عاملون بشركة “الشعاع” يطالبون بتغيير قوانين عمل القطاع الخاص

اعتصم العاملون بشركة الشعاع لأعمال الصيانة العامة والمتعاقدة مع شركة الخليج العربي للنفط الخميس أمام مقر الشركة، مطالبين مدير الشركة بالتدخل للضغط على مدير شركة الشعاع عبد السلام بعيو لتحسين رواتبهم وتسوية أوضاعهم، والقضاء على الاختلاسات ونظام التشاركيات الجاحف الذي تسبب في حرمانهم من حقوقهم كعاملين بالشركة.
مشاكل العمّال
وقال أحد العاملين جمال الكوافي- لصحيفة قورينا- “أنا أعمل “زواق” لمدة تسعة أعوام بالشركة، دون أي ضمانات أو تأمين- كما حُرمنا من الإجازات السنوية والمرضية وزيادة المرتب”.
وأشار الكوافي “عدد عمّال الشركة يتجاوز حوالي 121 شخصا، علماً أن شركتنا تتقاضى قسطاً شهرياً وفق العقد المبرم مع شركة الخليج حوالي 67 ألف دينار ليبي، في حين إجمالي مرتباتنا لا تتجاوز حوالي 30 ألف دينار”.
وأضاف الكوافي “مرتبات العمّال تتراوح بين حوالي 216 إلى 250 دينارا فقط، ويتم إرسالنا أحياناً إلى مناطق صحراوية وكذلك مدينة طبرق من أجل إجراء الأعمال الصيانة الدورية، فإننا نتقاضى نفس الراتب وأحياناً نعمل بشكل إضافي ولا نحصل على حوافز”.
استشراء الفساد
وأوضح العامل أنه تمت مخاطبة إدارة شركة الشعاع لتحسين الأوضاع المادية وتعديل حقوق العمال دون جدوى، مؤكداً أن هناك اختلاسات مالية لدرجة أنه يتم دفع بعض المبالغ المالية لبعض العمال دون غيرهم، فهناك تشاركيه أخرى تدعى الإتقان وهي تريد التعاقد مع الشركة، مشيرا إلى أن عقد الشركة ينتهي نهاية شهر نوفمبر الحالي.
وأضاف أيضاً أن العمال يريدون أن يتخلصوا من الأنظمة القوانين الظالمة التي وضعت في عهد النظام القذافي المقبور، كما لا يريد العمال عقود نظام التشاركيات، لأنهم يتعرضون للظلم المستمر بسبب هذه القوانين الظالمة التي تعتمد كثيراً على الرشوة والوساطة، فثورة 17 فبراير المباركة قامت من أجل التخلص والقضاء على هذه القوانين والأنظمة والظلم.
إنهاء نظام التشاركيات
من جهته، طالب عامل آخر محمد الشيخي بضرورة إنهاء نظام التشاركيات، وأن يتم استبدالها بعقود جديدة، فالعمال لا يريدون قوانين القطاع الخاص بشكلها السابق، مؤكداً أن العمال ليسوا طامعين في مبالغ مالية كبيرة، بل يريدون عقود مستمرة وأن تستمر مرتباتهم، إلى جانب المعاملة الجيدة واحترام حقوق العمال، واصفاً بأن هذه القوانين تشعرهم وكأنهم ليسوا ليبيين.
وقال الشيخي “إننا حتى عندما تخلصنا من نظام الطاغية المقبور إلا أننا مازلنا متضررين، ولم نتخلص من الأشياء التي كنا نعاني منها في العهد السابق، ولا نريد وسيطا بيننا وبين الشركة، فهم يقومون بفائدة أناس آخرين في الخارج وهم ليسوا مستحقين”.
من جهة أخرى، قال العامل محمد ساطي وهو متخصص في البريد “لا يوجد لدينا أي حق عندما يقع لنا ضرر، وتعرض العديد من زملائي للكثير من الإصابات أثناء العمل ومنهم من تضرر جسمياً، ولا يوجد أي اهتمام حتى العلاج يتم صرفه من رواتبنا”.
سوء المعاملة
وأضاف ساطي “نحن نرى إنه وبعد قيام الثورة قد تغير العلم والنشيد فقط، ولم يتغير النظام بالكامل- بل مازال موجوداً ولا يوجد أي إجازات أو زيادة في الرواتب”.
في حين قال العامل خالد الحبوني إنه تعرض لإصابة عمل وأثناء إجازته المرضية لم يتقاضَ أي راتب، وتم الخصم من راتبه بسبب الإجازة، مشيرا “الأجانب في الشركة لديهم عقود ومميزات أفضل منا نحن الليبيون ، حتى يتم التحكم فينا بشكل لا يوصف تحت مضلة القطاع الخاص”.
في المقابل، قال مدير شركة الخليج العربي للنفط إن الشباب الذين قدموا أرواحهم من أجل هذا الوطن ما زال ينتظر منهم الكثير في إصلاح البلاد مطالباً في الوقت ذاته العمال التحلي بالصبر حتى تنتظم الأمور وتستقر البلاد.
التحلّي بالصبر
وأشار أحمد المجبري- في حديثه لصحيفة قورينا الجديدة- “هذه المرحلة لازالت حرجة، وتحتاج إلى قليل من الصبر إلى أن تبدأ الإجراءات بطريقة منظمة، وشركة الشعاع هي شركة تعمل بعقد مع الشركة- ويتولى عملها مقاول معين ينفذ هذه الأعمال، وعلاقة العمال ليست مباشرة مع شركة الخليج بل مع شركتهم التي يعملون بها”.
وأضاف المجبري أن جميع العمال لا يزالون يعانون من مشكلة البطالة وقلة فرص العمل، وأن واحدة من أهداف ثورة 17 فبراير هي حل مشاكل الشباب، وأن دم الشهداء لن تذهب هباءً، وإنها مسألة وقت لا غير.
وأوضح المجبري ” استمعت إلى شكوى العمال إلا أننا لا نملك إلا أن ننتظر حتى تنتظم الأمور في البلاد، وشركة الخليج ليس لها علاقة بمشكلة هؤلاء العاملين، فعلاقتهم المباشرة مع شركتهم، وشركة الخليج متخصصة في مجال استخراج وإنتاج النفط فقط، وأما شركة الشعاع فتتخصص في مجال النقل والخدمات والصيانة والنظافة عن طريق مقاولين مشرفين على هذه الخدمات تتعاقد معهم الشركة، غير ذلك ليس لنا علاقة بأي شئ”.

قورينا الجديدة- خاص-