ماذا لو مات الطاغية أو نجت إحدى محاولات إغتياله قبل ثورة فبر

الطيب الصادق: ماذا لو مات الطاغية أو نجت إحدى محاولات إغتياله قبل ثورة فبراير

ماذا لو مات الطاغية أو نجت إحدى محاولات إغتياله
قبل إنبلاج ثــ17ـــورة من فبراير المباركة ؟؟؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {آل عمران/26} ).

حقا وصدقا لقد نزع الله الملك من القذافي طاغية الزمان وأذله في عقر داره وبين قومه وعشيرته وجنوده المهزومين الجبناء... فمن كان يتخيل أن تكون نهاية الطاغية بهذه الطريقة الذليلة، لقد سلط الله عليه من أذله شباب صغار غير معروفين فعلوا فيه ما يجب وما لا يجب أذلوه وصوروه وهو ذليل، وتناقلت صوره أرجاء العالم وتفرج عليها من يعرفه ومن لا يعرفه فهل هذا من حسن الخاتمة وصلاح العبد، أين الملايين التي سبقها على رب العامين ألم يقل الطاغية في حديثه الشهير أنا معي الملايين ثم أستدرك وقال ومعي الله، والملايين ليس من داخل ليبيا بل من خارجها، أستخف بالشعب وعلم أن ما فعله بالشعب لايمكن لعاقل أن يكون في صف القذافي، لبس رداء الكبرياء وقال أن ملك الملوك نازع الله في ملكه ولبس رداء كبرياء العلي الكبير عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار. رواه مسلم وأخرجه الإمام.
تخيلوا معي أيها السادة الكرام أن الطاغية قتل ونجحت إحدى المحاولات لاغتياله قبل انبلاج ثـــ17ــورة فبراير المباركة وتعاطف الناس مع ابنه زيف الأحلام ونصب رئيسا على البلاد والعباد تخيلوا معي ياسادة السيناريو الذي نتوقع حدوثه سيكون في كل قرية عزاء، وستصرف خيم وخزانات مياه وتموين لأجل إقامة العزاء، وستكلف المحطات الليبية المسموعة منها والمرئية بالحزن وتلاوة القرآن من قبل أشهر المقرئين لكتاب الله، وربما يستمر هذا سنة أو يزيد حزنا على الملك والقائد والمفكر والزعيم والمهندس والرياضي، والثائر، وعميد الرؤساء العرب وغيرها من التسميات التي نسبها لنفسه ونادوه بها أعوانه ومن استخف من قوه الذين أطاعوه........ ومن سيؤم الناس لصلاة الجنازة ربما يقدمون بطاقة تعريف C.V لعشرين شيخا وعالما ليتم اختيار الأكثر شعبية ليتولى إمامة الصلاة، وهل ستكون الجنازة في موعدها؟ الجواب لا... سيشارك فيها مشايخ من الطرق الضالة المضلة والسحرة والمشعوذين، كما ستدعى إليها شخصيات إسلامية، لاثم سيدعي إليها الوحدويين والقوميين العرب، وسيجامل بعض الرؤساء العرب لحضور الجنازة خاصة أصحاب المطامع والمصالح، وسيدعى إليها الرؤساء الأفارقة، ورؤساء دول عدم الانحياز، وملوك أفريقيا التقليديين، وبعض رؤساء العالم وهلم جر عموما قد يستغرق التنسيق لتوافدهم بضعة أيام، وكلهم سيتم دعوتهمك وسترسل لهم طائرات خاصة وتدفع تذاكر سفرهم وغقامتهم في الفنادق إضافة إلى مصروف الجيب وكله من خزينة الدولة أموال الشعب، وستعمل كافة أجهزة الدولة دون استثناء ليلا نهار على السهر على نجاح جنازة الطاغية..وأين ستكون الصلاة ربما سيخصص مكان بعشرات الهكتارات ويتم تسويته تمهيدا لصلاة الجنازة ولكثرة الزحام......وهل سيدفن في مسقط رأسه مدينة سرت أو في مدن أخرى ممن تعبده وتقدسه وتسويه برب العالمين ((الذين يرددون المقولة الشركية (( الله، و........، و...........، وبس)) أم أن دولة أفريقية ستطلب أن يدفن فيها حتى تستفيد ماديا لأنهم مستفيدين منه وهو حي فلا بدا أن يستفاد منه وهو ميت والدليل ما نشاهده اليوم ليس حبا في شخصه ولكن في ما يحمله من أموالا والمعنى واضح وصريح..........ولن ينتهي هذا المشهد سيبنى مكانا خاصا يدفن فيه وستكون مساحته شاسعة وملبس بأرقى أنواع الرخام ربما بل الأكيد أن تقوم إحدى الشركات العالمية بتنفيد هذا المزار، وسيقف عليه جنود يتبادلون الحراسة عليه، وسيكون مزارا لكل زوار ليبيا الرسميين، ناهيك عن قيام طلبة المدارس ورياض الأطفال بزيارته والترحم عليه وقراءة سورة الفاتحة لأنه الرمز فهو القائد على حد قولهم وهو الإمام وهو الإله عند البعض، وستعقد الندوات على بطولاته الزائفة وستنظم اللقاءات غبتداءا من ذكرى أربعينه ومرورا لإحياء ذكرى وفاته.
لكن الله خيب أمله, وأمل مؤيديه، ومات ميتة الجاهلية، وهذه نهاية الطغاة والمستكبرين والجبابرة، فلو كان مصلحا متمسكا بكتاب الله وسنة نبيه لكان قدره غير ذلك ولكن عنجهيته وطغيانه واستكباره كلها أدت إلى هلاكه... لقد منحه الله خيرا لو استثمره كما ينبغي لكان مع الصديقين والنبيين والشهداء ولكن غرته الحياة الدنيا كم غرت الطغاة من قبله وغررهم بالله الغرور، نسى الله فأنساه نفسه. فسبحان الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.
لقد كنا نعبد الطاغوت من دون الله على هذه الأرض الطيبة، فمنذ سيطرة الطاغية على الحكم ونحن في دوامة وحيرة وتسميات ما أنزل الله بها من سلطان ((الضباط الوحدويين الأحرار، اللجان الثورية، الرفاق، الراهبات، الحرس الثوري، مواليد الفاتح، تسميات اختلقها الطاغية ليشكل بها ولاءات مختلفة تساعد في بقاء حكمه وتزيد من طغيانه ونسى أو تناسى قول الله تعالى ((ونمدهم في طغيانهم يعمهون))
الحمد لله الذي أمد في عمرنا ورأينا نهاية طاغية الزمان وجددنا إيماننا واستغفرنا رب العالمين كنا نركن إلا الذين ظلموا، ربما كنا نشرك بالله دون أن نعلم والشرك ظلم عظيم وهو أمر خطير على المسلمين ألم ينبهنا رسول الكريم حيث قال عليه الصلاة والسلام:{الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة السوداء، على صفاة سوداء، في ظلمة الليل، وكفارته أن يقول: اللهم إنني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم، وأستغفرك من الذنب الذي لا أعلم} رواه أحمد والبخاري
رغم كل ذلك سقط وانتهى النمرود كما انتهى فرعون وكافة الطغاة على وجه الأرض منذ أن بدأت الخليقة وكلهم كانت نهايتهم مأساوية فمن يظن أن يموت الطاغية ويصلي عليه المنافقين والقتلة، من يصدق أن تكون جنازته ومن يمشى فيها سوى سفهاء القوم ومجهولين لم يتجاوزوا العشرون رجلا ومن كان يظن أن يختبأ في حفرة ويتم القبض عليه بداخلها مثل.... ما أطلقه الطاغية على خلق الله ونسى قول الله تعالى (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)..... ومن..... ومن... إلخ. ظنون البشر التي أراد الله أن يجعل علم الغيب متفرد به وحده سبحانه وتعالى ولو اطلع الطاغية القذافي وكافة الطغاة على مصيرهم وماذا سيحدث سيقولون كما قال رب العالمين في سورة فاطر ((وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ)) صدق الله العظيم
هذه نهاية كل جبار عنيد ظن أنه الأقوى ونسى أن الله هو القوي العزيز انتهت حقبة القذافي اللعين وفي لمح البصر اختفت صوره ومقولاته وكل ما يرمز إليه من قريب أو بعيد بعد أربعين عام من التمجيد وصرف المليارات من قوت الشعب الليبي العظيم.
الله أكبر ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
الطيب الصادق