ذكرى تستوجب الشكر لله تعالى...

فليحتفل الليبيون في كل سنة بهذا اليوم العظيم 2011.03.19 الذي أنقذ فيه الله رب العالمين مدينة بنغازي من الهلاك والدمار .. وكلنا نتذكر ذلك اليوم الرهيب الذي هدد فيه المقبور القذافي وابنه زيف الاسلام مدينة بنغازي وأهالي بنغازي بمسحها من الخريطة وقتل كل أبنائها وشبابها وضباطها ورجالاتها عن بكرة أبيهم واغتصاب حرائرها ونهب أموالها واستباحتها لما لا نهاية حتي لا يبقي فيها شيء ..!!

في يوم الثامن عشر من شهر مارس 2011 غادرت أرتال المقبور القذافي مدينة اجدابـيا الابية بعـد أن قتل من قتل وأرغم أهلها علي الهجرة والفرار من ألة الدمار والصواريخ والراجمات التي انهالت عليهم من كل مكان .. وتوجه ذلك الرتل الي مدينة بنغازي .. وقد وصلوا صبيحة يوم السبت علي مشارف المدينة وتجمعوا بكل عدتهم وعتادهم عند منطقة ( جروثه ) وذهبت الفلول العسكرية الأخرى بعدتهم وعتادهم حتي ( جامعة قاريونس ) .. وقد تحدث شهود عيان عن ذلك الرتل الذي شاهـدوه متجها الي مدينة بنغازي مار بمدينة ( قمينس ) صبيحة يوم السبت قالوا وهم في دهشة الي أين تذهب هذه الارتال وهذه الاسلحة وهذه الجحافل من الحافلات والسيارات الصغيرة والجنود الذين لا حصر لهم .. أعداد رهيبة وقوة عسكرية مقيتة ومخيفه لا نهاية لها تبدأ من ( قمينس ) وتنتهي حتي مدينة بنغازي وعلي طول امتداد الطريق حتي مدينة بنغازي وهذا الرتل كان هدفه ( مسح مدينة بنغازي ) ..!!

فهل كان لهذا الرتل ما أراد ؟ أم أن الله سبحانه وتعالي كان له ما يريد ..؟ نحن لم نكن نملك شيئا .. لإيقاف هذه الالة الحربية العسكرية وهي تزحف نحـو مدينة بنغازي كأنها ثعبان متوحش قاتل ممـتـد علي مسافة 60 كيلومتر ليلتهـم بنغازي وسكانها .. فخرجت مئات العائلات هربا مما قـد يحصل للمدينة واهلها واتجهـوا الي المدن الشرقية ( المرج البيضاء – شحات - درنة – سوسة – طبرق ) لعلهـم يجدون الامان لأهاليهم وأطفالهم .. وكم كانت روعة وعظمة هذا الشعب النبيل الذي استقبل هؤلاء الفارين بالأحضان والحب والوفاء والعطف والحنان وقد فتـحوا بيوتهم لكل الاسر الليبية ومنحوهم الغـذاء والماء بل حتي محطات البنزين لم تأخذ منهم شيئا ومنحوهـم النزين بدون مقابل ووقف الشباب والرجال والنساء علي ناصية الطريق يمدونهم بالماء ويزودونهم الطعام ويعرضون عليهم البقاء معهم حتي يفرج الله.. كانت تلك لحظان عصيبة علي كل الليبيين .. !!

وبينما الامور تتسارع هكذا تنادي الرجال والشباب الابطال المغاوير من بنغازي والمدن الشرقية بحمل السلاح والوقـوف في وجه ذلك العدو الكاسر ووقفـوا لهم بالمرصاد عند بوابة ( جامعة قاريونس ) وقاتلوهم وألحقوا بهم الخسائر الفادحة وحدثت ملاحم بطولية تاريخية لن تنسي من ذاكرة الليبيين .. وكانت نسور الجو من السلاح الجوي الليبي الحر تسيطر علي السماء بما لديهم من الامكانيات البسيطة وطائرات قديمة يدكون بها ذلك الرتل دكا لا يهابون الموت ولا يخافـون العدو مهما بلغت قوته واستمر القتال ما يقرب من أربعة ساعات متواصلة منعـوا فيها ذلك الرتل من التقدم الي مدينة بنغازي الحبيبة ولكن ما كان لدينـا لا يكفي فقد استشهد نسور الجو وما عندنا من شجاعة وبطولة لا تكفي لتدمير تلك الراجمات والدبات ومدافع الهاون والجحافل الزاحفة علي مدينة بنغازي .. فكان لابد وان يتدخل القدر لإنقاذ مدينة بنغازي وأهالي بنغازي فأرسل الله تعالي طيرا أبابيل من ( فرنسا وبريطانيا وأمريكا ) يدكون ذلك الرتل بكل قوة وبدون رحمة ولا شقفة ( فجعلهم كعصف مأكول ) الله اكبر.

لقد أجمع العالم الحر في تلك الساعات ا لحاسمة في يوم السبت 2011.03.19 من بعد الساعة الثالثة ظهرا علي التدخل في الوقت المناسب وفي الساعة المناسبة للدفاع علن بنغازي ورفع الظلم عنها ومن ثم انقاذ أهالي مدينة بنغازي وربما انقـاذ ليبيا كلها بعـد ذلك .. ( فلو سقطت بنغازي انتهت الثورة ) ولم يكن ذلك كله الا بتدبير من العزيز الحكيم .. لقد تدخلت السماء بفضل من الله تعالي وتنفس أهالي بنغازي الصعـداء عندما سمعـوا ذلك الدوي الهائل من الصواريخ وهي تدك رتل العدو والانفجارات المدوية التي تدمر تلك الجحافل المجرمة .. وقتل منهم من قتل وهرب منهم من هرب وانتصرت بنغازي وما النصر الا من عند الله العلي القدير والحمد لله رب العالمين.

كانت تلك لحظات عسيرة مرت بها بنغازي وأظلت الثورة الليبية كلها وكم كانت الساعات طويلة علي سكان مدينة بنغازي الذين تمسكوا بها ولم يخرجوا منها وقد امتلأت المساجد بالرجال والاطفال والشيوخ وهم يكبرون ويهللون ويدعون الله .. الله القوي المتين الذي لا يرد دعاء المستضعفين المظلومين بينما اكتظت البيوت ومنازل المواطنين بالنساء والامهات والثكالى يبتهلـون الي الله أن يدفع عنهم البلاء ويستجيب دعاء الخائفين المستضعفين .. وكان الموت قاب قوسين أو أدني وما أمره سبحانه وتعالي الا بين الكاف والنون وفي لحظات تدخلت السماء وانتهي وزال الخطر علي مدينة بنغازي وسكانها .. وخرج الناس من بيوتهم فرحين مهللين ومكبرين لنصر الله.

فوجب علينـا نحن جميعـا ألا ننسي ذلك اليوم .. ويجب علينا ألا ننسي كيف نصرنا الله تعالي واستجاب دعائنـا ولطف بأمهاتنا وآبائنا وأطفالنـا .. وحتي لا ننسي دماء شهدائنـا الذين قدموا أنفسهم من أجلنا في معركة جامعة قاريونس ونسور الجو الابطال الاشاوس وجب علينـا أن نجعل من يوم ( 2011.03.19 ) عيد الشكر لله تعالي .

ستكون ذكري هذا اليوم العظيم هذه السنة يوم الاثنين السادس والعشرون من ربيع الثاني 1433 هجري الموافق 2012.03.19 ( عيد الشكر ) لله تعالي بصيـامه وتلاوة القـران الكريم والتزام المساجد وذكر الله تعالي والتصدق بما تستطيعوا في سبيل الله .. ولا بأس بمن قام بإعداد بعض وجبات من الطعام وتوزيعها علي المساجد بعـد صلاة المغـرب صدقة علي أرواح الشهداء والله شاكر عليم.

هناك دول غربية كثيرة لها مناسبات خاصة بهم ويحتـفـلون في السنة مرة في يوم أسموه Thanksgiving Day وهو عيد الشكر لله علي ما حصلوا عليه من حصاد كثير تلك السنة من خضروات وفواكه وغير ذلك فيقومون بتخصيص يوم يحتفـلون فيه بهذا الخير العميم ( شكر لله ) ولكن احتفالاتهـم تمتزج بين الشكر وشهـوات الدنيا بما فيها من رقص وغناء ولعب ولهو وغير ذلك .. ولكننـا نحن في ليبيا يختلف الامر عندنـا فعـيدنـا سيكون مضرب للمثل ونحن المسلمون أولي بالشكر لله تعالي من الاخرين فان الامة الليبية كلها سوف تصوم هـذا اليوم العظيم ليشهـد لها العالم بوفائهـا وعرفانها بفضل الله تعالي علينـا وعلي جميع العباد وليكن هذا اليوم في ذاكرة التاريخ الليبي وكل سنة نصومه ونتذكر تلك اللحظات العسيرة التي مرت علينا وكيف أنقـذنا الله تعالي منها والحمد لله رب العالمين . فهل سيشاركنا المجلس الانتقالي ويكون له موقف مشرف لتعظيم ذلك اليوم المبارك ؟

والسلام عليكم وكل عام وأنتم بخير والحمد لله رب العالمين.

علي محمد الشطشاط

نعم إنها تستوجب الذكر والشكر لله دائما ....

الحمد لله كثيرا والشكر لله كثيرا على رحمته

بنا وعلى تثبيته للرجال والنساء وحتى الأطفال

في ليلة مثل تلك وفي يوم كــ 19 مارس 2011

لكنه الشعب المكبِّر وبأعلى صوته دائما ...

شكرا لهذا الكاتب ولكِ أختي أم عمر ...

شكــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــرآ وبـــــــــــــــارك الله فيــــــكــ