هل اختزلت ثورة 17 فبراير في ناكر؟.

القذافي كان يقول معي الملايين وعبد الله ناكر بدأ يصرح ويقول معي مئة ألف وربما بعد أيام نسمعه يقول هو الآخر معي المليون أو الملايين .

سيف القذافي كنا نشاهده يجلس في كرسيه الدوار ويتحرك به يميناً ويساراً والآن نشاهد ناكر هو أيضا يتصرف نفس الشيء ، ويستغل الظروف والأحداث فيصرح ويهدد ويتوعد ليلفت إليه الأنظار ، والصحف تبحث عن ما تسد به الفراغ في صفحاتها فتسرع إلى عبد الله ناكر فتجري معه اللقاءات المطولة ، القنوات الفضائية هي الأخرى تجد فيه مصدر الإثارة .

وما يلفت الأنظار إلى أن سفير مصر قام بزيارة رسمية لناكر في مقره بل و قدم له أيضاً دعوة رسمية من المشير طنطاوي لزيارة مصر، وبالتأكيد فإن هذه الزيارة والدعوة من رئيس دولة ستشجع ناكر للمضي قدماً في تصرفاته وتصريحاته ، ولا شك أن مصر قد تجاوزت العلاقات السياسية بين البلدين في إجراء لقاء رسمي بمواطن لا يحمل الصفة السياسية ودون حضور ممثل عن الحكومة الليبية ، إنه يجعلني أشك في مصداقية العلاقات المصرية مع ليبيا . ولم نسمع استنكاراً من الحكومة الليبية على هذا اللقاء .

لنتصور أن ما حدث هو العكس أي أن سفير ليبيا في مصر يجري زيارة لأحد الذين يتظاهرون في شارع التحرير ويقدم له دعوة من عبد الجليل لزيارة ليبيا ، هل ستلتزم الحكومة المصرية الصمت ؟! ، بالتأكيد لا وستعتبره تدخلاً في شؤونها الداخلية وزعزعة استقرارها .

هل كتب على الشعب الليبي ظاهرة الفرد الواحد ، فبالأمس كان القذافي واليوم ناكر نسمعه يهدد ويتوعد ، هل يريد ناكر أن يكون جيشاً مثل حزب الله في لبنان ، أو أن ناكر يريد أن يستغل الظروف ويعلن ثورة جديدة ويسيطر على البلد .

فهل بدأنا نشاهد مولد دكتاتور جديد في ليبيا لنعيش مجدداً في سنوات من الظلم والتعاسة .

محمود نجي