عطلة "غريبة" في ليبيا

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-03-21, 11:18 am

عطلة "غريبة" في ليبيا
نظمت وكالة السفر البريطانية "بوليتيكال" أول رحلة إلى ليبيا ما بعد معمر القذافي. الأمر قد يراه البعض استفزازيا كون العرض يشمل دولة لم تستقر أوضاعها بعد وبلدان عديدة تنصح رعاياها بعدم زيارتها إلا في الحالات الطارئة.
وجهة سياحية يصعب أن تكون حلما من الأحلام السياحية للناس العاديين. ورغم ذلك نظمت وكالة السفر البريطانية "بوليتيكال" بين 12 و18 مارس/آذار زيارة إلى ليبيا شارك فيها 7 أشخاص دفع كل منهم 4200 جينه إسترليني "5036 يورو" لتمضية أقل من أسبوع في الربوع الليبية. مدير ومؤسس الوكالة المتخصصة بالرحلات إلى مناطق حساسة في العالم – صربيا وكوريا الشمالية - نيكولا ودوز يقول لفرانس 24 إنها "ليست بعطلة بل رحلة دراسية".
والرحلة هي الأولى من نوعها التي تنظمها وكالة "بوليتيكال" إلى ليبيا منذ مقتل العقيد معمر القذافي في أكتوبر/تشرين الأول 2011. وجهة جغرافية قد تبدو استفزازية لعدد كبير من الناس كون الأوضاع في ليبيا ما زالت شديدة الاضطراب ووزارات خارجية دول كثيرة تنصح رعاياها بتجنب السفر إلى هذا البلد.
ولكن نيكولا ودوز لا ير بأنه يجازف مجازفة كبيرة في اختياره لهذه الوجهة، فالرجل قصد وزارة الخارجية البريطانية واستطلع منهم على المناطق الليبية الأقل خطورة من غيرها كما أن "بوليتيكال" تستعين بخدمات مجموعات أمنية تواكب مسافريها الذين عقدوا سلسلة من الاجتماعات قبل سفرهم مع اختصاصيين بشجون وشؤون ليبيا.
وبعد هذه الاجتماعات النظرية تحل ساعة التطبيق العملي ويقول مدير الوكالة " لقد سعينا لكي نكون على مقربة من مشاغل السكان ومشاكلهم الفعلية". لا فنادق فخمة ولا حمامات شمس على الشواطئ فقد أمضى السياح وقتا طويلا في كنف عائلة ناصرت القذافي حتى نهايته المأساوية كما التقوا بمسؤولين سياسيين جدد في طرابلس حدثوهم عن مشكلتهم الأساسية اليوم المتمثلة بمعالجة النفايات، كما زاروا سجن أبو سليم الذي عرفت سراديبه أقسى أشكال التعذيب ضد معارضي النظام السابق. ويعترف نيكولا ودوز بأن برنامج رحلته الليبية "لا يناسب السياح الذين يبحثون عن الإثارة"، والدليل على ذلك شخصيات الذين شاركوا في الرحلة، مثل ذلك الرجل البريطاني الذي يعمل في مخيم للاجئين في اليمن، أو رجل أعمال من تكساس مهتم بالنفط الليبي.
ويؤكد مؤسس "بوليتيكال" بأن "كل رحلات وكالتنا هدفها منح المشاركين فرصة التعرف الواقعي على الأحداث الراهنة في البلد". وتعتبر هذه الوكالة من الشركات السياحية النادرة التي تنظم رحلات إلى كوريا الشمالية أو إلى المناطق الكردية في تركيا ويقول ودوز"على عكس ما هو شائع من السهل تنظيم رحلة إلى كوريا الشمالية لكون السلطات هناك هي التي تضع برنامج الزيارة".
بعد التجربة الليبية تعتزم "بوليتيكال" الاهتمام بالأزمة الاقتصادية ولهذه الغاية تعد الوكالة لرحلة لمدة أسبوع في لندن التي ضربتها الأزمة بعد ذلك ستكون الوجهة اليونان وايطاليا على خطى ازمة الركود في منطقة اليورو.