حينما يخطط الساعدي, وتدفع مزدة الثمن

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-06-17, 2:32 pm

حينما يخطط الساعدي, وتدفع مزدة الثمن
المنارة 17 يونيو 2012
بقلم: ازبيدة الورفللي
انها كما يقال (أخر الايام) حينما يخطط الساعدي عن بعد لفتنة قبلية في ليبيا, الساعدي الذي يعرفه كل الليبيين وخاص الشباب ورياضتهم وانديتهم, يعرفونه جيدا في إيطاليا, ويعرفون غزواته, وسهراته, وسياراته وصويحباته, وملياراته, وهوليوده, انه الساعدي الذي هرب قبل حتى اخته وامه.
حينما يخطط من نيامي ويتصل بشاكير ويتعاركا, وحينما يرسل الرسائل المشفرة حمزة التهامي – الذي هرب وترك هالة وحدها فالاستوديو – مستشارا له, وتقرب بينهما عيشة حينما يتعكر مزاج لاعب بيروجيا المدلل, هذه هي اخر الايام, حينما نرى صرعات البالتوك ونفخ الفيسبوك, والعصبية الضيقة لتأزيم ليبيا, انه الساعدي وخططه وبرامجه واهدافه, وملياراته التي سرقها وهربها وترك ابوه تائها على اطراف الرقم 2 في سرت.
هذا هو الساعدي ولنسأل عنه نوادي بنغازي العريقة وشبابها, ونوادي طرابلس الرائعة وشبابها, والمدينة الرياضية والشارع الرياضي الليبي, انه الساعدي الذي يخطط اليوم ويتصل ويتواصل ويرسل الرسائل, وتدفع مزدة الثمن, كنموذج للنظر لليبيا قبليا لا وطنيا, حيث دأب القذافي وابنائه على النفخ في القبلية واستغلالها, الامر الذي اضر جدا ببعض القبائل البسيطة الليبية التي جرها ويجرها بعض ابنائها الاغبياء والساعون لمصالحهم فقط بتسخير القبيلة لنصر الحاكم الواهم سابقا ولنصرة وراحة الساعدي في مرقده في نيامي.
مزدة الوادعة الهادئة التي تعبق شعرا ونثرا ووئأما بين كل سكانها, تلك القرية التي تركها القذافي تتخلف كسائر القرى الليبية حتى عام 2012 وتحت يده اكثر من 200 مليار يجوب بها الدنيا ويعرضها على العالم وادغال افريقيا, إنها مزدة يا سادة بلاد ابراهيم الفقيه, طريق فزان حيث القوافل والشعر والنكتة والحكمة والتدين,انها مزدة جارة اجليلة, ومرسيط ووسيق.
يالها من حالة غباء يأكل فيه غباء الاغبياء الاخضر واليابس ويأكل ايضا الوئام بين الناس, حينما يسوق البعض اهلهم لمعادة ثورة الشعب, تحت اسم القبيلة بهدف مرسوم بدقة وبرمجة ليصور وكأنه انقسام ليبي أو ثأر لإنهيار نظام غير مأسوف عليه, ذلك النظام الذي لعب عليهم وجَرهم لمعادة كل المنطقة الغربية من الزاوية ومصراته والجبل الغربي وباقي المناطق الليبية بكل قبائلها, بثمن بخس لا يتعدى بضع ملايين من الدينارات وأيضا توزيع مختلف انواع الاسلحة عليهم التي اراد توجيهها لصدور من تظاهروا ضد نظامه في كل ربوع ليبيا, تلك الاسلحة التي تفاخر بها احدهم على احد الثوار فقال له الثائر (هل اعطاك القذافي معها قلب).
يالها من حالة غباء حادة حينما يستمع فيها الجمع للساعدي, ومخططاته وبرامجه وحمزته وزمرته واحمد قذاف دمه, في الوقت الذي لم يسال احد منهم لماذا لم يأتي الساعدي الى ليبيا, ولا لماذا لم يأتي ليقيم وحده البوابات الوهمية ويقتل الثوار, ولماذا لا يأتي ليقاتل ويجادل, ولماذا هرب قبل حتى عيشة وصفية.