«ويكيليكس»: الحكومة السورية شجعت التظاهرات احتجاجاً على نشر

«ويكيليكس»: الحكومة السورية شجعت التظاهرات احتجاجاً على نشر الرسوم المسيئة للنبي


افادت
مذكرة دبلوماسية أميركية بتاريخ 8 شباط 2006 نشرها موقع «ويكيليكس»،
ونقلتها صحيفة «افتنبوستن» النروجية، أن سوريا سهلت الهجمات على سفارات
الدول الاسكندينافية في دمشق خلال التظاهرات العنيفة التي جرت احتجاجا على الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد في مطلع العام 2006.
وتأتي معلومات الدبلوماسية الأميركية من «إحدى الشخصيات الدينية السنية
الأكثر نفوذا في دمشق» التي تم محو اسمها في الوثيقة المنشورة في
«افتنبوستن». وقد نقل رجل الدين السوري في السادس من شباط 2006 للمسؤولين
الأميركيين أن الحكومة السورية
شاركت في تصعيد الوضع الذي أدى إلى أعمال الشغب العنيفة التي عرفتها دمشق،
بما في ذلك اتصالات بين رئيس الوزراء محمد ناجي العطري ومفتي سوريا حيث
«أوعز» الأول قبل أيام من التظاهرات بأن يطلب المفتي من أئمة المساجد استخدام «عبارات قاسية» في خطبة الجمعة «من دون تحديد سقف للكلام المستخدم».
ونسبت الوثيقة إلى «رجل الدين» قوله ان العطري أعطى تعليماته للمفتي أحمد
بدر الدين حسّون ووزير الأوقاف حينها محمد زياد الدين الأيوبي بالتشدد في
المواقف في حال تقدّم أي من الممثلين الدبلوماسيين للسفارات النروجية
والدنماركية بالاعتذار سعياً الى حلحلة الأمور، وأن السبيل الوحيد هو أن
يصدر رئيسا الوزراء في البلدين اعتذارات رسمية.
وأشار «رجل الدين» إلى أن اللافتات التي رفعت في ساحة الروضة وضعت بإذن من الحكومة
السورية، وان رجل الأعمال المقرّب من النظام السوري والمفتي عمّار سهلول
كان أحد المنظمين الرئيسيين للتظاهرات، وكان أحد الذين أرسلوا رسائل نصية
عبر الهاتف للحث على المشاركة في الاحتجاجات.
وأضاف «رجل الدين» ان «الحكومة السورية
أفسحت المجال لاستمرار أعمال الشغب فترة طويلة، وإنها عندما رأت أن
«الرسالة وصلت، تحركت لوقفهم (المحتجين) مهددة باستخدام العنف»، مشيراً
إلى أن سوريا سعت من خلال هذه التظاهرات
إلى توجيه «رسالتين»: الأولى للغرب مفادها «هذا ما ستواجهونه إذا اجزنا
ديموقراطية حقيقية وتركنا الإسلاميين يقررون»، والثانية للشارع الإسلامي،
ومفادها أن الحكومة السورية تحمي «كرامة الإسلام»، وتمنح الاسلاميين حرية التعبير عن آرائهم في شوارع دمشق.
وأفادت وثيقة أخرى مؤرخة في الخامس من شباط العام 2006 بأن موجات الغضب
التي أعقبت نشر رسوم النبي محمد، أدت إلى إشعال النار في مباني سفارات
النروج والدنمارك والسويد وتشيلي، مشيرة إلى أن «النظام السوري استفاد من
أعمال الشغب التي حصلت لتعزيز شرعيته».