صالح بن عبدالله السليمان: العمق أم الحجم ؟؟؟

الأفكار العظيمة هي العميقة وليست الكبيرة، قد تكون الفكرة بسيطة جدا، ولكن عمقها يجعلها عظيمة، أقرأ عن هيئة خيرية صغيرة في الهند خرجت بفكرة تجبرنا أن نرفع لها القبعة.

الفكرة تتلخص في أنها أنشأت معهدا يقوم بعمل دورات تدريبية للنساء القرويات (النساء فقط) الأميات أو شبه المتعلمات على صنع وصيانة أجهزة تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية،

بالطبع حيث أن الكثير من النساء أميات، وبعضهن كبار السن ومنهن من هي جدة، استخدمت الألوان والأشكال في تعليمهن،

المعهد بسيط جدا جدا، فهو مبنى من دور واحد ذو سقف معدني،، قاعات التدريب لا تختلف عن أي فصل في قرية فقيرة. أجهزة بسيطة جدا جدا، كل شيء بسيط.

المتدربات من قرى صغيرة جدا، ولا شروط للقبول في الدورة إلا أن تكون سيدة، وتعيش في قرية. ليس مطلوب خبرات أو تعليم،

ونجحت الكثيرات، وهن الآن في قراهن يقمن بتصنيع أجهزة الطاقة الكهروشمسية وصيانتها مقابل مبلغ صغير جدا، وعندما أقول صغير جدا فهو ليس بمقياسنا، بل بمقياس القروي الهندي.

أصبحت الكثير من القرى الآن مضاءة بالطاقة الشمسية، مما وفر على الحكومة الهندية والقرويين مصاريف ضخمة لإيصال الكهرباء للقرى. والمشروع ناجح نجاح كبير.

استغربت في البداية لقرار المؤسسة الخيرية بان لا تقبل إلا النساء، ولماذا لا تدرب الرجال أيضا؟

ولكني صفقت لها عندما سمعت الجواب،

يقول المسئول عن المؤسسة، إنه عندما يتم تدريب الرجال، فإنهم سوف يغادرون القرية ويتجهون للمدن للبحث عن عمل، مما يتسبب في فشل الهدف من المشروع وهو خدمة القرى النائية، وتحسين مستوى معيشة القرويين، وتحسين دخل العائلات القروية ، وعدم نزع العائلة القروية من جذورها.

فالمرأة القروية مرتبطة بالتربة، مرتبطة بالعائلة والأطفال والمجتمع، وستبقى في القرية، وتعليمها سوف يساهم في تطوير القرى.

نحن في امتنا كم نحتاج لمثل هذه الأفكار البسيطة ولكنها عميقة، مما يجعلها عظيمة، لماذا نفكر في الحجم فقط، ولماذا يكون العظيم لدينا هو الكبير وليس العميق؟

صالح بن عبدالله السليمان