من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت

من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت

بسم الله الرحمن الرحيم

الجميع يعرف أن هناك فرق كبير بين الثورة والانقلاب ، فالإنقلاب مدته 24 ساعه ويقوم به أفراد لهم سلطة في الدولة .. ثم تنتهي بالنجاح والسيطرة علي إداة الحكم في البلاد أو الفشل ، والمهم إذا نجح فإنه يستلم دولة قائمة بمؤسساتها وإدارتها فلا يتغير فيها إلا الجالس علي كرسي الرئاسة وصوت الإذاعه فقط ...

أما الثورة فإنها عمل شعبي يقوم به جميع أفراد الشعب بعد أن عجزوا عن إصلاح الحاكم وإدارة الحكم حيث غاب العدل وتعطلت القوانين واصبح الحكم بشريعة الغاب أي علي هوى الحاكم واسرته والمقربين منه ..

ولذلك إذا نجح الشعب في ثورته فإنه يستلم بلاد بلا قانون ولا إدارة ولا نظام يحكم مؤسساتها إن كانت هناك مؤسسات ... وهذه النقطة هي المحك والامتحان العسير لقدرة الشعب علي إنشاء دولة من الصفر علي النمط الذي ثار من أجله وإقامة مؤسسات العدل والقانون ويعتمد في ذلك علي ثقافته وفهمه للأمور المحيطة به ...
فإن كان الشعب واجه المصاعب والشدائد في تحرير البلاد فإن بناء الدولة أصعب من حرب التحرير ، لأن العدو أثناء الحرب معروف وظاهر للعيان .. أما معركة البناء فإنك تبني وتحمل السلاح في نفس الوقت ، لأنك تقاوم عدو لا تراه ولا تعرف له جهة معينه وإنما يباغتك في الساحات وفي ورش العمل وفي بث روح العجز عن البناء ويشكك في نفسك بأنك غير قادر علي التغيير وإنما دخلت في فوضى لا يمكنك الخلاص منها , وبهذا العمل يقسم الناس إلى مجموعتين مجموعة تؤمن بالثورة وتجاهد من أجل البناء وأخرى تنقد وتحبط العزائم وتشكك في صدقية العاملين , وهنا مزعة الفتنه التي تقضي علي حلم بناء دولة القانون .. ولذلك فإن تحرير العقول من المفاهيم التي غرست في النفوس قهرا ابان الحكم السابق ستطول مجابهتها ومحاربتها لسنوات حتى نتخلص منها ، فلا تجعل مما تسمعه عائقا في المساهمة في بناء دولتك .

فإن كنت يا أخي في صف البناء والتعمير فلا تسمع للأصوات المبحوحة التي همها تعطيل مسيرة الثورة حتى ننشغل بالمهاترات والمناقشات السفسطائية التي لا تأتي إلا بالاختلاف في التوجه وتحويل النصر إلى هزيمة والفرحة إلى نكسه ..
فإذا أردت ان تسلم من الفتنه فالزم الصمت اثناء النقاشات التي لا تأتي بمصلحة وإنما اتزيد الضغينة وتلهب العداوة وتفرق الجماعه .. ولذلك اجعل حكمتك : قل خيرا أو اصمت ..

نأمل ان تجد هذه الكلمات آذان تسمعها وعقول تفهمها وجوارح تعمل بها حتى نساهم في بناء دولتنا المنشودة ونحقق حلم شهدائنا ....

بارك الله فيكم وفي جهدكم من اجل ليبيا الحره