ليبيا ومسرحية استضافة كاس العالم 2010

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-09-13, 2:56 pm

ليبيا ومسرحية استضافة كاس العالم 2010

أصيب الجميع بالدهشة والاستغراب واستقبلوا بشيء من السخرية خبر تقدم ليبيا لاستضافة نهائيات كأس العالم 2010 هكذا فجأة بلا مقدمات ونحن الأقرب من غيرنا لتقييم بلادنا التي تفتقر للبنية التحتية في كل المجالات بما فيها المجال الرياضي فهي غير قادرة حتى على استضافة بطولة دولية مصغرة فما بالك بحدث عالمي كبير بحجم كأس العالم وما يحتاج إليه من ملاعب عصرية حديثة وفنادق ومرافق سياحية وطبية مجهزة واتصالات ومواصلات وغيرها من متطلبات نجاح مونديال العالم.
انتشر الخبر سريعاً وعم كل الأرجاء وصار حديث الساعة والشارع فلا حديث إلا عن هذا الحدث الذي غطى على كل الحضور وشغل الناس طويلاً.
بدأت المسرحية الهزيلة فصولها الأولى بزيارة وفد الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” ولجنة التفتيش التي قامت بزيارات وجولات ميدانية تفقدية شملت البلدان التي تقدمت بطلبات الاستضافة ومن بينها ليبيا حيث زار الوفد كلاً من مدن: طرابلس – بنغازي – الجبل الأخضر – مصراتة وكانت أغلب المواقع التي وقف عليها وعندها وفد الفيفا وزارها ميدانياً عبارة عن أرض فضاء وبجوارها لافتات كتب عليها اسم المشروع فكل المشاريع كانت عبارة عن مشاريع وهمية لا تنم على أية نوايا ورغبة جدية .
وأعلن الاتحاد الليبي لكرة القدم في مؤتمر صحفي عن تمسكه بالترشيح لاستضافة نهائيات كأس العالم والإصرار بالتمسك على الترشح بملفه المنفرد والذي تقدر تكاليفه بنحو تسعة مليار دولار جاهزة للصرف في حال فوز الملف الليبي في التصويت النهائي!!.
ثم تغير فجأة كل شيء حين تم الإعلان عن استضافة مشتركة للمونديال بين ليبيا وتونس عندما قال رئيس اتحاد الكرة التونسية أن هناك إصراراً من الحكومة التونسية على أن يكون الملف مشتركاً مع ليبيا رغم أن السيد “بلاتر” رئيس الفيفا أشار في مؤتمر صحفي له بأن الملف التونسي الليبي المشترك مستبعد كلياً وأوضح أن الملفات المشتركة مرفوضة سلفاً لكون هناك ثلاث دول هي: جنوب أفريقيا – المغرب- مصر كانت قد قدمت ملفات ترشيحها منفردة.
وهنا بدأت تنكشف خيوط وأوراق اللعبة الهزيلة والمسرحية حين رفض الفيفا الملف الليبي لعدم استيفائه الشروط المطلوبة للتنظيم وتم استبعاد الملف قبل بداية عملية التصويت فيما انسحبت تونس قبل يوم واحد من حسم السباق بسبب رفض الفيفا لملفها المشترك مع ليبيا .
كان الجميع في ليبيا يدرك ومنذ البداية أن في الأمر شيئاً ما لأن بلادنا كانت تعاني وتفتقر للكثير من الأساسيات والضروريات وأن الرياضة ليست من أولويات واهتمامات النظام السابق.
ولأن حبل الكذاب قصير ولأن عصر التقنية الحديثة فضح كل شيء وجعل البعيد قريباً دون عناء ولأن العالم صار قرية معلوماتية صغيرة فقد كشف وفضح “سليم شيبوب” صهر الرئيس التونسي المخلوع “بن علي” الأسباب الخفية والحقيقية في حوار تلفزيوني بثته قناة دبي الرياضية.. حين سأله المذيع عن استغرابه من تقدم ليبيا بملف استضافة كأس العالم فرد “شيبوب” بقوله إنه تربطنا علاقات قوية ووطيدة مع القذافي وعائلته وقد اتفقنا مع النظام الليبي على تقديم ملف مشترك لاستضافة نهائيات كأس العالم رغم معرفتي المسبقة بأنه سيقابل بالرفض، ولكن ليبيا كانت تعاني من بعض المشاكل والظروف في تلك الفترة وأرادت أن تشغل الناس لبعض الوقت بهذا الحدث طوال فترة ترويجها لملف الاستضافة وتخرج من تلك الأجواء وهي تدرك أن شعبها عاشق للرياضة، فالنظام كان يوجه اهتمامه إلى الرياضة عندما يريد تطويعها لسياساته وليس حباً في المجال الرياضي.
هذا ملخص لقصة ومسرحية تقدم ليبيا بملف استضافة نهائيات كأس العالم المسرحية الهزلية التي كان بطلها “الساعدي” بوصفه رئيساً للاتحاد العام لكرة القدم لكنها كانت عملية مكشوفة الأوراق ولم تنطلى على أحد وقد كان الغرض والهدف منها أيضاً هو سرقة المال العام بحجة دعم ملف الاستضافة ورشوة أعضاء الفيفا للتصويت لصالح الملف الليبي حيث كان الفيفا قد طلب من الدول والبلدان المتقدمة بملفات الاستضافة تقديم صك مالي كضمان من حكومة الدولة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم للتأكد من رغبتها وجديتها في الاستضافة على أن يتم استرجاعه وإعادته إلى الدولة في حالة إخفاقها في الفوز بالاستضافة.
حيث ترددت أنباء مؤكدة على استلام “الساعدي” فيما بعد واستيلائه ومصادرته لقيمة صك الضمان الذي قدر بمئات الملايين من الدولارات والتي ذهبت في غير طاعة الله وصرفت على أشياء لا علاقة لها بالنشاط الرياضي والأخلاقي !!
بقلم: زين العابدين بركان