مدريد تفرج عن 503 مليون يورو لليبيا وتهدف لتعزيز تواجدها الا

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-11-12, 6:15 am

مدريد تفرج عن 503 مليون يورو لليبيا وتهدف لتعزيز تواجدها الاقتصادي في هذا البلد
مدريد ـ 'القدس العربي' تنوي وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خمينيس القيام بزيارة الى ليبيا وتسليم السلطات الجديدة قرابة 350 مليون يورو كانت مجمدة في أبناك هذا البلد الأوروبي علاوة على تطوير العلاقات بين البلدين في المجال الاقتصادي، حيث تضغط الشركات الإسبانية على حكومة مدريد حتى يكون لها نصيب من الإعمار على شاكلة المكاسب التي تحققها نظيرتها الفرنسية.
وكشفت وزارة الخارجية عن هذه الزيارة المبرمجة في القريب العاجل والتي تعد أول زيارة لمسؤول اسباني رفيع المستوى الى ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي، حيث سبق لترينيداد خمينيس أن زارت بنغازي في حزيران (يونيو) الماضي إبان الحرب التي كانت مشتعلة للإطاحة بالنظام الدكتاتوري. وقد تكون هذه الزيارة آخر زيارة للخارجي تقوم بها خيمنيس للخارج بحكم تشكل حكومة جديدة في أعقاب الانتخابات التي ستجرى يوم 20 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.
ويأتي الاعلان عن الزيارة في وقت طلبت السلطات الليبية الاعتماد لسفير ليبي جديد في مدريد، إذ لا يوجد أي سفير يمثل ليبيا في مدريد منذ حزيران (يونيو) الماضي عندما طردت اسبانيا السفير علي بريني الذي ظل مواليا لنظام القذافي، ولكن يوجد ممثلون عن المجلس الوطني الانتقالي يوفرون مؤقتا الخدمات الدبلوماسية والاتصالات مع الحكومة.
وأعلنت حكومة مدريد نيتها تسليم السلطات الليبية الجديدة 350 مليون يورو كانت مودعة في الأبناك الإسبانية وجرى تجميدها بموجب قرار للاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة ضمن الإجراءات التي كان قد تم اعتمادها ضد نظام القذافي. وفي الوقت نفسه، توجد ممتلكات عقارية ضخمة ليبية في منطقة الأندلس أساسا. ولم تكن اسبانيا وجهة مفضلة للاستثمار بالنسبة للنظام الليبي مقارنة مع بعض الدول الأوروبية مثل إيطاليا مثلا.
وتعتبر اسبانيا من الدول الأوروبية التي نادت في البدء بما أسمته التدخل العسكري لأسباب إنسانية لحماية المدنيين من قوات معمر القذافي، ولكنها تأخرت في الاعتراف بالمجلس الوطني وتعزيز العلاقات الدبلوماسية معه، عكس دول أخرى مثل فرنسا.
وكان للشركات الإسبانية حضور نسبي في ليبيا وخاصة في قطاع النفط عبر شركة ريبسول، وترغب هذه الشركات في الاستفادة من عمليات الإعمار التي بدأت تشهدها ليبيا وكذلك الحصول على رخص للتنقيب عن النفط، لاسيما وأن النفط الشركات النفطية في العالم تتسابق حول النفط الليبي لسهولة استخراجه وجودته العالية وسهولة تصديره نحو الاتحاد الأوروبي بسبب القرب الجغرافي.
وفي الوقت ذاته، يرى مصدر سياسي اسباني أن اسبانيا تحاول الحفاظ على مصالحها في ليبيا وتطويرها دون الدخول في مواجهة مع إيطاليا التي لها نفوذ تاريخي في البلاد أو فرنسا التي أصبحت المخاطب الرئيسي للسطات الليبية الجديدة مع الغرب وتحقق الآن مكاسب استراتيجية.
وتعيش اسبانيا ومنذ الخامس من الشهر الجاري الحملة الانتخابية للاستحقاقات المرتقبة يوم 20 منه، ورغم مشاركة اسبانيا في الحملة العسكرية ضد نظام القذافي، فالنقاش الخاص بالسياسة الخارجية لم يسجل حضور النزاع الليبي في خطاب الأحزاب السياسية الكبرى باستثناء في خطاب حزب متوسط، اليسار الموحد الذي رفض وندد بهذه المشاركة.