الجامعة الليبية..ديمقراطية بالتخصص

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-12-13, 8:01 pm

الجامعة الليبية..ديمقراطية بالتخصص
جامعة بنغازي وسابقاً جامعة قاريونس وكلاهما تسميات جاءت في عهد الدكتاتور المقبور ، أسم قاريونس أطلقه الملعون القذافي وسماها جلود جامعة بنغازي ، والحقيقة التي ينكرها الجميع أن الاسم الحقيقي لهذه الجامعة هو أسم الجامعة الليبية ، وعلى أي حال ليس هذا موضوعنا الذي سنكتب من أجله ، فموضوعنا اكبر من هذا بكثير ، فهو لا يتوقف عند مسميات أو ما شابه ذلك ، بل يعني مستقبل الجامعة برمته .
في هذه الأيام تجرى انتخابات منصب رئيس مجلس إدارة جامعة بنغازي “قاريونس سابقاً” والتي من المفترض بأن يعاد إليها أسمها الحقيقي “الجامعة الليبية” ، عموماً .. وكما جرت العادة ليس للموظفين أي دخل أو رأي في موضوع هذه الانتخابات وكأني بهم لا يعنيهم الأمر ولا يحق لهم المشاركة في عملية هذه الانتخابات الشبه مشبوهة ، والتي تجري خلف الكواليس وتحت إشراف اللجنة التسييرية لنقابة أعضاء هيئة التدريس بالجامعة ، فهل هذه هي الحرية التي خرجنا من اجلها وقدم شبابنا أرواحهم لكي نتنعم بها ، وما الفرق ما بين هذه الانتخابات وما بين ما كان يسمى بالتصعيد في عهد النظام المنهار ، وحتى في أيام عمليات التصعيد تلك وما يصحبها من إغراءات تبدأ بمآدب الأرز واللحم والعصبان والمشروبات الغازية ، وتنتهي بتسليم كل من قرر أن يبيع ذمته إما مبلغاً مالياً لا يتجاوز في أغلب الأحيان الثلاثون ديناراً ، أو قطعة حشيش لكي يعدل بها مزاجه المتقلب ، في تلك الأيام الخوالي التي ولت كان التصعيد يجرى على الملأ وبحضور كل من رغب ، وفي نهاية المطاف لا يستفيد احد ما عدا الشخص المصعد والمقربون منه والبقية لا ينالون غير التعب والمشقة .
يومي السبت والأحد الماضيين وضع برنامجاً لكي يقدم العشرة المرشحون لهذا المنصب برامجهم الانتخابية وبالطبع الحضور مقتصر على أعضاء هيئة التدريس فقط ، والتي من المؤكد وبالدرجة الأولى بأنها ستصب في بوتقة مصالحهم الشخصية مع بعض الوعود بالتحسين من أوضاع الموظفين ، وهذا ما دأب عليه كل من تولى منصب رئاسة هذه الجامعة منذ انقلاب الـ 69 المشؤوم ويظل كل ما وعد به الموظفون حبيس الأدراج ، ولا تبارح تلك الوعود الوريقات التي كتبت عليها ، فهل يا ترى وضعوا ضمن برامجهم الانتخابية ما يمس مصلحة الموظف المضطهد سابقاً وحالياً ، أم إننا سننتظر حتى تطرق الثورة أبواب الجامعة .
هكذا كانت وما زالت تسير الأمور في الجامعة بطرق عشوائية وغوغائية مطلقة ، لا توجد هناك سياسة إدارية موحدة ، ولا أحد يهتم بالجانب الإداري إلا القليل القلة ، فماذا لو تم تقييم كافة موظفي الجامعة من الناحية الإدارية وفي اهم جانبين : (اللغة العربية وإجادة الطباعة على الكومبيوتر) ، فبكل تأكيد فالنتائج ستكون كارثية ، ليس من الأجدى تأهيل هولاء الموظفين والموظفات من خلال دورات داخلية وخارجية ترفع من قدراتهم الإدارية بما يضعهم في مستوى العمل بهذه المؤسسة العريقة ، وأنا أتحدث بحكم تجربتي كموظف أعمل بالجامعة منذ قرابة الثمان سنوات ، أعي و أعني ما أقوله تماماً .
في حكومات بعض الدول يتم تعيين رؤوساء الجامعات من قبل وزير التعليم العالي ، فلماذا لا يحدث هذه عندنا بدل من إضاعة الوقت وتفادياً لأي مشاكل قد تحدث ، خصوصاً أن الأوضاع في هذه الجامعة ما زالت غير مطمئنة ، نأمل بأن تنظر الحكومة الليبية المؤقتة لهذه الجامعة بعين الاعتبار وتعطيها حيزاً اكبر من الاهتمام والرعاية ، وتسعى لتذليل كافة الصعوبات والمشاكل التي أدت إلى توقف الدراسة في بعض كلياتها … والله من وراء القصد ..
بقلم / نورالدين المشاي