مصطفى الساقزلي : استيعاب الثوار من أجل البناء

b]استيعاب الثوار من أجل البناء..مصطفى الساقزلي
كل الدول التي مرت بتجربة الثورات المسلحة او الحروب الداخلية وجدت نفسها بعد الانتهاء من هذه الصراعات أمام تركه ثقيلة متمثلة في انتشار السلاح ووجود كيانات مسلحة سواء لمن كانوا يدافعون عن الوطن او من كانوا فى الطرف الاخر ، هذه الدول لجأت لبرامج وتجارب عالمية سميت ببرامج DDR وهي اختصار لــ
Disarmament Demobilization and Reintegration
تفكيك الكتل المسلحة - نزع السلاح و إعادة التأهيل.
ووضعت هذه البرامج بما يتناسب مع خصوصيات وبيئة واحتياجات كل دولة.
من هنا انطلقت هيئة المحاربين من خلال تبني تجارب الاخرين فى الاستيعاب الايجابي للمحاربين وتأهيلهم بما يتناسب مع واقعنا الليبي بعد ثورتنا المباركة .
وللهيئة مراحل وبرامج تبدأ من تكوين قاعدة بيانات قوية من خلال قيد المحاربين وتسجيلهم في منظومة موحدة بجميع فروع الهيئة في ليبيا و ذلك لتأكد من أهلية المحاربين المتقدمين ولمعرفة مدى مطابقة المحارب لرغبته المطلوبة بالإضافة للتعرف على الحالات الغير مسجلة في التشكيلات الرسمية.
ثم تأتي المرحلة الثانية وهي مرحلة المقابلات الشخصية التي تهدف الى التعرف على المحارب عن قرب عن طريق اخصائيين نفسيين واجتماعيين ولمعرفة مدى احتياج هذا المحارب الى الدعم النفسي او اجتماعي بعد الحرب التي خاضها .
أما مرحلة التوعية والتثقيف ففيها ترغب الهيئة مد جسر التواصل مع المحاربين والى غرس القيم الدينية و الاخلاقية فيهم، بالإضافة الى توضيح ملامح الدولة الجديدة التي نسعى الى تكوينها .
المرحلة الاخيرة هي مرحلة الدمج والمتابعة وذلك بتنسيب المحاربين الى وظائفهم السابقة وتنسيب العاطلين عن العمل في وظائف بالتنسيق مع الجهات المختصة كما أن بناء الجيش والشرطة بسواعد الثوار يعتبر من أهم المتطلبات في الفترة الحالية إلى جانب بناء الاقتصاد و التنمية ،و الرفع من المستوي التعليمي .
هذه هى برامج الهيئة أشرف على اعدادها الخبراء الليبيون و خبراء من الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي ، برامج علمية تنقل المحارب من السلاح الى بناء مؤسسات الدولة من خلال التوعية والتأهيل.
و ينتهي برامج الهيئة بانتهاء مهمتها ، فلن تكون الهيئة لجان ثورية جديدة ولا جيش التحرير الجزائري ولن تميز الثوار لا بنياشين ولا بجوائز بل ستتيح لهم فرصة لحياة كريمة وليساهموا فى بناء وخدمة ليبيا.
التاريخ : 15/5/2012[/b]