سقطة من الوليد ولكن لها سعيد

سقطة من الوليد ولكن لها سعيد

بسم الله الرحمن الرحيم

ذكر بعض الرواه أن الوليد بن عبدالملك أراد ان يحج وفكر ان تسبقه إلى مكه قبة فخمة يطوف بها حول الكعبة ويكون معه من أحب من خاصته وأهل بيته , وفعلا أمر ان تحمل القبة علي الإبل من الشام ووجهها مع قائد من قواده وعدد من الفرسان فقدم القائد بالقبة ونصبها في مصلى النبي صلي الله عليه وسلم , ففزع الناس من ذلك واجتمعوا ودار بينهم حديث طويل , وسألوا إلى من نفزع من هذا ؟ . ثم انتهوا إلى ان يأتوا إلى سعيد بن ابراهيم بن عبدالرحمن بن عوف وكان عالما ورعا شجاعا , يقول رحمه الله : جاءني الناس وعلمت بالخبر فامرت أن يحرقوها بار فقالوا : لا نطيق ذلك فمعها ألف فارس من الشام .. فدعوت بمولى لي وقلت له : علي بدرعي فجاءني بدرع جدى عبدالرحمن بن عوف الذي شهد بها بدرا وركبت بغلتي وذهبت حيث توجد القبة وما تخلف عني يومئذ قرشي ولا أنصاري حتى أتيت القبة وقلت : علي بالنار فأحرقتها .
وبلغ الخبر الوليد وأرسل إلي يقول ولي القضاء رجلا وأقدم إلينا ففعلت دون خوف او رهبة ذهبت إلى الشام ومكثت بباب الخليفة شهرا لا يؤذن لي بالدخول حتى نفذت نفقتي وأضر بي طول المقام .
قال رحمه الله : وذات عشية وأنا في المسجد جاء فتى سكران فقلت من هذا ؟ قالوا خاله أمير المؤمنين الوليد بن عبدالملك فقلت علي الفور علي بالسوط وقمت أضرب السكران بالمسجد ثمانين جلدة مع علمي التام بأنه خاله الخليفه الذي انتظر لقاءه .. وما إن أنتهيت من إقامة الحد عليه حتى ركبت بغلتي ومضيت راجعا إلى المدينة ..أما الفتى السكران فقد ادخلوه علي خاله أمير المؤمنين .. فقال والدهشة تعلوه من الذي فعل به ما فعل ؟ قيل قاضيك علي المدينة يا امير المؤمنين سعيد بن ابراهيم فقال بغضب علي به ولحقوا بسعيد علي الطريق وأرجعوه حتى دخل علي الخليفة بثبات العالم وقوة المؤمن . قال الخليفة بصوت هادئ : يا ابا اسحاق ماذا فعلت بأبن أختي ؟ قال سعيد با أمير المؤمنين إنك وليتنا القضاء فرأيت حقا لله ضائعا سكران يطوف بالمسجد في الوفود ووجوه الناس فكرهت ان يرجع الناس عنك بتعطيل الحدود فاقمت عليه الحد , فأخذ الخليفة بيده ودعا له خيرا وأمر له بمال ولم يذكر له أمر إحراق القبة التي من اجلها دعاه .
أقول : أرضى الله بسخط سلطان فرضي عنه وارضى عنه السلطان .... نسأل الله أن يحعل الخلف مثل هؤلاء السلف