حصاد الزمن

حصاد الزمن

بسم الله

كلنا نعرف أن هناك مواسم للزراعة ومواسم للحصاد وهي ثقافة الفلاح التي يعرفها جيدا ويعرف بداية كل موسم ونهايته وما نوع البذور التي يمكن زراعتها في كل موسم ويرعاها ويحميها حتى يقطف ثمارها في موسم الحصاد .

ولكن السؤال الذي نود طرحه .. هل للزمن مواسم ؟ وهل موسم حصادنا كان مثمرا ؟
قالوا أن للزمن مواسم منها ما هو للإإستزراع وبالطبع بعدها مواسم للحصاد لما تم زراعته . فلو نظرنا في التاريخ الذي هو سجل الزمن الكبير, لرأينا في بلادنا رجال زرعوا في وقت راحتهم بذور القيم والأخلاق سواء في ثبات العقيدة وصدق العبادة في صور من الدب الجم والسلوك الطيب وحسن العلاقة فيما بينهم وحب للوطن منقطع النظير حتى انهم يرون نهاية الدنيا عند حدوده , بل تراهم يفضلون المأكولات الوطنية من غذاء ولحم علي غيرها حبا للوطن وفخرا بمنتجاته , كما أن الحب للوطن دفعهم بأن جادوا بأنفسهم عندما دعاهم الوطن أيام الغزو الأجنبي لهم وجابهوا اعتى الجيوش واعظم الأسلحة المتطورة وهم لا يملكون من العلوم العسكرية شيئا وانتصروا بفضل الله وبفضل طيب البذور التي زرعوها في الأبناء فوجدوها ثمارا تظرة طيبة وقت الحصاد .

هذه نقطة بسيطة من تاريخ الأجداد يسجلها لنا التاريخ .. فهل كان الخلف قد سلك طريق السلف وتعلم منهم وتمسك بالدين واللقيم والأخلاق واستطاع أن يزرع بذورا صالحة لنجدها وقت الحصاد مثمرة نافعة.

الناظر إلى بداية ثورتنا يجد فيها شيئا من ذلك التراث وهو المتمثل في الشجاعة التي يدفعها الحماس لمجابهة القوة المسلحة بالحجارة والعصي حتى تحصلوا على السلاح بجهدهم واصرارهم علي الجهاد حتى النصر .... ولكن سرعان ما تحولت تلك البذور إلى بذور غير صالحة للحصاد وإن تم حصادها فهي كثيرة الأشواك عديمة الفائدة ضررها اكبر من نفعها ... وتعفنت حتى اصبحت رائحتها تزكم الأنوف , وتصرفات اصحابها حادت عن المأمول والمألوف فكان الفغساد أكبر بكثير من الإصلاح , وكثر العويل والصراخ حتى اصبح صوت الحق مبحوحا وصوت الباطل صداح , واصبح المتفائل يوم امس متشائم اليوم ، والأمل الذي كنا نمني انفسنا به اصبح كالسراب كلما اقتربنا منه ابتعد .

اين ذهبت تلك الوطنيه واين اختفى ذلك الحب فيلا وقت الحاجة إليه فلم نعد نراه إلا في الزحام علي المصارف حبا في مخزونها فقط أو جمهرة امام إدارة حكومية مطالبين بمصالح شخصية حتى ولو كانت علي حساب مصلحة البلاد باكملها , فهل فسدت البذؤة وضاع الموسم .... يا للأسف !!

والحصرة والألم يعصر قلوبنا عند متابعة التحليلات السياسية في العالم حيث يرى المختصون أن مشكلة الربيع العربي هي الفقر وكثافة السكان وقلة الموارد .. ونحن من فضل الله علينا لم تصيبنا واحدة منها , فليبيا بلد غني وشعبنا قليل العدد ومساحة ارضنا تعدل قارة .. فأين المشكلة إذن ؟ ..

قالوا ليبيا مشكلتها مشكلة شعب .. شعب لم يستوعب الثورة ولا يعرف مراحلها حتى يصل إلى الدولة الديمقراطية المنشودة , بل توزعوا إلى فرق ومليشيات وأحزاب تنهب خيرات البلاد تحت شعارات مختلفة مستوردة جاؤا بها الحذاق والسماسرة واستغلوا طيبة الطبقة البسيطة التي هي غالبية الشعب , حتى أن مستقبل البلاد اصبح ضبابيا لم تتبين معالمه ولذلك ستكون المرحلة الانتقالية طويلة ونتائجها غير مأمونه ما لم تتدخل يد القدر للعودة باهلنا إلى الصواب .

ألا يوجد في هذا الخضم الكبير بذرة صالحة تنقذ الموسم من الانهيار, ألا يوجد من يغلب المصلحة العامة علي الخاصة في هذا الشعب ويرفع راية الحق حتى يراها الجميع لعلهم يفيقوا إلى رشدهم ويتنبهوا إلى وعورة طريقهم التي سلكوها فيعودوا إلى السبيل القويم لينجوا من الهلاك وتنجو البلاد من الضياع .

كلمات خزنها العقل لفترة ثم ثارت داخل النفس فخرجت متناثرة ربما لم تكن محبوكه جيدا ولكن كلماتها واضحة المعاني غي رايي تعبر عن مأساة وطن وضياع شعب نتيجة لخروج قطار الثورة عن مساره .

فإن كانت كلماتي ينقصها الوضوع ويغلب عليها التشائم فنرجو المعذرة من الجميع لأنها كانت نتاج الإحساس بالألم لما يجري في بلادي من امور عكس ما كنا نتوقع من ثورتنا .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك استاذنا الفاضل
ولد الجبل..كل كلمة كتبتها هي الواقع الذي نشعر به ونتمني من الله القدير ان يساعد هذا البلد لتخطي هذه
العثرات التي كثرة في طريقنا..
ويصلح الله الحال..
وفقكم الله

صح اللسانك وكلامك واقع وانا امعاك في كل كلمه وكل حرف قلته
الي حاصل توا ثمار 42 من الضياع الفكري والاخلاقي هذي الي زرعها الطاغيه والانتهازية وحب الملك والجهويه وللاسف استغلت قوة من الخارج محسوبه علي اللانظام السابق وكلنا نعرفها علاقه قطر والاخوان وغيرهم من دعاة الاصلاح الاصلاح علي حساب دماء الالاف من الشهداء في فترة حكم الطاغيه من اعدمو شنقا في الجامعات والميادين من قتلو في سجن بوسليم اطفال الايدز و ضحايا الطائرة وغبرهم من تم تصفيته في الخارج كل هؤلاء في سبيل التقرب من الكرسي او الجلوس عليه لم يكن لهم مبدأ ولا قانون واليوم يلعبون بنفس الطريقه ويستغلون ثمرات ما زرعها زعيمهم الاوحد وقائد الثورة كما كان يقول شيوخهم في احتفالات المصالحه ومشروع ليبيا الغدر .
الشي الثاني خيرات البلاد هي كانت سبب البلاء علي ليبيا من فترة الغزو الاسباني وما تليها من غزوات علي ليبيا الي فترة القذافي والان كذلك هي سبب كل البلاء والمشاكل تكالب تيارات علي الكرسي في ليبيا لسببين لا ثالث لهم الاول تقدم وتطور ليبيا يعني فقدان منطقه الخليج العربي وخاصه قطر الثاني هو دعم هذه التيارات في الخارج وخاصه الاخوان المسلمين في مصر وتونس وغيرها من الاقطار الي يتحكم فيها هذا الحزب والكل يعرف بأن الاخوان ولائهم للحزب والمرشد الاعلي وليس للوطن وايضا مصدر التمويل والدعم المالي موحد هذه هي سبب الفوضي والدمار الحاصل الان في ليبيا
اسف لو خرجت عن اطار الموضوع

بالفعل أخي "ولد الجبل" قد توزع أهل ليبيا إلى فرق ومليشيات وأحزاب تنهب وتبذر في الثروات تحت مسميات وشعارات مستوردة عابره لحدودنا الجغرافيه ومخالفه بكل المقاييس لثقافتنا وعقيدتنا التي جبل عليها جيلنا ، ثقافه جاء بها الحذاق ، والسماسرة ، والتبع بدون علم لما يدور حولهم ، وذوي الجنسيات المزدوجه ، وهي فئات لا تمثل سلوك وثقافة أهل ليبيا ، واستغلوا جميعا طيبة وبساطة غالبية أهلنا , حتى أن مستقبل البلاد اصبح في خطر... وأصبحت المعالم أكثر ضبابيه والنتائج غير مأمونه ، ما لم تتدخل يد القدر ليتنادى العقلاء من أهلنا للعودة بالوطن إلى الصواب .
ألا يوجد من أهل ليبيا عقلاء همهم إنقاذ الوطن من الانهيار , ألا يوجد في هذا الشعب من يغلب المصلحة العامة علي الخاصة ، ويرفع راية الحق حتى يراها الجميع لعلهم يفيقوا إلى رشدهم ويتنبهوا إلى وعورة طريقهم التي سلكوها فيعودوا إلى السبيل القويم لينجوا من الهلاك وتنجو البلاد من الضياع .
كلمات أخي "ولد الجبل" صغتها أنت ، اوجزت فأجدت ، وهي كلمات محبوكه جيدا ، واضحة المعاني لكل ذي بصيره ، تعبر عن مأساة وطن ، وضياع شعب ، نتيجة لخروج القطارعن المسارات الصحيحه . كلمات تعبر عن الاحساس بالألم الذي نشاطرك أياه فيما جرى ويجري في بلادنا من امور في هذه المرحله الصعبه.

إخوتي : جمال +أختي homeland +محمد اللافي + ابن البادية : لكم شكري وتقديري علي حسكم الوطني وشعوركم بالخطر الذي يهدد ثورتنا ومصالح وطننا الحبيب وما كتبت كلماتي هذه إلا إحساسا بالألم لما يحدث لعلي اجد من يشاطرني ... فكانت كلمات جمال المتفائلة والداعية للصبر والجد .....ومشاكة اختي homeland لنفس الشعور .. ومقالة محمد اللافي التي شخصت المشكلة ووضحت اسبابها ... ومداخلة الدكتور ابن البادية التي جست الموضوع كجس الطبيب البارع في وضع يده علي المرض واسبابه من اجل إيجاد انجع الأدويه .....
بارك الله فيكم .. وحفظ الله ليبيا من كل مفاسد العصر واصلح الله الليبيين من اجل نجاح ثورتنا وقيام دولتنا ..

نشكور اخى انت مميز دائما وانست المنتدى وين الغيبة

شكرا ابني استار علي الاطلاع والاستفسار عن غيابي .... منعني عنكم النت كان الكابل مقطوع . بارك الله فيك ....