كفوا عنا فنحن نعرف ثوار ليبيا

صالح بن عبدالله السليمان

أبتلى الله سبحانه وتعالى الأخوة الليبيين ببعض النخب المثقفة سواء من
الليبيين أو غيرهم. يحاولون دس الفتن وشق الصفوف بإدعاءات سخيفة، يعلم
الليبيون إنها كاذبة. ولكنها تحاول أن تؤثر على الرأي العام العربي المؤيد
للثورة. وتعمل على دق إسفين التفرقة بين الثوار الليبيين وعمقهم
الإستراتيجي العربي، (وأذكره هنا وكمثال فقط) عن هؤلاء السيد “اسعد
ابوقيله”، إذ ينشط هذه الأيام فيصرح هنا، ويقدم أخبارا هناك، ويتقدم
بدعاوى على لويس أوكامبو.

كأن أوكامبو هو القذافي في ليبيا، وهو الحاكم بأمره في محكمة الجنايات
الدولية، ولكن هذه هي العقليات التي أنتجتها السلطات الطاغية في العالم
العربي، ولا أستثني منها أي نظام سواء كان جمهوريا أو ملكيا أو غيرها .
فالحاكم فيها فوق القانون , هذا إذا كان هناك قانون أصلا ,

نعود إلى تصريحات السيد ابوقيله (وأنا آتي به كمثال فقط على نوعية من
يؤيد نظام القذافي ) فهو يتكلم بالشيء و نقيضه, ويستشهد بالحجة وهي عليه
لا له . ويعد بأشياء ولا ينفذها , وهذا ليس بمستغرب على من خلت قوسه من
نبل ورأيه من حجة , فهو يشارك هذه الأيام في الكثير من المنتديات العربية
ويرسل المقالات إلى الصحف يطرح فيها موضوع واحدا فقط.

الموضوع الذي يطرحه هو “الخوف من تقسيم ليبيا”

فهو يستشهد في مشاركاته بتصريح لمعمر القذافي في كلمته في افتتاح أعمال القمة العربية الأفريقية بمدينة سرت بقولة:-

( إن انفصال جنوب السودان في حال حدوثه سيكون “حدثا خطيرا سيكون له
تداعيات”، موضحا ” أن ما يجري في السودان سيكون له عدوى في دول أفريقية
أخرى )

والمسلي والمضحك هنا ان السيد بوقيلة يتكلم عن نفسه بصيغة الغائب , وهذه أيضا عدوى أصيب بها من سيده معمر القذافي , إذ يقول:

“” (وقال الصحفي اسعد ابوقيله) أن هناك وثائق سرية في جهاز الاستخبارات
الصهيوني (الموساد) سوف يتم الكشف عنها في الأيام القادمة تفيد بان هناك
شخصيات ليبية بارزة تعارض نظام معمر القذافي تشارك في حوار تقسيم ليبيا
وختم “ابوقيله” التصريح الصحافي البلاد تتعرض لمؤامرة التقسيم تقودها
الصهيونية وأرجو من الشعب الليبي التصدي لها والجلوس إلي طاولة الحوار لحل
الأزمة الليبية بأسرع وقت “”. أ.هـ (وما بين الظفرين منقول نصا من مقالته)



وأحاول جاهدا أن لا أضحك من هذه الكوميديا السوداء التي تحدث الآن وأبطالها القذافي وأبناءه وأزلامه والمطبلين لهم .

فالمضحك أن معمر القذافي هو من ساند الجنوبيين في جنوب السودان بالمال
والسلاح وعمل جاهدا لتمزيق السودان إلى شمال وجنوب . كما انه كان وما زال
يساعد المليشيات المسلحة في إقليم دارفور محاولة منه لفصل هذا الإقليم عن
السودان , فكيف بالله يحذر شخص من شيء هو الداعم له ؟؟ !!!

هذا من ناحية ,

ومن ناحية أخرى , القذافي هو من يسعى جاهدا وإلى هذه اللحظة , إلى
تقسيم ليبيا, فقد صرح بذلك علانية , إذ قال في أحد خطاباته انه يطلب وقف
إطلاق النار وأن تكون مدينة “أجدابيا” منطقة منزوعة السلاح . وكما يعلم كل
مبتدئ في علوم السياسة و مصطلحها إن مصطلح “منطقة منزوعة السلاح” تعني
حدودا ومنطقة فاصلة بين دولتين بينهما حرب , كما في سيناء بين إسرائيل
ومصر . وكما هي المنطقة الفاصلة بين الكوريتين الشمالية والجنوبية .
فتخطيط القذافي (كان وما زال) يعمل جاهدا على تقسيم ليبيا إلى شرق وغرب .

أنها والله مضحكة , وشر البلية ما يضحك … ألم أقل لكم أنها كوميديا سوداء !!!



نعود للفقرة الثانية مما قاله أخانا “أبوقيلة ” . فهو يصرح بان لديه
وثائق , ومن من هذه الوثائق … إنها من الموساد الإسرائيلي . لقد اخترق
السيد أبوقيلة الموساد الإسرائيلي وحصل على الوثيقة المنشودة .

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه … لماذا لم يخرجها لنا؟ . فوسائل الأعلام
متعطشة لمثل هذه الوثائق , حتى وإن كانت مزورة . لا , بل ومفضوحة التزوير
.. ولكن أظن أن الوثيقة ما زالت تحت الإنشاء والمراجعة حتى لا يحدث فيها
أخطاء سخيفة مثل ما حدث بالوثائق السابقة .



ثم هنالك ملاحظة أخري وأعلم يقينا , ان كل العرب قد لاحظوها ناهيك عن الليبيين ,

ألا وهي خروج الإعلام الليبي دائما مهددا بوثائق مزعومة و لا أعلم ما
هي قصة الوثائق مع نظام القذافي , تذكرون جميعا في بداية الحملة الأممية
التي يقودها حلف الناتو على كتائب القذافي خرج علينا إعلام القذافي ,
بالصوت عبر المذيعين والمذيعات وبالكتابة عبر المانشيتات الضخمة وتوقفت
البرامج على تلفزيون الجماهيرية والليبية لكي يعلنوا تصريحا مفاده ؛ أن
العقيد سوف يظهر على الملأ وقريبا جدا وثائق هامة جدا و ستتسبب هذه
الوثائق في سقوط الرئيس الفرنسي ساركوزي, وانهيار جمهوريته وتقديمه
للمحاكمة .

ومرت الأيام وتوالت الأشهر ولم نرى الوثائق المزعومة .

كل يوم تقريبا يخرج لنا أعلام القذافي بالزعم أن هناك وثائق حول
المجلس الانتقالي وحول قطر والإمارات وإيطاليا وفرنسا وإسرائيل . وحتى أنا
العبد لله طالتني تلك الوثائق . ولم نرى إلى تاريخه سوى وثيقتين ,

- الأولى مزورة تزويرا مفضوحا

- والثانية عندما خرج علينا الساحر ينادي “الطيور الزرابيب الخضر”
لتحمل الوثيقة الى ملوك الجان من شمهورش وبختورش (أعذروني إن جهلت أسماء
ملوك الجان – ولهم حق الرد)

وغير هاتين الوثيقتين لم نرى من أدلة او وثائق تدعم ما يذهب القذافي اليه من أن هناك مؤامرة .

إن هذه ما هي إلا محاولات فاشلة وساذجة لإنكار حقيقة لا تقبل الشك أن
الثوار هم شعب ليبيا , قد طفح به الكيل وفضل الموت على إن يحيا تحت حكم
ظالم مستبد .

كل شعوب العالم تعرف هذه الحقيقة من عربها وعجمها, أبيضها وأسودها
وأحمرها . ولن تنفع المحاولات اليائسة لتغيير هذه الحقيقة , فكفوا عنا
فنحن نعرف ثوار ليبيا ,

لقد آن الأوان للقذافي وأعوانه وكتائبه وكتابه ومنظّريه أن يعوا هذه الحقيقة , وأن يحقنوا دماء الليبيين من كلا الطرفين ,

صالح بن عبدالله السليمان - كاتب مسلم عربي سعودي

مشكور كاتبنا والمشارك بها في المنتدي ابا فرقه ...............

بارك الله فيك اخى التمساح على هذا المرور العطر