مؤكدا أن الليبيين لا يريدون مظاهر التسلح في الشوارع .. عبد ا

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-12-11, 8:05 pm

مؤكدا أن الليبيين لا يريدون مظاهر التسلح في الشوارع .. عبد الرحيم الكيب ينفي إقصاء أحد في مؤتمر المصالحة الوطنية في طرابلس

المنارة – خاص – بنغازي
أكد رئيس الوزراء الليبي”عبد الرحيم الكيب”أن”مظاهر التسلح أمر غريب على الشعب الليبي، وأن الشعب لم يكن يريد حمل السلاح لكنه اضطر إلى ذلك”.واصفا ذلك بأنه”مؤشر على أن الجميع لا يريدون مظاهر التسلح في الشوارع”.
ووصف الكيب علاقة حكومته مع الثوار بأنها”جيدة”.وأن الثوار”إخواننا ونحن نحترمهم ونثمن دورهم”.بحسب قوله.وموضحا في مداخلته في نشرة الحصاد المغاربي عبر قناة الجزيرة الفضائية يوم أمس السبت”أن الشعب الليبي شعب متسامح بطبيعته والحكومة تسعى للمصالحة الوطنية بل هي من أهم أولوياتها وهي التي ستساعدنا على بناء دولتنا المدنية”.
وتحدث الكيب في هذه المداخلة عما أسماه”قانون العدالة الانتقالية”مؤكدا أنه قُدم للمجلس الوطني الانتقالي و تم اعتماده.ومنبها في السياق نفسه على أهمية”تطبيق هذه العدالة الانتقالية”التي قال عنها”إن الدين الإسلامي الحنيف هو عامل أساسي ومهم في موضوع تطبيقها”.
أطياف عدة
وفي سياق رده على سؤال حول مؤتمر الإنصاف والمصالحة الوطنية الذي شهدت العاصمة طرابلس أولى جلساته يوم أمس السبت قال الكيب”إن مؤتمر المصالحة الوطنية جمع أطيافا عدة”.نافيا أن تكون حكومته قد نظمت هذا المؤتمر”.
وأكد أن الجهة المنظمة للمؤتمر لم تعمل على إقصاء أيّ من الأطياف، وأنه كان هناك توازن فيما طرح في هذا المؤتمر وهو أمر جيد”.بحسب قوله.
وكانت العاصمة طرابلس قد شهدت يوم أمس السبت أولى جلسات مؤتمر المصالحة الوطنية بحضور عدد من علماء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على رأسهم الدكتور يوسف القرضاوي.
كما حضر الجلسة الافتتاحية رئيس حزب النهضة التونسي الدكتور”راشد الغنوشي”ورئيس المجلس الأعلى للإفتاء في ليبيا الدكتور”الصادق الغرياني”.وعدد من أعضاء المجلس الانتقالي والوزراء في الحكومة الانتقالية المؤقتة.
تفعيل العدالة
وفي كلمته في افتتاح المؤتمر قال الكيب إن”المصالحة لا تعني العفو عن الماضي وتجاهل أثاره المؤلمة على الحاضر والمستقبل، ونحن نحتاج إلى تفعيل العدالة الانتقالية كأداة ضرورية لتحقيق هذه المصالحة الوطنية”.
وشرح في كلمته العدالة الانتقالية بالقول إنها تعني”المحاسبة وإقامة العدل لأولئك الذين عانوا من الظلم والقمع والتعذيب والتهميش خلال فترة الحكم الشمولي المنهار”ومشددا على أن “الذين قاموا بالتعذيب والتمثيل والاغتصاب والتنكيل والقتل الجماعي وسرقوا الأموال الشعب وأهدروا ثروته وشردوا شبابه لابد أن يتعرضوا للمحاسبة وان يدفعوا ثمن جرائمهم”.
وأشار إلى أن العدالة الانتقالية”تعد جزءاً من علاج الماضي وتضميد الجراح ووضع أسس تعامل في المستقبل”.منبها إلى ضرورة “التفريق بين المجرمين والقادة الكبار من جهة وبين التابعين من جهة أخرى الذين هم فاعلون وضحايا في نفس الوقت “.
وطالب رئيس الوزراء بأن تتركز”المصالحة على إعداد التصورات والبرامج والآليات للاستماع إلى شهادات الضحايا وعائلتهم وعلى تسوية الملفات التعويض عن الضرر وجبر الضرر الاجتماعي وإعادة الاندماج وتأهيل المناطق والجهات التي عانت من التهميش والإقصاء”.
برامج عمل
ومن جهة أخرى شدد الكيب في مداخلته عبر قناة الجزيرة على أن هدف الحكومة في هذه المرحلة هو الانتقال من الثورة إلى الدولة دون أن يتخلل هذا الأمر أي أجندات.موضحا أن”كل ما يريده الثوار هو حياة كريمة لهم ولشعبهم”.
وقال”إن كانت هنالك بعض التجاوزات فالجميع يستنكرها بطبيعة الحال”.كاشفا أن هناك”خططا لاستيعاب خمسة وعشرين ألفا من الثوار في وزارة الدفاع ومثلهم تماما في وزارة الداخلية، بالإضافة إلى بعثات دراسية ودورات تدريبية وقروض بدون فوائد، إن تم الإفراج عن الأموال الليبية المجمدة”.
وفي اتصال هاتفي بينه وبين رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل الذي طلب التسريع ببرامج استيعاب الثوار ما دعا الكيب إلى إطلاق وعد بأنه” سوف يعلن عن استيعاب ما يزيد عن خمسين ألف ثائر في حرس الحدود والأمن الوطني وبراتب يتجاوز الخمسمائة دينار ليبي للمتدرب”.
يشار إلى أن رئيس الوزراء الكيب أدلى بهذه التصريحات لقناة الجزيرة على خلفية المواجهات العنيفة التي شهدتها طرابلس يوم أمس،وهي مواجهات استعملت فيها الذخيرة الحية بين ثوار الزنتان الذين يسيطرون على المطار وبين قوة للجيش الوطني أرادت إخلاءه وتسليمه للمجلس الانتقالي.
وأسفرت هذه المواجهات – وفقا لمصادر مطلعة – عن سقوط ثلاثة قتلى في صفوف الجيش الوطني الليبي، وقتيل وثلاثة جرحى من كتيبة الزنتان في هذه الاشتباكات التي استعلمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.