لفق قصة خطفه من قبل عصابة لسرقة الأعضاء البشرية

صحيفة قورينا/محمد عبدالرحمن: نفى مدير أمن طرابلس العميد صالح التواتي صحة خبر ما أذيع ونشر بخصوص وجود عصابة لسرقة الأعضاء البشرية بمدينة طرابلس، وذلك في اتصال هاتفي مع صحيفة قورينا الحوادث، ولمزيد من الإيضاح والمعلومات أحالنا العميد التواتي إلى رئيس قسم البحث الجنائي طرابلس العقيد الصديق سعد، والذي أفادنا بأن القصة الحقيقية للحادثة التي تناقلتها وسائل الأخبار هي كالتالي:-
” لفق شاب يبلغ من العمر 18 عاماً قصة خطفه من منطقة سكناه بسوق الجمعة مدعياً بأنه تعرض للخطف من قبل عصابة لسرقة الأعضاء البشرية وبحسب روايته أنه بينما كان يسير على الطريق توقفت سيارة بشكل مفاجئ وترجل منها شخصان أدخلاه عنوة للسيارة وخدراه ولم يفق إلا وهو بداخل حجرة وأنه تعرض لفحوصات من قبل أشخاص أجانب، وأن عملية جراحية أجريت له لسرقة إحدى كليتيه، وقد تمكن الشاب من الهرب وأن المكان الذي كان فيه هو مزرعة بغوط الرمان.
وأفاد بأن ما نشر وما تناقله الرأي العام لا أساس له من الصحة فالشاب لم يختطف ولم يتعرض لاعتداء أو سرقة كليته، وتتلخص أسباب الواقعة في أنه قد حدثت مشكلة بين الشاب وأهله غادر على إثرها المنزل وفي الطريق التقى بأحد رفاقه والذي أشار عليه بالذهاب معه لاستراحة بمنطقة غوط الرمان ومكث هناك فيها ستة أيام وفي اليوم السادس أبلغه رفيقه بأن عائلته تبحث عنه والشرطة كذلك، فخاف الشاب وفكر في خطة شيطانية لذلك طلب من رفيقه إحضار شريط طبي لاصق وإبرة تغذية وغرز الإبرة في ذراعه وعمل خطوطاً بالقلم في جنبه، وفي اليوم التالي غادر برفقة صديقه الاستراحة وفي الطريق طلب منه الوقوف وإنزاله بجانب محطة الوقود وترجل من السيارة التي غادرت المكان واتجه صوب محطة الوقود متظاهراً بالمرض والإعياء الشديد، وقابل مشرف المحطة قاصاً عليه رواية خطفه وطلب منه استعمال الهاتف للاتصال بأحد أقاربه وقد مكنه مشرف المحطة من الاتصال وما هي إلا فترة قصيرة إلا وكان أهله عنده حيث حملوه للمستشفى وأجريت له فحوصات أكدت سلامته.
وفي مركز شرطة سوق الجمعة أدلى بقصة خطفه المفبركة وتفاصيلها، وبعد استيفاء أقواله تمت إحالته إلى البحث الجنائي طرابلس.
لكن ضابط التحقيق لم تنطلِ عليه الرواية بحكم خبرته في هكذا قضايا وبحنكة ومهارة قام بمواجهته بالتناقضات في روايته وأن ضابط التحقيق على علم بخلفية مشكلته مع أسرته، أحس الشاب من أسئلة الضابط أن الدائرة بدأت تضيق عليه وإن أمره قد انكشف فجاءت اعترافاته سلسلة هادئة مفصلة، وبرر هروبه من البيت واختلاقه لرواية اختطافه خوفاً من أسرته، ووفقاً للسياقات القانونية تم أخذ أقواله وتوثيق اعترافاته وإحالته للنيابة التي أوقفته بتهمة الإدلاء بمعلومات كاذبة.
ورداً عن سؤال لقورينا الحوادث بشأن حالات الخطف وبلاغات المفقودين أجاب العقيد الصديق سعد بأنه لم تسجل حالة واحدة بطرابلس للخطف بمعنى الخطف، وأن ما يحدث لكثير من الشباب هو مغادرة بيت الأسرة على خلفية مشاكل أسرية أو تحت تأثير المخدرات أو السفر دون إبلاغ الأسرة لغرض الترفيه أو أغراض أخرى داخل وخارج البلاد أو السجن، أما ما يتعلق بالفتيات ففي الغالب يرتبط غيابهن بممارسة الدعارة والزنا وغيابهن طوعي وبإرادتهن وكثير منهن يرجعن لأهلهن بعد أيام أو أسابيع ينتهي الموضوع بحجة أنها كانت عند أقاربها وهكذا تبلغنا الأسرة، والبعض يقبض عليهن في الأماكن المشبوهة.
وشدد العقيد الصديق على ضرورة اهتمام الأهل والحرص والمتابعة لبناتهم وأبنائهم.
وأكد على استعداد إدارته للتعاون وكشف ملابسات أي قضية غامضة وإن نشر معلومات غير مؤكدة ومن مصادر غير موثوقة من شأنه إثارة بلبلة وإخافة الناس بلا معنى.