أحمد فكرون وباسط الحاسي.. اغتراب موسيقي ثائر

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-03-25, 12:00 pm

أحمد فكرون وباسط الحاسي.. اغتراب موسيقي ثائر

تقرير: كريمة ادريسي/ إذاعة هولندا العالمية- يعشق الليل والصحراء والبحر، وهي عناصر رافقته دائما في رحلته الفنية. انه الفنان الليبي العريق احمد فكرون. مغني وملحن وموزع موسيقي ليبي.. شهرته تجاوزت الحدود في السبعينات والثمانينات. لم يغن أبدا للنظام الليبي، وحين حوصر أثناء الثورة الليبية من طرف النظام بشرط أن يغني له في أزمته، فر خارج ليبيا مع عائلته وعاد إليها بعد التحرير. ويعتبر فكرون رائدا في تأسيس "الموسيقى العربية الحديثة". ومن الفنانين الذين تأثروا به كثيرا، باسط الحاسي، من بنغازي.
"للبلد فقط أغني"
صدرت لفكرون أول اسطوانة في لندن في 1974 والتي قام بتنفيذها تومي فانس، اكبر المذيعين آنذاك، فسجل أغنيتي "أوعدني" و"نجوم الليل". وكانت لفكرون آنذاك فرقة متكونة من ثلاثة أشخاص، وكانوا يغنون في نوادي شبابية وحفلات جامعية. وبتلك الأغنيتين، عرفت ليبيا نقلة نوعية للموسيقى العربية الحديثة.
شعر النظام الليبي بقيادة القذافي، بتأثير الموسيقى الجديدة على الشعب الليبي، فطلب من فكرون أن يقدم له شيئا، ترفع من شعبيته، وظل النظام يلاحق فكرون دائما وهو يرفض دائما لإيمانه "بحرية الفن"، وبذلك بدأت ملاحقة الفنان الليبي من طرف النظام. "عندما اغني، اغني للبلد فقط ولا امجد أي احد"، يقول فكرون معلقا.
باسط الحاسي
" جرحت جرح"، البوم غنائي، كان باسط الحاسي يعده للنزول قبل ايام من ثورة 17 فبراير. وحين اندلعت الثورة ورأى من يحدث، ترك كل شيء ليتفرغ لإنتاج اغاني الثورة، وكان انتاجا غزيرا وناجحا ايضا.
يعيش الحاسي في باريس، مع زوجة باريسية، واب لطفل وطفلة. غادر ليبيا في العام 1990، ولم يعد اليها الا في اليوم الذي صادف مقتل معمر القذافي بالذات، ويتحدث عن ذلك اليوم بشكل يخلده التاريخ: "كان يوما رائعا، وشاركت في الاحتفالات بعيد التحرير".
.انتج الحاسي اكثر من ثلاث البومات غنائية، اهمها: "فرسان"، يا ليل ويا قمر" و"من قال؟"، اضافة الى اغاني منفردة.
للثورة غنى
يقول الحاسي انه حين رأى الصور المفجعة للقتلى، تفرغ لإنتاج اغاني للثورة، وامت اول تلك الاغاني في فبراير نفسها، "ثوار احفاد المختار". اما اغنية "يا بنغازي" فقد كانت اغنية مهرجان بنغازي في الاول من يناير 2012، ورددها معه اهل بنغازي كلهم عن ظهر قلب.
بالإضافة الى ذلك، غنى " ام الشهيد"، وقبل تحرير طرابلس، اغنيته الشهيرة "لطرابلس ماشيين"، قبل تحرير طرابلس بأيام معدودة، ويقول ان الثوار كانوا اسرع في المشي الى طرابلس ووصولها قبل ان تصلهم اغنيته.
ويفخر الحاسي بأغانيه الثورية كثيرا، ويعتبرها اروع ما حقق في مسيرته الفنية.
فكرون في مصراته
يوم 19 ابريل 2011، غادر فكرون متخفيا مع زوجته واطفاله الاربعة ليبيا، بعد تضييق الخناق عليه من طرف نظام القذافي، ليغني له ضد الثوار، وبعدها بقليل هاجموا بيته في طرابلس واخذوا كل اعماله، وخربوا البيت عن اخره. "من فترة الحرب لم اسمك الة الا بعدما ذهبت الى مصراته"، يقول فكرون.
"يا بلادي حبك موالي"، كانت الاغنية الاولى التي صدح بها بعد الثورة، وغناها في مصراته ولمصراته، "زرت ومصراته مرتين او ثلاث، اناسها طيبون جدا، وغنيت لهم الاغنية لأنها كانت مرتبطة بذاكرة الكثيرين بالثورة. كانوا يرددونها لتحفزهم على الحياة والحب لبلادهم، وقد قالو لي: كانت اغنيتك تمدنا بالأمل".