اجهزة الامن اللبنانية توقف زعيم تنظيم "المهاجرون" المتشدد بع

اوقفت أجهزة الأمن اللبنانية يوم الأحد 14 نوفمبر/تشرين الثاني رجل الدين المتشدد عمر بكري زعيم تنظيم "المهاجرون" الذي كانت السلطات البريطانية قد حظرته مؤخراً للاشتباه بصلته بالقاعدة، بعدما أصدرت المحكمة العسكرية في بيروت يوم الجمعة الحكم بعليه بالسجن المؤبد بعد إدانته غيابيا بجرم "الانتماء إلى تنظيم مسلح" وحيازة أسلحة ومتفجرات.

وجرى توقيف بكري من قبل عناصر من فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي، وذلك في منطقة ابي سمرا بمدينة طرابلس الشمالية، بعدما أطلقت النار على إطارات سيارته عند محاولة فراره.

وكان بكري قد اكد منذ يومين انه لن يسلم نفسه لأنه لا يعترف بالقانون اللبناني، مشددا على انه بريء ولن يسلم نفسه. وقال "أنا لا اسلم نفسي لأي محكمة لأنني لا أؤمن بالقانون في بريطانيا ولا في لبنان. أن قبضوا علي فهم أحرار، لكنني لن اذهب بقدمي إلى المحكمة".

الا انه حاول في اليومين الأخيرين قبل توقيفه توجيه رسائل استغاثة الى أطراف رئيسة في المعارضة يطلب منها التدخل لمنع تنفيذ مذكرة التوقيف الغيابية الصادرة في حقه.

ولفتت المصادر الامنية الى أن هناك من الأدلة والوثائق ما يثبت أنه لا يزال على صلة بجهات استخبارية - أمنية أجنبية وأنه لم ينقطع عن التواصل معها. وقالت إن معظم المجموعات الإسلامية في طرابلس لم تأخذ بأطروحاته ولا بالفتاوى التي كان يصدرها من حين لآخر وهذا ما يفسر رفضها احتضانه أو تغطيته سياسيا ودينيا.

ويحمل بكري الجنسية اللبنانية منذ عقود، علما أنه سوري الأصل من مواليد حلب عام 1958، وقد كان يقيم في بريطانيا في ثمانينات القرن الماضي، ولكنه اضطر للعودة إلى لبنان بعد منعه من دخول العاصمة البريطانية عام 2005، واتخذ من مدينة طرابلس الشمالية مكانه لسكنه.

وسبق لبكري أن أسس تنظيم "المهاجرون" وارتبط بعلاقات مع الكثير من رجل الدين المتشددين، بينهم أبوحمزة المصري، وقامت لندن مطلع العام الجاري بحظر عمل جماعته.

ويأتي القرار بحق بكري بعد أيام على إصداره بيانا شكل صدمة للكثير من التيارات السنية، إذ أعلن رفضه الاحتكام للمحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري قائلا إن "التحاكم للقضاء الوضعي كفر بواح مخرج من الملة".

كما معروف عن بكري تأييده اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول عام 200 في الولايات المتحدة الأميركية وقوله في إحدى المناسبات أنه يرفض تسليم مسلمين الى العدالة يعدون لتنفيذ اعتداءات، إضافة الى أنه اعتبر أن رئيس وزراء بريطانيا السابق جون ميجور والرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين والرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف يشكلون "أهدافا مشروعة" للاعتداء، نافيا ارتباطه بتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن.

يذكر أن بكري حاول العودة الى لندن أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان في يوليو/تموز 2006 وتسلل لهذا الغرض الى المكان الذي تجمع فيه الرعايا البريطانيون، لكن سرعان ما اكتشفت السفارة البريطانية أمره، ومنعت سفره. وطلق بكري زوجته أم أولاده حنان بعد قليل من مجيئه الى لبنان وتزوج من شابة لبنانية أقام معها في ضواحي بيروت قبل أن يقرر الاستقرار في طرابلس.