14 آذار لا تشارك في حكومة ستضرب كل مبادئها

مجدداً يتكرر السؤال:

ولماذا التأخير في تشكيل الحكومة طالما أنها ستتألف من لون واحد؟

لماذا كل هذه المزاحمة بين أبناء الصف الواحد؟

ألا تعني خلافاتهم على الحصص أن تحالفاتهم مصطنعة؟

وإذا لم تكن كذلك فلماذا هذه الهجمة غير المسبوقة على التوزير؟

وإذا كان جماعة اللون الواحد لا يقبلون أن يتنازلوا لبعضهم البعض فكيف سيتنازلون لقوى الرابع عشر من آذار أو يسمحون لهم أن يشاركوا معهم في الحكومة؟
بالنسبة الى قوى 14 آذار فإن الموضوع في غاية الوضوح، إذا كانت المسألة مسألة تداول للسلطة فيجب تطبيقها بحذافيرها، في الحكومة التي أُسقٍطَت أُعطيت قوى الثامن من آذار عشرة وزراء بالاضافة الى الوزير الوديعة عدنان السيد حسين الذي شكَّل الوزير الحادي عشر المعطِّل والذي قام بدوره على أكمل وجه، التداول السلس للسلطة يفترض إعطاء قوى الرابع عشر من آذار عشرة وزراء بالاضافة الى وزير وديعة لدى رئيس الجمهورية، أما أن يُقال إن تجربة التوزيعة كما كانت لدى الحكومة التي سقطت كانت تجربة فاشلة، وقائل هذا الكلام هو العماد عون، فهذا يعني أن قوى الثامن من آذار ترفض لغيرها ما قبلته لنفسها، وهذا ليس عدلاً على الإطلاق في التداول السلس للسلطة.

تأسيساً على هذا الواقع، لا تبدو قوى 14 آذار متحمسة للمشاركة وفق شروط تبدو مذلة، وما محاولة دغدغة مشاعر البعض وإغداق الوعود بالخدمات، سوى عملية لشق هذه القوى، وهي بالتأكيد عملية لن يُكتَب لها النجاح للأسباب التالية:

لم يُعرَف بعد ماذا سيكون عليه موقف الحكومة الجديدة، في بيانها الوزاري، من قضايا المحكمة الدولية والقرار الظني والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات وطاولة الحوار وغيرها وغيرها من الملفات العالقة والتي فجرت الحكومة التي أُسقِطَت.

إذا كانت الحكومة من لون واحد فكل هذه القضايا المنوَّه عنها أعلاه ستكون في دائرة التعليق أو النسيان، سيتم التصويت على إلغاء البروتوكولات بين لبنان والمحكمة الدولية واستطراداً وقف حصة لبنان في تمويل المحكمة وكذلك سحب القضاة اللبنانيين. لن تكتفي حكومة اللون الواحد بهذه الاجراءات بل ستُتبِعُها بسلسلة من القرارات لعل أبرزها وأسرعها إحالة ملف الشهود الزور على المجلس العدلي.

بمعنى آخر، إن كل ما رفضت الحكومة التي أُسقِطت أن تقوم به، ستعمد الحكومة العتيدة الى القيام به وبأسرع وقت ممكن، فكيف لقوى الرابع عشر من آذار أن تُشارك في حكومة تتخذ قرارات عكس مبادئها؟

إن حبل المناورات قصير، ومسألة التشكيل لن تطول كثيراً، فلننتظر.