الانتخابات وخمس احتمالات !

الانتخابات وخمس احتمالات !
بقلم / د. محمد جبريل العرفى
الليبيون وجدوا انفسهم فى موقف الاختيار بين المر والامر منه اى الاختيار بين تيار فيران السفينة الذين قفزوا منها بمجرد اشاعة وزير خارجية بريطانيا بان القائد قد فر الى فنزويلا , او صدقواخديعة الجزيرة بان احياء فى طرابلس تم تهديمها على سكانها وان الزاوية سويت بالارض وكذبة المرتزقة والاغتصاب .وبين تيار العثمانيين بمشاربهم المتباينة وولآتهم المتعددة , وواجهاتهم المختلفة. من القاعدة وامها واخواتها , من تكفيريين ظلاميين وخوارج العصر والاخوان المنافقين .لقد انتخب الليبيون تيار فيران السفينة ليس حبا فيهم بل كرها فى تيار العثمانيين تجار الدين . مثلما فعل المصرين ليس حبا فى الاخوان ولكن كرها للفلول .
وكما يقول كاتب متزن فى صفحة الحوار السياى الليبى:
" الليبيين, والذين اختاروا تحالف محمود جبريل , هربا من سيطرة الإسلاميين , وتفويتا للفرصة على الإخوان المسلمين , الذين أثبتت التجارب أن صلاحياتهم منتهية واسطواناتهم مشروخة و مبتغاهم ماثل للعيان , فهم أرباب اسطوانة " لا ينكر المحسوس إلا الممسوس " ! , فأي مخالف لهم يعتبر في ثقافتهم يعاني من المس , الواجب للعلاج بالكي , أو السياط , أو ربما القتل !, وكان هؤلاء الناس , ومن ضمنهم فئة من المؤمنين بالنظرية العالمية الثالثة , كمن هو بين خيارين أحلاهما أمر. بالإضافة إلى طبقات أخرى كان الدافع القبلي و الجهوي وراء اتخاذها قرار التأشير على خانة تحالف القوى الوطنية , في الانتخابات التي أعترف أنها كانت نزيهة وناجحة , على الأقل حتى الآن! ".
وهذا نتفق معه فى التحليل . اذا تيار فيران السفينة لم يفز الا باصوات الخضر لانهم وجدوه احلى الامرين .كما انهم لا يختزنون اتجاهه ممارسات قتل وتعذيب وتشريد وانتقام مثل ما يكنونه من حقد على تيار العثمانيين بشقيه القطرى بقيادة بالحاج والتركى بقيادة الفورتيه ,والتكفيريين الظلاميين من الوهابييين وتنظيم القاعدة .
المشهد الان ينبئنا بخمس احتمالات على الاقل :
الاحتمال الاول :ان يقوم العثمانيون بحرق صناديق الاقتراع والحواسيب والمستندات والوثائق وينسبون ذلك للطابور الخامس . بمعنى الغاء النتائج باسلوب البلطجة
الاحتمال الثانى : ان يقوم العثمانيون بتزوير النتائج وهذا محتمل لان كل اعضاء المفوضية من الاخوان المنافقين . وعندها ستشتعل ثورة شعبية فى كل اركان ليبيا لا يمكن التنبؤ بنتائجها.
الاحتمال الثالث :ان يعلن فوز فيران السفينة , فتبدأ ردت فعل عنيفة من العثمانيين مستخدمين التكفيريين الظلاميين ومفتيهم وتجرى انهار من الدم وندخل فى دوامة الاقتتال , لا احد يستطيع التنبؤ بنهايتها .
الاحتمال الرابع : ان تتم عملية انقلاب على المنشف وحكومة الانتداب المستورده ,من قبل الخاسرون للانتخابات , والاكثر تأهيلا لذلك العثمانيين , وقد يستدرجو معهم بعض القبائل المتفككة.
الاحتمال الخامس : ان تمر العملية بسلام ويبسط فيران السفينة سيطرتهم القانونية والعسكرية والامنية بدعم من حلفائهم فى الغرب .وعندها ستدخل البلاد فى تجريب تجربة فاشلة حيث سيفرض نظام تقليدى برلمانى حزبى جمهورى .الليبيون يحبون التجربة سيجربونه وسيكتشفون فشله فى نهاية المطاف ويعودون للنظام الجماهيرى .
العنصر الفاعل والرابح الاكبر والورقة الرابحة فى كل هذه الاحتمالات هم انصار الشرعية. فسيتودد اليهم كل الاطراف وسيستعين بهم من يريد التحكم فى البلاد .
وهنا سيكون امامهم الفرص لاسترداد الشرعية بالوسائل السلمية . او بالمقاومة المسلحة عندما يتم انهاك كل الاطراف وتجذر سخط الشعب من الوضع . وتأكد للعالم ان ليبيا عجينة من القبائل خبازها قتلوه .

فهل توجد احتمالات اخرى ؟ هذا سؤال مطروح على المهتمين بمتابعة تطور الوضاع.

المقال يعبر عن رأى الكاتب