ليبيا، المصالحة وكواليس الإغتيال

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-12-11, 8:03 pm

حسام المصراتي : ليبيا، المصالحة وكواليس الإغتيال

مخطئ من يتهم مَجلسنا الإنتقالي المُوقر بالعَجز والتخبّط. فإنه يسير على خطى ثابتة ومُنظمة كي يحافظ وبكل ما أوتي من قوة على حالة الفوضى وعدم الأستقرار. ربما بغية تأذيبنا. فالشعب الذي ثار مرة لا يؤمن شره، فينبغي شد اللجام واستعادة السوط لترويض هذا الشعب الشرس. وبالطبع فصناعة الفوضى أحدى أهم وسائل القمع والتأذيب. كما لا يخلو الأمر من مزج بين السياسية والفوضى، كمؤتمر المصالحة "الدعائي" والذي تزامن وسيناريو محاولة الإغتيال الغامضة.
نشكركم مجلسنا الموقر على هذا العرض المسرحي بإسم "المصالحة الوطنية"، فلطالما أقرفنا القذافي بمثل هذه العروض الهزلية. أعجبنا العرض واختلاط أصوات تصفيقكم عقب كل خطاب وعظي بأصوات الرصاص خارج قاعتكم الفارهة. أعجبنا عرضك يا شيخهم قرضاوي وانت تدعونا للحب والتسامح والتي لا تختلف كثيراً عن دعواتك للجهاد ضد أمريكا وإسرائيل وحماية الأقصى وأنت "تتفيأ ظلال القاعدة الأمريكية في الدوحة حيث لا ظل إلا ظلها، و تنعم بحسن الجوار مع اسرائيل، راعية "مشروع إسلامنا الجديد". ونشكر حضورك المبارك يا غنوشي وقد جئت لتُـعلِم رفاقك كيف تـُـلوَى عنق الثورات. وكيف تُخـمَد النار التي أحرقت جسد البوعزيزي.
تغنى مجلسنا كثيراً بموال المصالحة الوطنية، بإعتبارها أحد الإنجازات التاريخية التي سيُحقـقها المجلس الوطني الليبي الانتقالي العظيم. وكأننا قد خرجنا للتو من رحى "حرب أهلية"..! كعادتهم، يختلق الساسة الأكاذيب ويصدقونها، إنها سياسة الجزرة المثبتة بطرف العصا على رأس الرعية. لا لشيء إلا لتحقيق إنتصار وهمي ودعاية سياسية لطرف سياسي طامع في القفز إلى الكرسي، وأقل ما يقال عن هذه الدعاية أنها مسرحية "ركيـكة" و"هزيــلة" و "تافـهة"..! عذراً .. فهذا نقد هدّام لسياسة ما قامت ثورة 17 فبراير إلا لتهدمها من الأساس.
سؤال بديهي وبسيط ، أين هم ممثلي أطراف النزاع المعنيين بهذا المؤتمر؟ الإجابة: لم يحضر أحد ! لأن هذا مؤتمر مصالحة وطنية بين أطراف وهمية. فمثل هذه المؤتمرات تحدث عقب الحروب الأهلية والتي تنقسم فيها البلاد إلى شيع وطوائف وقبائل تتناحر فيما بينها. هل نحتاج أن نشرح لمجلسنا الوطني الموقر بأن ما حدث في ليبيا هو ثورة شعب على نظام ديكتاتوري فاسد. وقد انتصر الشعب وانتهى الأمر. ومن اشترك مع النظام في قتل الليبيين سيقدم للمحاكمة وانتهى الأمر. وقد سقطت فكرة هذا المؤتمر مع "اعلان تحرير كامل الأراضي الليبية من فلول القذافي ورفع علم الاستقلال على الدولة الليبية". وما بقي هو تفعيل جهاز القضاء ورد المظالم ومحاسبة كل من أجرم في حق هذا الشعب. ولتتوقف سياسة ذر الرماد في العيون.
الأحرى بمجلسكم الموقر اليوم الإلتفات إلى الهموم الحقيقية للشارع الليبي. وعقد المصالحة بينكم أيها المجلس الموقر وبين الليبيين. فليتكم أختصرتم مسافة سفركم من طرابلس إلى الدوحة ومن بنغازي إلى الدوحة جيئة وذهابا، لتتجهوا إلى الشارع المحتقن غضباً وحنقاً مستعيناً ببقايا صبر ينفذ ..! وليجيب رأس هذا المجلس عن سر مراوغته للشارع الليبي، لماذا تحاربون مؤسسة الجيش الوطني ولمصلحة من إصراركم على إستمرار هذه الفوضى وهذا الرعب الذي يعيشه الليبيون تحت تهديد السلاح؟
هل تنتظرون أن يستغيث بكم الشعب ويصيح فليحكمنا الشيطان المهم أن تخلصونا من رعب هذا السلاح؟ كلا لن يقولها الليبيون ثانيةً فقد جربوا هذا الهتاف من قبل وإتعـظوا، أما اليوم فأنهم سوف يوجهون فوهات بنادقهم لرأس كل متآمر على ليبيا وعلى أمنها وعلى سيادتها وجيشها الوطني ولن يرضوا بشيطان آخر يساومهم بالأمان مقابل السلطة.
في نهاية مسرحيتكم، كنا سنسمع النعي على هامش ختام مؤتمركم "إعلان إغتيال اللواء خليفة حفــتر" وغير مسموح لذاكرتنا بالطبع بأن تعود إلى "إعلان الإغتيال الشبيه الآخر لسلفه "الشهيد عبد الفتاح يونس"، وما أقرب مشهد الليلة بالبارحة. ولكن الله أحبط المؤامرة. فلكل أجل كتاب. وانتهت مسرحية المصالحة وتبخرت الخطب والمواعظ وفض الجمع ولم يكتب للنهاية التراجيدية الدامية النجاح واسدل الستار على" المصالحة شو" ..!
فشلت محاولة الإغتيال الثانية للواء حفتر .. ولكن بقى السؤال قائماً: لمصلحة من إغتيال مؤسسة الجيش الوطني الليبي؟ وكلنا يدرك بأن هذه المؤسسة هي ما يشكل العقبة الكداء أمام مشروع الفوضى المُنظّم والمُمَنهَج. والجميع يدرك بأن عودة هذه المؤسسة من شأنه انهاء حالة الفوضى وحالة الرعب وعدم الاستقرار والتهديد السافر لأمن المواطن. ومن شأنه عودة الحياة الطبيعية. وانطلاق الحراك السياسي والمدني الطبيعي في ليبيا الثورة. في ظل دولة القانون والمؤسسات.
في الأيام القليلة الماضية صرح ضباط الجيش الليبي صراحة بأن من يعرقل إعادة تأسيس مؤسسة الجيش الوطني هو "عبد الجليل" نفسه لرفضه تعيين أي ضابط في منصب رئيس أركان الجيش الليبي خلفاً للشهيد عبد الفتاح يونس. وقد بعث سيادة المستشار ببرقية عاجلة لضباط الجيش في مؤتمرهم يحذرهم فيها من تسمية أي ضابط في هذا المنصب وأن هذا الإجراء من إختصاص "عبد الجليل" وحده بإعتباره أعلى سلطة في البلاد...! وقد نوه أحد الضباط في لقاء له على قناة العاصمة ، بأن ثمة ضغوط خارجية على المجلس لعرقلة تأسيس الجيش الوطني! فهل هي أوامر الديوان الأميري القطري مثلاً كما يتردد في الشارع الليبي؟؟
لن تدوم حيرتك وتهربك ياسيادة المستشار فقد أعدت لك الجزيرة طوق النجاة، فها هم يستعينون بجنودهم الأوفياء وقد كان "سليمان دوغة" أول الواصلين للدوحة وهذه المرة للدفاع عن الأمير المفدى ولعنة كل ليبي تسوّل له نفسه المساس بنعل الأمير المفدى. وليصب جام سخطه ولعناته على مؤسسة الجيش الوطني الليبي. وليقدم حبكة جديدة لسيناريو الإغتيال الفاشل للواء حفتر. ولعل هذا يعيد إلى الأذهان الحملة الشرسة التي قادتها الجزيرة "منبر الجماعة المحظوظة الإخوان" ضد محمود جبريل، بقيادة آل الصلابي ولم يغمض للجزيرة جفن حتى ركلت جبريل إلى الأبد من حلبة الصراع على السلطة في ليبيا. واليوم الحملة الإعلامية بعنوان "لا للجيش الوطني الليبي" ولو فصلوا كل رؤس الجيش الليبي عن أجسادها.
بدأت تظهرت ملامح الصراع واضحة المعالم في ليبيا بين معسكر الموالاة لقطر والمعسكر المعارض لقطر، وضباط الجيش الليبي يعلنون صراحة ولاءهم لله ولليبيا ومعارضتهم لأي أجندة خارجية للتدخل في الشأن الليبي بل وطالبوا علناً اعتذار وزير الدفاع القطري عل ما بذر منه مما أعتبروه إهانة لعناصر الجيش الوطني الليبي في أحد تصريحاته. وكثير من الثوار لا يريدون الخروج من طرابلس بحجة أن المعسكر الموالي لقطر المتمثل بالمجلس المحلي المنتمي لتيار الإخوان إضافة لعبد الحكيم بالحاج يريدون السيطرة على طرابلس ومن تم على حكم البلاد بالقوة.
والشعب بين فكي رحى المتقاتلين على السلطة في ليبيا فلا عبد الحكيم بالحاج وجماعة الأخوان لديهم الاستعداد بأن يعودوا إلى بيوتهم ويتقبلوا الشكر على مساعيهم ولا التيار الليبي المعارض لقطر سواء من الثوار أو من أفراد الجيش الوطني لديهم الاستعداد للتنازل للطرف الموالي لقطر وحقن الدماء. وتستمر سياسة عض الأصابع بين الطرف الليبي والطرف القطري ومن يصرخ أولاً.
وتسمية رئيس أركان للجيش وسحب السلاح وعودة الهدوء والاستقرار لليبيا من شأنه أن يقود إلى صناديق الإقتراع وما تخبؤه هذه الصناديق غير محمود العواقب فالديمقراطية والحراك السياسي الآمن والصحي قد يوصل إلى سدة الحكم من يكرهون.
فهل سننتظر طويلاً لحسم هذا الصراع والاقتتال ما بين الطرفين! أم انها ستقودنا إلى حرب طويلة الأمد؟
.....

من طرف mabedn 2011-12-11, 8:13 pm

لعن الله الفتنة وموقظهــــــــا

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2011-12-11, 8:16 pm

سبحان الله تمت ازاحه الطاغيه والشعب تنفس الحريه
بدات الطحالب تعكر صفوى الاستقرار مع مسانده من الازلام

من طرف ولد الجبل 2011-12-11, 9:17 pm

ما اخر تكوين الدولة وتثبيت اركانها إلا مثل هذا النعيق الذي يحاول تشويه كل عمل وطني ويسفه احلام الثوار الحقيقيين في إقامة دولة الحرية والعداله ...
والغريب أن هؤلاء الطحالب يعتقدون في انفسهم انهم قادرن علي بث الفرقة وإشعال نار العداوية حتي بين المدن والقبائل ولكننا متسلحين بالإيمان بالله الذي نصرنا وفطنة مجالسنا التي نحميها بانفسنا من شركم يا أهل الغدر والخيانه ....
نحن نعرفكم ونراقبكم وسنقطع دابركم بإذن الله في الوقت المناسب ......
شكرا لك ع التغطية