حكم عليه ب6أشهر مع وقف التنفيذ‮ ‬وأمضى سنتين وستة أشهر‮

حكم عليه ( بـ‮ ‬ستة أشهر ) مع وقف التنفيذ‮ ‬‮ .. ‬وأمضى سنتين وستة أشه‬

..‬ليس من الموضوعية إصدار أحكام عشوائية دون أن نخوض في‮ ‬تفاصيل ونستدل بوثائق ونستشهد بمستندات تعكس الحقيقة المجردة من أي‮ ‬شبهة أو اتهامات لا تمت للواقع بأدنى صلة‮..‬وحتى لا نصبح مجرد أبواق جل همها خبطة صحفية تجذب الأنظار وتثير الرأي‮ ‬العام‮ ‬

حفاظًا على الأمانة المهنية والتزامًا بالمبادئ الإنسانية ننشر تفاصيل هذه القضية بكل شفافية وواقعية لمجتمع‮ ‬يحتذي‮ ‬بمقولات وشعارات تقدس حرية الإنسان ومنهجه والوثيقة الخضراء الكبرى لحقوق الإنسان وحيث إن الفقرة الثانية من الوثيقة الخضراء تنص على الآتى‮ » ‬أن أبناء المجتمع‮ ‬يقدسون حياة الإنسان ويحمونها ويحرمون تقييدها فالحبس فقط لمن تشكل حريته خطورة أو إفسادا للآخرين وتستهدف العقوبة الإصلاح الاجتماعي‮ ‬وحماية القيم الإنسانية ومصالح المجتمع ويحرم المجتمع الجماهيري‮ ‬العقوبات التي‮ ‬تمس كرامة الإنسان وتضر بكيانه وكعقوبة الأشغال الشاقة والسجن الطويل كما‮ ‬يحرم المجتمع الجماهيري‮ ‬إلحاق الضرر بالشخص السجين ماديًا ومعنويًا‮«‬‮ ‬غير أن ما حدث مع المواطن خالد عمر عبد المولى التاجوري‮ ‬يعد منافيًا للقيم التي‮ ‬تحملها الوثيقة الخضراء ولكل المعايير الإنسانية والأخلاقية فقد بدأت أحداث قضية هذا المواطن بتاريخ‮ ‬17‮/‬2‮/‬2004 م‮ ‬بدائرة مركز شرطة الصابري‮ ‬حيث تم ضبط خالد في‮ ‬حالة سكر ظاهر داخل سوق‮ “‬وقادوقو”وتمت إحالته‮ ‬إلى النيابة العامة بتاريخ‮ ‬19‮/‬2‮/‬2004 م‮ ‬والتي‮ ‬أمرت بدورها بحبسه احتياطًا لمدة ستة أيام وقد تم التصرف في‮ ‬القضية من وكيل النيابة المختص بتاريخ‮ ‬12‮/‬3‮/‬2004م‮ ‬وتم عرض القضية على رئيس النيابة بتاريخ‮ ‬16‮/‬3‭/‬2004 م‮ ‬والذي‮ ‬اعتمد القرار الصادر بإحالة الدعوى لغرفة الاتهام بجلسة‮ ‬18‮/‬3‮/‬2004م تحت رقم‮ ‬165‮/‬2004 م‮ ‬الصابري‮ ‬وبالجلسة المحددة‮ ‬18‮/‬3‮/‬2004 صدر قرار الغرفة بحضور المتهم بالإفراج عنه بكفالة شخصية ما لم‮ ‬يكن محبوسًا لسبب أخر‮ ..‬إلى هنا والأحداث تجري‮ ‬بشكل منطقي‮ ‬ولا‮ ‬غبار عليها أو على قضائنا الذي‮ ‬لا‮ ‬يمكن أن نشك في‮ ‬نزاهته وموضوعيته‮ ..‬

وما حدث بعد ذلك تم تحديد جلسة بتاريخ‮ ‬15‮/‬4‮/‬2004 م‮ ‬للنظر في‮ ‬الدعوى‮ …‬وقد ثبت في‮ ‬محضر الجلسة أن المتهم لم‮ ‬يحضر؟؟‮!! ‬والغرفة قررت إحالة الدعوى إلى محكمة جنايات بنغازي‮ ‬والتي‮ ‬بدورها حددت جلسة بتاريخ‮ ‬1‮/‬3‮/‬2005 م للنظر فيها وقد تم حجز الدعوى للحكم بجلسة‮ ‬8‮/‬3‮/‬2005 م حيث صدر الحكم كما‮ ‬يلي‮:‬

‮»‬حكمت المحكمة‮ ‬غيابيًا بإدانة المتهم عما أسند إليه وبمعاقبته بالحبس مع الشغل لمدة ستة أشهر وبتغريمه ألف ومئة دينار ليبي‮!!! ‬وأمرت بوقف نفاد العقوبة المقضي‮ ‬بها لمدة خمس سنوات اعتبارًا من تاريخه‮ ‬‮) ‬هذا كان ملخص ملف الدعوى رقم‮ ‬165‮/‬2004 م الصابري‮ ‬والمتهم فيها خالد عمر التاجوري‮ ..‬غير أن الواقع لا‮ ‬يمت بصلة لما حدث داخل أروقة المحكمة حيث إن هناك حقائق‮ ‬غائبة لم تكن حاضرة على الرغم من حضور صاحبها والذي‮ ‬صدر بحقه حكم‮ ‬غيابي‮ ‬في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬كان فيه المتهم‮ ‬يقبع في‮ ‬إحدى زنزانات مؤسسة الإصلاح والتأهيل بالكويفية‮.. ‬وكان من المفترض أن‮ ‬يتم الإفراج عنه بتاريخ‮ ‬18‮/‬3‮/‬2004 م بموجب القرار الصادر من‮ ‬غرفة الاتهام،‮ ‬ومع كل هذا‮ ‬يصدر الحكم في‮ ‬حقه‮ ‬غيابيًا بتاريخ‮ ‬8‮/‬3‮/‬2005 م‮ ‬بوقف نفاد العقوبة المقررة ولكن ظل خالد محبوسًا حتى بعد صدور الحكم‮ !! ‬وبذلك فان هذا المتهم الغائب الحاضر في‮ ‬جلسات المحكمة قد تم سجنه منذ‮ ‬يوم القبض عليه من قبل مركز الصابري‮ ‬بتاريخ‮ ‬17‮/‬2‮/‬2004 م ومكث داخل السجن حتى‮ ‬يوم‮ ‬1‮/‬11‮/‬2006 م‮ ‬بدون أي‮ ‬وجه حق الأمر الذي‮ ‬كان له بالغ‮ ‬الأثر في‮ ‬نفس هذا الشاب الذي‮ ‬أمضى سنتين وستة أشهر خلف القضبان وسلبت حريته فترة طويلة أدت إلى حرمانه من ممارسة حياته بشكل طبيعي‮ ‬على الرغم من أن العقوبة التي‮ ‬صدرت ضده لا تتجاوز ستة أشهر‮…‬وكما جاء في‮ ‬المادة‮ ‬19 من قانون تعزيز الحرية رقم‮ ‬21 لسنة‮ ‬1991 م‮ »‬أنه لا‮ ‬يجوز سلب أو تقييد حرية الإنسان إلا في‮ ‬حالة اتهامه بارتكاب فعل‮ ‬يعاقب عليه القانون وبأمر من الجهات القضائية المختصة وفي‮ ‬الأحوال المبينة في‮ ‬القانون‮”….‬أن وقائع هذه القضية تضمنت انتهاكًا صارخًا لأبسط المبادئ القانونية والتي‮ ‬أعطت للإنسان ضمانات حرصًا منها على أدميته‮..‬ما حدث مع هذا المواطن خلف له أضرارا نفسية فقد خرج من السجن وهو‮ ‬يعاني‮ ‬مرضاً‮ ‬نفسياً‮ ‬تم تشخيصه على انه اكتئاب تفاعلي‮ ‬لم‮ ‬يمكنه من الحديث عبر صحيفة قورينا عن معاناته داخل السجن وكيف أصبح نسيًا منسيًا؟؟‮!! ‬وتم إصدار الحكم ضده‮ ‬غيابيًا‮..!! ‬كان‮ ‬برفقة خالد شقيقه الأكبر عادل عبدالمولى والذي‮ ‬تحدث عن قضية شقيقه والتي‮ ‬بدأت منذ عام‮ ‬2004 ‮ ‬م ولم تنته حتى هذا اليوم من عام‮ ‬2010 ‮ ‬م فقد أكد انه وبعد أن تم ضبط خالد متلبسًا في‮ ‬حالة سكر وصدر ضده حكم بالسجن لمدة ستة أشهر وبعد مضي‮ ‬فترة الحكم توجه إلى رئيس وحدة شؤون النزلاء بمؤسسة الإصلاح والتأهيل بالكويفية‮ ‬الرائد أحمد بن حميد‮« ‬والذي‮ ‬كان‮ ‬يتحجج على حسب قوله إنه لم‮ ‬يتم الحكم في‮ ‬القضية وهذا ما أصابني‮ ‬بالدهشة كيف‮ ‬يصدر حكم ضده‮ ‬بالسجن ستة أشهر ومن المفترض أن‮ ‬يكون قد أنهى فترة محكومتيه‮.. ‬وأضاف‮ »‬عادل‮«‬‮ ‬أنه وبعد إصراره الشديد لمعرفة السبب الذي‮ ‬جعل مدة حبس شقيقه تستمر وهذا ما دفعه إلى اللجوء لمكتب المحامي‮ ‬العام لمعرفة ملابسات القضية‮ ‬وقال شقيقه خالد إنه ومن خلال التقصي‮ ‬الذي‮ ‬قام به نائب المحامي‮ ‬العام تبين أن هناك تشابهًا في‮ ‬الأسماء بين خالد وشخص آخر وحدثت ملابسات القضية انه بسبب خطأ‮ ‬غير مقصود من قبل إحدى الموظفات قامت بوضع أوراق المتهم خالد داخل ملف شخص آخر‮ ‬واستكمل عادل‮ ‬قوله بأن نائب مكتب المحامي‮ ‬العام قد اعطى إذنا بالإفراج عن شقيقه مع استغرابه الشديد من بقائه كل هذه الفترة دون وجه حق وأوضح عادل أنه إلى جانب الضرر النفسي‮ ‬والمعنوي‮ ‬الذي‮ ‬لحق بشقيقه وهو‮ ‬يقبع داخل السجن بسبب خطأ كما أدعو فقد حرمه هذا الخطأ من رؤية والدته قبل وفاتها ومن حضور جنازتها على الرغم من الطلب الذي‮ ‬قمنا بتقديمه للقائمين على مؤسسة الإصلاح والتأهيل‮ ‬نلتمس فيه الرأفة بأن‮ ‬يتمكن خالد من حضور عزاء والدته على الرغم من أن‮ ‬فترة محكوميته قد انقضت ولا‮ ‬يحق لهم بحبس حريته ولا حرمانه من رؤية والدته وهي‮ ‬على فراش الموت وقد كان طلبها رؤية ابنها قبل رحيلها‮..‬وما زاد من ألمنا ووجعنا‮ ‬أن سجنه كان مجرد خطأ لا‮ ‬غير‮ ..‬على الرغم من‮ ‬أن التعويض المادي‮ ‬الذي‮ ‬حكمت به المحكمة لصالح خالد والمقدر بحوالي‮ ‬عشرة آلاف دينار ليبي‮ ‬لا قيمة له‮ ‬مقارنة بكم الوجع والضرر وهو قابع خلف الجدران لا لشيء ولكن لان موظفة قامت بخطأ بوضع ملف خالد داخل ملف شخص أخر ليدفع خالد باهظ الثمن‮..‬

هذه وقائع حقيقة مجردة من إدعاءات باطلة قد‮ ‬يكون هدفها هو زعزعة ثقة المواطن بعدالة قضائه وموضوعيته في‮ ‬إصدار الأحكام وتنفيذ القوانين‮..‬إلا أن مجريات قضية المواطن خالد عبدالمولى قد كشفت عن انتهاكات متعمدة أو‮ ‬غير متعمدة حرمته حريته ومزاولة حياته‮..‬بوثائق ومستندات‮ ‬نفتح الملفات وننشر الوقائع‮.‬

‮ ‬خاص قورينا

مشكور ع التغطية الرائعة