معارك بطرابلس مع أنصار القذافي وتوتر في شوارعها

أعلن عضو المجلس الوطني الانتقالي الليبي، عبدالرزاق العرادي، أن الاشتباكات التي وقعت بحي "بوسليم" بالعاصمة طرابلس الجمعة أدت إلى مقتل عنصرين من مجموعة مسلحة مؤيدة للزعيم المخلوع، معمر القذافي، إلى جانب عنصر يتبع للمجلس، وذلك في مواجهات غير مسبوقة منذ إعلان السيطرة الكاملة على المدينة وفرار أركان النظام السابق منها.

وقال العرادي إن مجموعة مؤلفة من عشرة أشخاص من أنصار القذافي دخلوا حي "بوسليم" وهم يرفعون صوره ويلوحون بالأعلام الخضراء، ما دفع عناصر المجلس الوطني الانتقالي إلى مطاردتهم داخل تلك المنطقة التي كانت من بين آخر المناطق التي تسقط تحت سيطرتهم في العاصمة.

ولفت العرادي إلى أنه بعد دخول عناصر المجلس إلى الحي تعرضوا لإطلاق نار من قبل أنصار القذافي، الأمر الذي أدى لاندلاع الاشتباكات.

من جانبه، وجه عمر خضراوي المسؤول بوزارة الداخلية الليبي، رسالة عبر الصحفيين إلى العناصر المؤيدة للقذافي قال فيها إن "هوياتهم باتت معروفة،" وأن الأجهزة الأمنية تمتلك معلومات حول تلقيهم أسلحة، وعرض عليهم "فرصة أخيرة" لتسليم أسلحتهم إلى السلطات المعنية.

وقال شهود عيان في المنطقة انه بعد صلاة الجمعة، اندفعت مجموعات مؤيدة للقذافي إلى الشوارع في حي "بوسليم" وقامت بعمليات نهب وتحطيم للسيارات، وذكر الشهود أنه بعد المواجهات جرت عمليات اعتقال لعدد من أنصار النظام السابق، لكن التقارير تضاربت حول ما إذا كانوا من المسلحين.

وخلال ساعات الليل، كان من الممكن سماع أصوات طلقات نارية متفرقة في أكثر من حي بطرابلس، كما انتشرت نقاط التفتيش التابعة لقوات المجلس الوطني بكثافة، وخاصة في الطرقات المؤدية لحي "بوسليم،" وفي وقت لاحق، قال العرادي إن هناك معلومات تشير إلى اعتقال الشخص الذي خطط للأحداث، وذلك في منطقة تاجوراء شرقي العاصمة.

وكانت قوات المجلس الوطني الانتقالي قد تمكنت من دخول العاصمة طرابلس والسيطرة على معظم شوارعها في عملية عسكرية بدأت في 21 أغسطس/آب الماضي، إلا أن بعض الأحياء ظلت عصية عليهم لأيام، وعلى رأسها "بوسليم" الذي كان من أبرز معاقل أنصار القذافي.