هدف الحوار ...

من طرف **جمال المروج** 2012-05-23, 9:39 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

اليوم إعتراني شعور بضرورة الوقوف على مقاصد الحوارات بين الناس

فلقد رأيت بأن الكثيرون عبر المنتديات و الصحف و اللقاءات و الإذاعات و وسائل الإعلام المختلفه يتحاورون ليس من أجل غاية الحوار المشروعه و لكني أرى غالبا بين ثنايا محاوراتهم إنها لم تقم إلا لأسباب شخصيه أو خاصه و لكنها غير منشوده في الأصل من النقاشات

أبدأ كلامي بخير الحديث و هو كلام الله تعالى و عز من قائل

بسم الله الرحمن الرحيم " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك و لذلك خلقهم " سورة هود

و هنا يتضح من خلال الأيه الكريمه أن الأصل في الناس الإختلاف

بل إن الإختلاف ضروره و إلا فلن يطالب الناس بالتفكر و التعقل في شتى أمور دنياهم

و لكن ما هو مسعى هذا الإختلاف و ما هو الهدف من الحوار

إنه الحقيقه

نعم الحقيقه فقط هي كل ما يسعى إليه الناس بمختلف طبقاتهم و فئاتهم و لكن الناس أجناس و ألسنه فهم مختلفون بكل شئ من حيث النوع فهم ذكورا و إناثا
و من حيث القدره فهم بين قادر و غير قادر
و من حيث الوعي فهم بين واعي و غير واعي
و بين عالم و جاهل

و تتعدد الإختلافات و يبقى الأصل واحد و هو :- إنا جميعاً مخلوقات الله نسعى لإرضاؤه بمعرفة الغايه من خلقنا و هي حسن عبادة الواحد القهار

و من يعلم أصول الدين يعلم علم اليقين أننا مطالبون بالتفكر و التعقل

و إذا فكلنا لابد و أن نتفكر في كل الأمور و لكنا إن حاولنا التفكر كلا منا بطريقته دون قواعد لأصبحت الدنيا فوضى عارمه

و قد حث الإسلام على بعض القواعد التي ما إن روعيت بين الناس لبلغ كل الناس ما يريدون بلا إفراط أو تفريط

فأولا : عند الحوار بشأن موضوع خاص لابد من تحديده على وجه الدقه .

فإن تحديد مفاهيم الأشياء يمنع الغلط و الخلط و سوء الفهم
و إن هذا ينبغي أن يأتيه عاقل فلا يعقل أن يخاطب العاقل جاهلا

ثانيا : لابد من تحري الصدق في كل ما يمس الموضوع .

فإن الكذب مفسده كبيره تسئ حالة الحوار و تسئ لكلا المتحاوران أو لجموع المتحاورون
فيجب أن يكون الإيجاب و النفي ليس إلا عن صدق خالص يستخرج من ذات الموضوع دون التطرق لغيره

ثالثا : إلتزام الموضوعيه .

فلابد عند نقاش موضوع ما أن يلتزم جميع أطراف المحاوره بأصل الموضوع فلا يخرجون عليه أبدا
فلا يعقل أن يتحاور شخص بخصوص التجاره العالميه فيأتيه من يتحدث عن التجاره المحليه
فهنا و حيث تتحد أصول الموضوع في كون كليهما (( تجاره )) و لكن سيكون هناك تفاوت و تشعيب لا فائده منه إذ سيجر الموضوع لفحوى مختلفه عن هذا

رابعا : تحري الحقيقه بغض النظر عمن صدرت منه .

فالأصل أن نسعى للحق غير آبهين بمن يصدر عن لسانه
فإن تحاورت مع آخر يصغرني سناً و يقل عني علماً و لكن الحقيقه بدرت عن لسانه فأهلا و مرحبا بالحقيقه و به

و أنظر لقصة النبيين ( داوود و إبنه سليمان )
إذ جاء صاحب زرع و صاحب غنم يختصمان أمام داوود عليه و على نبينا أفضل صلاة و أتم تسليم

حيث قال صاحب الزرع لداود ( عليه السلام ) يا نبي الله إن لي زرع و أكلته أغنام هذا الرجل و أريد حقي

فسأل داود الرجل صاحب الغنم هل فعلت أغنامك فقال نعم فقضى بأن يأخذ صاحب الزرع غنم الرجل

و إذ هما خرجا من عنده فوجدا سليمان و قص الرجلان عليه ما حدث فقال لو أن الأمــر بيدي لما قضيت بهذا .. و إنطلقا إلى داوود

و أنظروا لعظمة هذا اللقاء

فهذا سليمان إبن داود و هو الأصغر و لم يكن قد أوتي النبوه بعد و أبوه نبي و ملك فيقول له

يا أبت لو أن أمر الرجلين بيدي لما قضيت بما قضيت أنت

و هنا لم يعترض عليه أبوه أو يتوعده بعقاب و يغضب لقوله و لكن سأله

نعم سأله التالي :- و ماذا أنت قاض إذا ؟

فقال أعطي غنم الرجل لصاحب الزرع ينتفع منها و لا يبيعها بينما أعطي صاحب الغنم الأرض يزرعها و يعيد زراعتها فإن أعادها أرد له أغنامه و أرد لصاحب الأرض أرضه

و هنا نزل داوود على قضاء إبنه الصغير سليمان و قال إنما القضاء ما قضيت

فلم يهتم داوود لكون الحق قد بدا على لسان سليمان ولده الصغير و هو ليس بنبي و ليس إلا غلام أصغر منه و لكنه إهتم فقط بأن الحق هو ما قال به فنزل عليه

و من هذه القصه نتعلم كيف يكون الحوار و كيف نصل للحق و الحقيقه

خامسا : إفساح المجال لكل المتحاورون فيأخذ كلا منهم دوره في الحديث .

و هذا يتضح من المثال السابق و سنزيد عليه في الردود إن شاء الله

فقط لا يسعفني الوقت

فإن للحديث بقيه هنا

فلتأذنوا لي

نبض القلم

منقول لفائدته ....

من طرف الرسن 2012-05-23, 11:38 pm

اسلمن ايديك على هذا الطرح الاكثر من رائع

من طرف amol 2012-05-24, 6:30 pm

من طرف **جمال المروج** 2012-05-25, 1:51 am

الرسن كتب:اسلمن ايديك على هذا الطرح الاكثر من رائع

الله يسلمك ياالرسن

من طرف homeland 2012-05-25, 4:48 am

مشكور استاذ جمال المروج.
وفقكم الله

من طرف المارد الأصفر 2012-05-25, 7:58 am

أخي الفاضل الحقيقه له وجه واحد والتحاور هو فن ولكن قبل ذلك درايه تامة بالموضوع المعروض للنقاش وتقارب في المستوى الثقافي حتى يفضي ذلك الحوار الى فائده وتتبين مكامن الغموض فيه حتى يقتنع أحد طرفي الحوار بالدليل والحجه ربما تلاحظ معي وخاصة هذه الأيام الكل يناقش وهو في قرارة نفسه لايعرف ابجديات النقاش وليست له درايه بذلك وربما لم يكمل كتابا في حياته وان قرأه لايخرج بفائده انا لست في مكان الناقد ولكن لايمكنني أن احاور رجلا حمل كتاب الله عن ظهر قلب مثلا وانا لاأعرف من القرآن الا آيات معدوده للصلاه فقط وأصلح له الأيات وأسباب نزولها وكيف تقرأ أعتقد اننا يجب ان نحترم عقولنا وثقافتنا وأن نسعى لنطورها ولاندخل في حوارات لمجرد الحوار أطلت عليك أخي الفاضل موضوعك أعجبني بارك الله فيك

هدف الحوار ...

هدف الحوار ...

رد: هدف الحوار ...

رد: هدف الحوار ...

رد: هدف الحوار ...

رد: هدف الحوار ...

رد: هدف الحوار ...