ساعة العقيد

ساعة العقيد
خرج علينا من ألا مكان وألا زمان خرج علينا من فيافي سرت القاحلة . كنا مبهورين بالمد الثوري القادم من الشرق . أبهرتنا البزة العسكرية فقد تعلمنا أو هكذا فالو لنا الجيش يحمى الشعب .
شاهدناه دما ولحما وعظما وبدله في بنغازي يوم ذكرى استشهاد عمر المختار 16/9/1969. وكان اختياره لذلك اليوم كمن اختار لنا كاس الثمالة فأدار رؤوسنا وألهب مشاعرنا وفرض على أعيننا أن تنظر إلى قطعة واحدة في جسده المسموم وهى لسانه , فرض علينا بكلامه المعسول أن نقبل أناشيده التي كان ينشدها بالساعات وفرض علينا مرة أخرى ان تخضع أذاننا لصوته هو فقط .
خرج علينا بكتابة وترهاته وفرض علينا ألا نقراء غيرة ففعل القراءة في عهد العقيد فعل حرام ويذهب القاري إلى جهنم ويئس المصير, أطلق زبانيته بعد ان أخضعهم في خيمته لدورة تدريبية في فن رفع القبضة اليمنى والتي لا ساعات معلقة فيها ليلهينا عن الرسغ الأيسر والساعات ونركز اهتممنا بالهتاف له.. وأرغمنا على إن نرفع قبضتنا واليمنى تحديدا ونهتف كالمجانين لقائد الثورة والثروة والثيران ....... (الفاتح هو العنوانال ....... فاتح).
ملك علينا حواسنا فلم نعد نشاهد شي لم نفطن طوال 42 عاما أن (الاخو) قائد الثورة لم يرتدى في حياته ساعة في "معصمه الا فيما ندر" بعد أن كبل أيدينا . وسلبنا الإحساس بالوقت وبالزمن .
حفلاته الطويلة المملة و صلواته التي لم يتوضأ لإقامتها في أدغال أفريقيا وخطبة الطويلة القاتلة و وعودة البراقة الزائفة .. التي أسرنا بها وسجننا داخل الوطن وسجن من تمرد داخل الوطن فى فندقه ذو الموبقات الخمس ابو سليم
اعتقد أنة قد ملك الليبيين
شاهدنا ألاف الصور (للاخو) قائد الثورة مرة بالملابس العسكرية الرسمية وأخرى ببدل عسكرية من بنات أفكاره وصور بملابس الرياضة وملابس أخرى صنعت له خصيصا فى مصانع سيدار الإمارات والمفجع إننا لم نرى ساعة في يده في اى من صورة.
بل أمعن ذلك الجلف السرتاوى في عذابنا وكان في أعيادة الخرافية يوزع علينا هدايا مجانية عبارة عن ساعة بداخلها صورة شخص مطلوب للعدالة الإلهية
القادة والرياضيون والمثقفين وأساتذة الجامعات والأطفال وحتى العشاق يحرسون على ارتداء الساعة إما لتقديرهم لقيمة الوقت او من باب استكمال الإكسسوار إلا هذا المارق السرتاوى
ولم يربط على معصمه ساعة ‘إلا ما ندر" وتناسى عن عمد الحكمة العربيه التي تقول إن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك اعتقادا منة انه امتلك الوقت والسيف معا , و رغم انبهاره بالغرب وسعيه الحثيث لنيل رضاه نسى الحكمة الانجليزية التي تقول time is money فقد كان موقنا انه امتلك الوقت والمال ولم بقراء في الكتب إن المال مال السماء وان الساعة لا يعلمها إلا الله
وعندما حانت ساعته يوم 20 أكتوبر لم ينفعه المال الذي جمعة ولا أشباه الرجال الذين امتلكهم وعرف ساعتها وعلم وأيقن إن ساعته قد توقفت.
أمامكم الشبكة ألعنكبوتيه وفيها ملايين الصور والمقاطع للجلف السرتاوى..... أتحداكم إن عثرتم على صورة واحد وفيها ذلك الطاغية ينظر إلى ساعة لأنة وببساطة لا يعرف شي أسمة الوقت , و أنصحكم بعدم المحاولة استفيدوا بوقت البحث عن صور الجلف السرتاوى فيما ينفع الناس.
DUDE333