"ولنخرجنـّهم منهـا أذلّةً وهم صاغرون"

مع اللحظات المتسابقة التي لا أحد يستطيع اللحاق بها، ومع العواطف الجياشة التي تساند مصر وشعبها قلبا وقالبا، ومع الدموع التي تسافر على الخد صعودا ونزولا على الملحمة التاريخية التي يسطّرها الشعب المصري، ومع الخوف عليكم من مما هو قادم، الى شعب مصر العظيم، الى هذا القلب، الى مقلة الأعين في قاهرة المعز، الى شباب مصر الذين كسروا المعادلة، الى من ضربوا بأقدامهم على أسفلت شبرا، لترتعد الأرض في البيت الأبيض، سدد الله خطاكم يا أحبة، وأعلموا أن أطراف كثيرة تتأمر على ثورتكم، لأن ثورتكم في مصر هي غير كل الثورات، مصر القلب والروح والوجدان، مصر التي هي البوصلة، هي روح الثورة منذ الأزل لهذه المنطقة.

احذروا يا احبتي وحاولوا أن تكون ثورتكم ثورة "اللوتس" بحق لأنكم الطريق لكل مظلوم في هذه الأمة.

من التصريحات الأمريكية، المتلاحقة والمتصاعدة، يبدو أن أمريكا قررت الاستغناء عن فرعون، وهي تحاول احتواء الثورة المصرية من وراء الكواليس، و أن تضمن الجيش إلى جانبها كي تبقى هذه الثورة الشعبية في نطاق الحرب على فساد فرعون وحاشيته، ولا تتحول إلى ثورة ضد النظام المصري الذي وضع "السادات" و "كيسنجر" أسسه منذ أربعين سنة, أمريكا تقول لفرعون اليوم: شكراً، صار واجباً عليك أن تغادر، لأن الخيار المطروح علينا اليوم هو إما التضحية بك وإما التضحية بالنظام, ونحن اخترنا النظام الذي نأمل أن يستمر مع الحكومات القادمة, و يعارض هذا المشروع الأمريكي العسكريون في الحلقة الأقرب إلى الرئيس المصري، وبعض رجال الأعمال الذين يخشون رفع الحماية التي منحهم إياها قربهم من مبارك, آخر "السيناريوهات" المطروحة، والتي تحفظ ماء وجه فرعون، هو سفره إلى ألمانيا للعلاج، وذلك حفاظا على شرفه العسكري "العزيز" على جنرالات الجيش وكالعادة في البلدان التي يحكمها الاستبداد، فالجيش هو من سيحسم الأمر خلال الأيام القليلة القادمة.

مصر يفوق سكانها السبعين مليون نسمة، و ثروة فرعون مصر 70 مليار دولار، فرعون مصر يعرف جيداً بأنه لا توجد ضمانات اياً كان شكلها للحفاظ على هذه الثروة إلآ بالاستمرار في الحكم لآخر رمق, خلعه أو تنحيه يعني مصادرة هذه الثروة التي عمل على سرقتها هو وأبنائه على مدى 3 عقود, أتمنى من الشعب المصري أن يضع في الحسبان بأنه لا يتعامل مع رئيس سياسي ورجل عسكري سابق يعير اهتماماً للشرف المهني وكرامة الرؤساء بل انه مجرد لص تفنن وحاشيته على سرقة أموال ونهب ثروات الشعب إلى أن وصلت ثروته لرقم فلكي خطيير جداً، الرجل لازال في حالة صدمة، ولا يتصور ذهاب الحكم والمال في آنٍ، ولربما أمريكا الآن تساومه على هذه الثروة لكنه مرتبك وغير مطمئن، هكذا يكون فرعون مصر، قد سرق من كل مواطن مصري طيلة ثلاثين سنة ما قيمته ألف دولار، أو حوالي 5822,47 جنيه مصري، بالأضافة إلى الأموال المنهوبة 956 مليار دولار خلال 30 عاماً!!!, والتي حولت الى عقارات ومنشئات و ارصدة بالخارج، وياترى كم تبلغ ثروة عائلة السادات!؟.

فرعون مصر يخشى، إن فقد السلطة والحصانة الرئاسية، أن تطاله العدالة هو و أسرته، وذلك حين تظهر للنائب العام شراكتهم في ملفات الفساد التي تطال أحمد عز وبقية المافيات التي نهبت البلاد, هو يفاوض القيادة العسكرية على سلامته وسلامة أسرته وعلى تبرئتهم من الدعاوى التي ستقام ضدهم بسبب ما سرقوه من المال العام والخاص, ولا يفاوض على حفظ كرامته، وكرامة العسكر، كما يحاول البعض أن يجد له عذرا في إصراره على البقاء!.

انا لا أفهم كيف نطالب بالديموقراطية وبنفس الوقت نحدد من يدخل اللعبة الديموقراطية ومن لا يدخل!!, فلينزل الإخوان الإنتخابات ولينجحوا بها وليقدموا فكرة عن الدولة وهم في الحكم, فالثورة في مصر لا بد أن تقوم على أسس دينية لأن أغلبية الشعب من طبيعة دينية، ولا خوف برأيي من أخوان مصر، فهم أعلنوا اليوم أنهم لن يرشحوا أنفسهم للرئاسة ولن يترشحوا لأكثر من ثلث البرلمان المصري

وأعتقد أن الأخوان سيتقيدون بشكل حرفي بالتزاماتهم، وذلك لمصلحتهم الإستراتيجية، كما أن الأخوان المصريين من حقهم أن يكون لهم تمثيل بمصر، فهم حزب عريق يزيد عمره عن عمر فرعون نفسه, فلا داعي للتخوف من الإسلاميين، ذلك البعبع لكل الدول العربية وأنظمتها، فهذه الثورة الشعبية تؤكد بأنها لن تقبل بأي التفاف عليها وعلى الإرادة الشعبية، والأخوان يدركون ذلك، ويدركون بأنهم لن يستطيعوا القفز فوق إرادة الشعب، ولا أحد يستطيع ذلك بعد اليوم. فالشباب ليسوا سذجاً، والأولوية اليوم لسقوط النظام وفرعون.

عمر سليمان " هامان "، تم حرقه سياسياً بمجرد تعيينه نائباً لفرعون، لأنه استمرار لنظام فاسد، فشل فشلا ذريعا في أمور بسيطة مثل قضية حماس وفتح، فكيف سيدير بلداً بحجم مصر, وإذا تم اختيار الشباب أن يكون البرادعى هو مرشحهم فستوافق أميركا لأن أهم شىء لها هو ضمان أمن إسرائيل، وكما أنه صرح أن اتفاقية كامب ديفيد لن تمس، وهذا مايهم إسرائيل وأمريكا, فالكرة فى ملعب الشباب وقدرتهم على فرض مطالبهم واختيار من يمثلهم و قدرتهم على الإستمرارية وحشد تلك الأعداد الكبيرة وتنظيم صفوفهم، ولا يمكن أن يعود مصري إلى بيته أياً كان اتجاهه السياسي أو الديني وهو يشعر بالكرامه إذا انتهى الوضع على ماهو عليه الآن.