشخاص خلقوا يوفرون لك جميع سبل الراحة وجميع الناس مسالمين ....

وضع بالحسبان أن لكل شخص عيوب ... وأنت بالنهاية لست مجبور على تقبل كل عيب يصدر من الغير ...

وفي هذه أيضا شاهدت فلم " Eternal Sunshine" يتكلم أن أثنين كانت بينهم علاقة وحصل شجار ..

وبعدما ذهب ليصالحها بهدية في عيد الحب .. لم تعرفه وتجاهلته .. وأدرك بعدها أنها خاضت لعملية مسح دماغي لعلاقتها معه فقط وطبعا هذا ليس له وجود في حياتنا الواقعية ..

فلقد تأثر ... وانهار وذهب لنفس الدكتور وطلب منه نفس ما قامت به ومسحها من ذكرياته ...

لأن في الواقع من أصعب أنواع العقاب أن يتجاهلك شخص تحبه ويسحبك من الوجود أو بالأحرى من خارطة حياته..

وفي نهاية الفلم أيضا يتصادفون ويتقابلون وينشئون علاقة ..!!

فمن خلال هذا الفلم اتضح لي ..

من التفاهة التفكير في مسح ذكرياتنا كلما صادفتنا المشاكل ..
وأن الذكريات المؤلمة تجعلنا نتفاعل مع حياتنا كحال الذكريات الجميلة ..
وأن مقابلاتنا لأشخاص فهذا أمر مقدر لنا ..
والذكريات جزأ من شخصيتنا وكياننا ..
ورغم سوء الأشخاص وعيوبهم ومعاملتهم إلا إنهم أيضا يحملون ذكريات جميلة بنا ...

فنحن مخيرون ولسنا مسيرون ..
عقلك هو دليلك وليس قلبك .. فالمشاعر أحيانا تخوننا ...

الإنسان حياته كلها مواقف ومشاعر وإحساس فمن غير المعقول ... أن يحاول إخفاء وانتقاء الأشياء التي لا يريد ..

نحن كائن وليس آله كالكمبيوتر... وما أروع نعمة النسيان .

فتمتع بروحك وعقلك .. فليس هناك إنسان كامل .. نعم تطمح للمثالية وهذا من مطامعي أنا شخصيا ..

ولكن تأكد كلما قاومت ظروفك القاسية كلما كان هذا تأسيس لك مستقبلا ..

تحياتي للجميع وهنيئا لكل من كان صامد في حياته ...
*************************************
مما راق لي.........

مشكورة علي الطرح

لكي الشكر على مرورك الراااااااااائع