البنية التحتية فى البيضاء ماتت قبل ان تولد

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2010-11-01, 7:02 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
انطلاقًا من قول الله سبحانه: )ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر(، ومن قول رسول الله (ص): "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه..."، وإيمانًا منّا بأنّ حبّ الوطن من الإيمان، وأنّ مسؤوليّة عمارة بلادنا والحفاظ على ممتلكاتها وعدم إهدار أموالها يقع على كاهل كلّ الليبيين، انطلاقًا من ذلك أقدمنا –نحن الغيورين من أبناء المنطقة المختصين– على كتابة هذا التقرير الفني لتقييم مستوى تنفيذ مشروع البنية التحتية لمدينة البيضاء بشعبية الجبل الأخضر الذي تولته الشركة الليبية الإسبانية (svlidco) بعقد رقم (3-3(2008-1وبقيمة (629,977,500.000 ) د.ل.بالحروف (( ستمائه وتسعه وعشرون مليونآ وتسعمائه وسبعه وسبعون الفا وخمسمائه دينارليبى ))
ونقصد هنا بالبنية التحتية إنشاء شبكات الصرف الصحي، وشبكات تصريف مياه الأمطار، وشبكات مياه الشرب، وشبكات الكهرباء والإنارة والغاز والأعمال المدنية لشبكة البريد، وأعمال الرصف لشوارع وأحياء المدنية واستزراع الحدائق والمساحات الخضراء.
ولقد كان هذا العقد مصدر سعادة وتفاؤل لجميع سكان هذه المدينة التي تفتقر إلى خدمات البنية التحتية التي تتمثّل في: فيضان مياه المجاري بالشوارع، وانقطاع مياه الشرب عن الأحياء السكنية، وانقطاع التيار الكهربائي خاصة أثناء فصل الشتاء، وسوء الرصف لشوارع المدينة، ووجود أحياء من غير بنية تحتية أصلاً كـ(البيضاء الجديدة).
وظلت أعيننا تتوق لرؤية خطوات الشركة (الليبية الإسبانية) المحترفة في تنفيذ الأعمال المدنية، والتي احتلّت المركز (الثلاثين) على مستوى الشركات الأوربية ( الشركة الإسبانية آسفي ) ، والتي نسب إليها تنفيذ عدة مشاريع عملاقة.
ظل سكّان المدينة يرقبون بدء عمل الشركة التي ستُظهر -بلا أدنى شك- مستوًى تنفيذيًّا أعلى بكثير من مستوى الشركات المحلية، وبعد طول انتظار بدأ العمل في القناة الخاصة بتصريف مياه الصرف الصحي بالمنطقة الصناعية، ابتداء من (غسيل الزايدي) إلى (محطة المعالجة الرئيسية).
وكانت أولى المفاجآت أن بداية تنفيذ العمل يتم من قبل شركة محلية لا تملك أي خبرات أو عمالة محترفة لتنفيذ مثل هذه الأعمال؛ حيث كانت العمالة من السوق المحلية، والأسوأ من ذلك كون هذه القناة تم تصميمها لتصريف (مياه الصرف الصحي التي تحتوي على الأملاح والأحماض وغيرها من المخلفات الكيمائية) ولم يتم إضافة أي مواد للخرسانة لتحسين مقاومتها لهذه المواد، كما لم يتم عزل جزء كبير من القاعدة الخرسانية للقناة بمواد عازلة كونها مدفونة بالتربة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد من السوء فعند بدء العمل بالأعمال الخرسانية تم أخذ العديد من العينات (المكعبات الخرسانية) لإجراء الاختبارات، وكانت النتائج غير مطابقة للمواصفات، وتم إعادة الاختبارات بأخذ عينات من الجسم الخرساني للقناة (اختبار الكور) وكذلك لم تكن نتائج الاختبارات مطابقة للمواصفات، ويمكن التأكد من النتائج من (مختبر كلية الهندسة بجامعة عمر المختار)، ناهيك عن سؤ التنفيذ لفواصل التمدد وللأسف -وبطريقة غامضة- استمر العمل في القناة وكأن شيئًا لم يحدث، مع العلم بأنه لم يتم إزالة الأجزاء الفاشلة من الخرسانة, مع علم المكتب الاستشاري الصيني بنتائج الاختبارات وسوء التنفيذ إلا أن مدير المكتب يأمر بعدم إيقاف العمل مهما كانت الأسباب ( ولماذا ؟؟ ).
تساؤلات تبحث عن إجابات!!!
هل تستحق قناة بطول 1300 متر وبأبعاد 180 سم × 180 سم كل هذا الوقت لتنفيذها على الرغم من سوء التنفيذ وفشل الاختبارات، (بداية العمل بالقناة شهر 3 / 2010 والعمل جاري إلى تاريخ اليوم)؟
ماذا تشكل هذه القناة من صعوبة للشركة في التنفيذ من حيث الوقت والجودة مقارنة بحجم المشروع؟
أين المكتب (الأمريكي الأيكوم) و(المكتب الاستشاري الصيني) المشرف على هذا المشروع؟
هل المكتب الاستشاري الصيني متعاقد مع الدولة لمتابعة جـودة العـمـل أم هـو مـن ( أتباع ) الشركة الاسبانية وذلك حسب مانرى ؟؟؟؟؟
أين جهاز تنفيذ مشروعات الإسكان والمرافق؟
وهل يتم تنفيذ مثل هذه المشاريع وبنفس المستوى في الولايات المتحدة الأمريكية أو بالصين أو في أسبانيا؟.
وكانت أعيننا تراقب كل هذا وكنا نحدث أنفسنا بأنها فقط هي بداية متعثرة ومن ثم ستأتي العمالة الفنية المختصة وكل ما يلزم لتنفيذ المشروع على الوجه الصحيح.
وبعد ذلك باشرت الشركة العمل بالبيضاء الجديدة بالمنطقة (هـ 3/1 – هـ 3/5 ) وانتظرنا بداية العمل على أحر من الجمر؛ لأنّ البيضاء الجديدة من أكثر المناطق التي تفتقر إلى خدمات البنية التحتية، ولكن:
فوجئنا بأنه يتم تنفيذ غرف الصرف الصحي بالبلوك الأسمنتي المفرغ المحلي، والمصنوع من الأسمنت البورتلندي العادي غير المقاوم للأملاح والأحماض (مع العلم بأن البلوك يفتقر إلى الأسمنت أصلاً) .
ويتم مد مواسير الصرف الصحي داخل الخندق دون تهيئة قاع الخندق؛ بحيث يتم وضع مواد الردم أسفل المواسير، ومن ثم مد المواسير بين الغرف مباشرة دون دك المادة أسفل المواسير مع ملاحظة العديد من العيوب أثناء مد المواسير سواءً في تقوّس المواسير أو عدم سد المواسير بالشكل الصحيح لتفادي دخول مخلفات الحفر أو غيرها من المواد داخل المواسير أثناء العمل.
أما فيما يخص العمالة الفنية المختصة التي كنا ننتظرها من الشركة الاسبانية فوجدنا أنها وجوه مألوفة من العمالة الموجودة بالسوق المحلية التي لها تاريخ عريق في تنفيذ مشروعات البنية التحتية بالمدينة (قُرَني) سباك قديم ومشهور مصري الجنسية، وكذلك فرقة سباكين من الجنسية السودانية، أما فيما يخص الغرف المبنية بالبلوك الأسمنتي المفرغ فيتم بنائها من قبل بنائين من الجنسية التونسية.
هل هذه هي العمالة الخاصة بالشركة الإسبانية المحترفة في الأعمال المدنية؟
وكل ما لاحظناه لم تتم ملاحظته من قبلنا فقط، بل أبدى الرأي العام التساؤلات نفسها التي ذكرناها، حيث قام أهالي البيضاء الجديدة بالاعتراض على العمل، ولا سيّما فيما يخص غرف الصرف التي يتم بناؤها من البلوك الأسمنتي المفرغ، وقاموا بإعداد مذكرة بخصوص هذا الموضوع وتم توجيهها إلى ( منسق مكتب الاتصال بشعبية الجبل الأخضر )، وبعد اعتراض المواطنين على الغرف وإثارة التساؤلات أجاب مهندس الشركة الإسبانية (المهندس آلدو): "هذه طريقة رومانية قديمـة في تنفيذ غرف الصرف الصحي، وأنها معتمدة من قبل المكتب الاستشاري الصيني المشرف"!!!!. والذي كنا نتوقعه لغرف الصرف الصحي أنها تكون -على الأقل- من الخرسانة العادية التي تحتوي على إضافات تقاوم تأثير مياه الصرف الصحي والأحمال وضغط التربة.
تساؤلات؟؟؟
هل يوجد بالعقد ما يفيد تنفيذ غرف الصرف الصحي من البلوك الأسمنتي المفرغ والمصنوع من الأسمنت البورتلندي العادي؟
هل يوجد خيار أحسن من الغرف المبنية من البلوك الأسمنتي المفرغ ولماذا لم يتم تنفيذه بمدينتنا؟
هل يتم تنفيذ مثل هذه الغرف بالولايات المتحدة الأمريكية أو الصين أو إسبانيا؟
هل يتم تنفيذ مثل هذه الغرف بالدول المجاورة أو المدن الأخرى بالجماهيرية؟
ماذا عن العمر الافتراضي لهذه الغرف ومواسير الصرف الصحي؟
هل يمكن مقارنة جودة هذه الغرف بغرف الشركات القديمة، على سبيل المثال: غرف (شركة انترسيما التركية) التي قامت بتنفيذ بعض المشاريع بمدينة البيضاء منذ فتره طويلة؟
هل المكتب الاستشاري الصيني يمتلك عناصر ذات خبرة كافية لمتابعة العمل، كوننا لاحظنا صغر السن للمهندسين الصينيين حديثي التخرج؟
هل يتم إجراء الاختبارات الدورية لكل الأعمال التي تتطلب ذلك (أين مختبر الشركة) ومراقبة جودة العمل من المكتب الاستشاري الصيني؟
ما علاقة المهندس (////) الذي يحمل (بك. هندسة ميكانيكية) والذي ذكر في (إذاعة الجبل الأخضر المحلّيّة) بأنه أحد المهندسين المشرفين على العمل بالبيضاء الجديدة، ما علاقة الهندسة الميكانيكيّة بالصرف الصحي؟!
ماذا عن مدير المشروع بالمكتب الصيني، هل هو مهندس مدني أو يحمل مؤهلاً آخر؟!
ماذا عن المتابعة من قبل (الجهاز النائم لتنفيذ مشروعات الإسكان والمرافق)؟!
أين الجهات المختصة الأخرى (مراقبة الإسكان والمرافق، جهاز الرقابة الشعبية)؟
هل الشركة قادرة على تنفيذ المشروع بالجودة التي نطمح إليها؟
هل العمالة المحترفة هي العمالة من السوق المحلية أو العدد الكبير من العمالة البنقلاديشية التي تم استجلابها في الفترة السابقة وأمضت جل وقتها بطلب السجائر من المواطنين؟
ما هي الجهة المسئولة عن اختيار هذه الشركة ؟
هذه بعض الملاحظات والتساؤلات التي نأمل من الجهات المختصّة البحث عنها ومتابعتها لكي نبني مدينتنا بشكل صحيح، ولكي لا نرى معاول الصيانة والبناء تبدأ من حيث تنتهي الشركة الليبية الإسبانية، ويعلم الله سبحانه أننا ما أقدمنا على هذه الخطوة الإيجابية إلا ابتغاء وجه الله، وحفاظًا على ثروات بلادنا وغيرة على منطقتنا وطلبًا للأفضل.

البنية التحتية فى البيضاء ماتت قبل ان تولد 944316

البنية التحتية فى البيضاء ماتت قبل ان تولد 944316

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2010-11-14, 7:44 am

هذا هو التقريرالمنشوروتم نقل التقرير حرفيآ مع عدم ذكر الاسماء

البنية التحتية فى البيضاء ماتت قبل ان تولد

البنية التحتية فى البيضاء ماتت قبل ان تولد

رد: البنية التحتية فى البيضاء ماتت قبل ان تولد