سائق شاحنة : "لاصحافة لادفنقي " الزحمة فيه زحمة

سائق شاحنة : "لاصحافة لادفنقي " الزحمة فيه زحمة !!

















أويا – فتحي المؤلف .. تصوير : يوسف الرحيبي




الأربعاء, 05 يناير - إي النار 2011 19:09
















المشاهد
والمعايش لحركة المواصلات على الطرقات العامة في بلادنا من المواطنين
وغيرهم لم يعد في إمكانه إيجاد التفسير المنطقي والصحيح لظاهرة الازدحام
والاختناقات المتلفة للاقتصاد والأعصاب معا..من حيث الأسباب التي أدت إلى
هذه الظاهرة المخيفة والمرعبة في آن ولم يعد يهم المواطن ولايثيره مسألة
الذهاب إلى أي مكان بقدر مايهمه ويثيره حد الفزع التفكير بالطريق الأنسب
حتى وإن زادت مسافته كي يتمكن من الوصول إلى ذاك المكان ..وما عاد خافيا أو
مستغربا أن يضيع المواطن من وقته الساعات الطوال سائقا أو راكبا حتى يصل
إلى هدفه ومكانه وهو بكامل العصبية والضيق النفسي والإحباط وفتور الهمة
وكلها مؤشرات لاشك أنها سلبية ومعطلة لحركة النماء والتقدم ...

وليس عيبا أن
نكون واقعيين بملامسة المسألة وعلى نحو مباشر بالاعتراف أولا بالقصور
الواضح في عدم مواكبة التطوير الكبير الذي شهدته البلاد بازدياد عدد
المركبات على الطرقات وعدم الإسراع في تنفيذ العديد من المشروعات المخطط
لها لاستيعاب هذه الزيادات من طرق وأنفاق وجسور إضافة إلى عدم الإلمام
التام بالكيفية التي يتم بها درء ومعالجة مشكلة الازدحام والاختناقات
المرورية والأدل على ذلك عدم الانتباه للرقم الإلكتروني المستحدث بالإشارات
الضوئية بالمدن والذي يمنح من وقت التوقف إلى مايصل الرقم 80 وفي المقابل
لايتجاوز رقم السماح بالعبور والمرور أكثر من الرقم 40 ومما زاد الطين بلة
التطبيق لقرار حظر قيادة الشاحنات والسير بها ليلا وهذا التطبيق لوتمعنا
جميعا وبهدوء في آثاره السلبية الكثيرة لما ترددنا لحظة واحدة في إلغائه
وعودة المياه إلى مجاريها من خلال السماح ..للشاحنات ..بالتجول والعمل ليلا
حتى نسهم وبقدر وافر وكبير في التخفيف من عبء الحركة الأقرب في وصفها
بالشلل عند المنافذ للمدن وضواحيها خاصة مع الساعات الأولى من ضوء النهار
ولأسهمنا أيضا في الحد من الحوادث المميتة في غالبها مع اقتراب غروب الشمس
وفزع سائقي تلك الشاحنات من أن تغيب الشمس ليضطر إجبارا لا اختيارا في
المبيت ليلته "بكابينة" سيارته رعاية وحماية للحمولة التي يشحنها ..مما
يؤدي إلى الزيادة

في السرعة
للحد الأقصى..وماحادث "فم ملغة" عنا ببعيد وما أسفر عنه من نتيجة كانت
ضحيتها أسرة كاملة مكونة من ثمانية أفراد إضافة لسائق الشاحنة رحمهم
الله...

رغم أن هذا
الحادث لم يشر فيه أحد للسبب فيه والذي أقدره " من وجهة نظري"...متمثلا في
السباق مع الزمن ليصل ذلك السائق إلى وجهته قبل الغروب....

واهتماما من
..أويا الإلكترونية ..بهذه المسألة الهامة فيما يخص الازدحام الذي تسهم فيه
الشاحنات على الطرقات العامة نهارا بسبب حظر تجولها ليلا..كان لها هذا
الاستطلاع الليلي بمسافة مائة كيلومتر على الطريق الرابط بين القره بوللي
ومدينة طرابلس والمشاهدة عن كثب واللقاء مع المحظورين من السير ليلا بفئة
سائقي الشاحنات.



السائق
..حسين سوري الجنسية ..حمولة الشاحنة سجاد (قادم من سوريا)، وجدته يتناول
وجبة العشاء بطاولة وأدوات غاية في الدقة والجمال بمكملات كلها بخاصرة
الشاحنة علق على حظر السياقة ليلا بقوله : ( والله ياعمي إيش بقولك هذي
بلدكم ونحن بنحترم أي قوانين فيها بس أرى أن هذا القرار مش في صالح الناس
لأنني لاحظت أن الازدحام شديد بالنهار على الطريق خاصة من مدينة مصراتة حتى
طرابلس ..وأرى أن السماح لنا بالسير ليلا سيسهم إلى حد كبير في تخفيف هذا
الازدحام مع ملاحظة أن الكثير من السائقين في ليبيا "للأسف" لايحترمون قو
اعد المرور..وختم قوله..مشكورين وموفقين ..إن شاء الله )..

مجموعة من السائقين ...خمس شاحنات .. الحمولة طوب إسمنتي ( بومشي) الرحلة .. زليطن / طرابلس ..

استقبلوا
بالترحاب والتقدير وهم يعدون لوجبة العشاء وبعد أن عرفوا مهمتنا استشاط
أحدهم غضبا وعلق ( لاصحافة ولا دفنقي ).. الزحمة فيه زحمة .. والمسؤولين
عارفين يديروا حل كان بيديروا وعلينا أن نتحمل ... وعن قرار حظر السير ليلا
للشاحنات ...علق .. هذا قرار مدايراته دولة وهم يعرفوا المصلحة أكثر منك
ومني !!! ... تكلم هذا السائق دون تعليق من أي أحد من زملائه .. وعرفنا
أنهم لا يرغبون في الحديث للصحافة عن قضية تهمهم بالدرجة الأولى رغم كل
المحاولات !!

مجموعة من
السائقين .. التوقف للشاحنات إلى اتجاه الشرق بعد إفراغ الحمولة وجدناهم
يتسامرون إلى جانب موقد للنار عليه .. ( طنجرة مبكبكة) اقتربت من النضج ..
رحبوا بنا وعبروا بكامل العفوية وطلاقة اللسان عن وجهة العودة إلى مصراتة
ومبيتهم .. (حذا صغارهم) .. عوضا عن المبيت في هذا المكان وبهذا الطقس
البارد وملاحظة خلو الطريق ومناسبتها مداومة السير بدلا من ( بهدلة) بداية
النهار والانطلاق لهذه الأعداد الكبيرة من الشاحنات المتوقفة على جانبي
الطريق وفي وقت واحد ليختلط الحابل بالنابل ويحدث الازدحام والاختناق وأيضا
الحوادث خاصة مع انطلاق العامة من الناس كل وشأنه ووجهته بسياراتهم
الصغيرة .. ومجمل ما جاء في تعليقهم حول هذا القرار.


الرجاء إلغائه لتعود الحركة كما كانت عليه في السابق يسرا وانسيابا ليلا
ونهارا مع التشديد والتفعيل من الجهات الضبطية لقوانين المرور وتطبيقها
بالحزم التام .. معلقين على أن سائقي الشاحنات هم أكثر الناس التزاما
واحتراما لقوانين وإشارات المرور وأن نسبتهم في التسبب بالحوادث المرورية
لا تذكر إلى جانب النسبة التي يشكلها ويمثلها سائقو السيارات الصغيرة .