الانتخابات في ليبيا ... أثارت دهشة الأعداء قبل الاصدقاء ..!!

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-07-12, 8:53 am

الانتخابات في ليبيا ... أثارت دهشة الأعداء قبل الاصدقاء ..!!
خاص ليبيا اليوم – عماد المدولي
اثارت انتخابات المؤتمر الوطني في ليبيا اعجاب ودهشة الكثيرين، فبالرغم من كل المعطيات التي لا تبشر بنجاح الانتخابات من انتشار السلاح و وجود بعض الميليشيات المسلحة التي لا تتبع الدولة و ظهور انقسامات في المنطقة الشرقية المتمثلة في المطالبين بالفيدرالية، كل هذه المؤشرات و غيرها كانت لا توحي بنجاح العملية الانتخابية حتى عند أكثر المحللين السياسيين تفاؤلا .
لكن الشعب الليبي الذي فاجأ العالم كله بثورته أبى إلا ان يدهشه مرة اخرى بنجاح أول انتخابات للبلاد بعد أكثر من ستين عاما .
و تظهر المؤشرات الاولى لهذه الانتخابات تقدم حزب تحالف القوى الوطنية الذي يضم العديد من الاحزاب الوطنية بقيادة الدكتور " محمود جبريل " .
اسباب

ولا يستغرب الكثيرون هذا التقدم وذلك بسبب شعبية " جبريل " في الشارع الليبي ، كما ان تخوف البعض من الاحزاب المحسوبة على الإسلاميين بعد الكثير من الأقاويل والشائعات التي اثيرت حولهم زاد من منتخبيه.
وبالرغم من ذلك هناك آخرون يتخوفون من صعود " جبريل " وحصوله على اكبر عدد من المقاعد في المؤتمر الوطني، بينما يرى مراقبون بأنه ليس هناك أي داع لهذا التخوف ، حيث سيبذل التحالف قصارى جهده في سبيل تقديم الأفضل للبلاد لأنه – حسب رؤيتهم – عندما يقدمك الشعب على الآخرين ولم تقدم المطلوب منك فإن هذا الحب والتقدير سينقلب الى عكس ذلك تماما ،حيث من المتوقع ان يقوم " جبريل " بالترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة لذلك سيحاول ان يظهر في احسن وضع و إلا فلن يكون له أية حظوظ في الانتخابات القادمة .
عواطف

وأشار بعض المختصين في الشأن الليبي الى أن الكثير من الاصوات كانت على اساس عاطفي بالدرجة الاولى ، حيث تحصل الكثيرون ممن برز نجمهم أثناء الثورة على اصوات عديدة بالرغم من قلة فقهم في الجانب السياسي .
ويضيفون بأن هذا الامر ليس سيئا لدرجة كبيرة ، ولكنه سيختفي خلال الانتخابات العديدة القادمة ، حيث سيكون هناك فرصة للمرشحين أن يُعرفوا بأنفسهم للجمهور، وبذلك سيكون التصويت على اساس الخبرة والكفاءة ولن تكون للعاطفة أي مكان حينها.
كما لوحظ في هذه الانتخابات انكماش ولو بسيط للحساسية القبلية ، حيث ظهرت مؤشرات تشير الى صعود حزب تحالف القوة الوطنية على حساب باقي الاحزاب في المناطق الشرقية وهو بالطبع حزب محسوب على " جبريل " الذي ينتمي الى قبيلة " ورفلة " التي تقطن غرب ليبيا ، وهو يعتبر مؤشر جيد للبلاد في الخروج من دوامة القبلية والجهوية .
إشادة دولية

وذكر " راديو فرانس انتار" أن هذا التصويت، الأول من نوعه على مدى نصف قرن، بعد ثمانية أشهر من سقوط القذافي ، وأول الدروس المستخلصة من هذا اليوم : مشاركة جيدة في عمليات التصويت مع بعض أعمال العنف، حيث لم يستطع 24 مركز اقتراع مباشرة العمل لكن سرعان ما تمت السيطرة على الموقف.
و بلغت نسبة المشاركة 60%، حيث بلغ عدد الناخبين 1,7 مليون ناخب تنقلوا إلى صناديق الاقتراع في أجواء هادئة بشكل عام. وكان التنظيم والأمن جيدين.
وأشارت "فرانس انتار" إلى أن الليبيين الذين لم ينظموا اقتراعا وطنيا منذ 1961، تحت حكم الملك إدريس السنوسي، رفعوا عددا من التحديات على مستوى الترتيبات اللوجستية لكن كل شيء مر على ما يرام.

خطوة مهمة
و اعتبر الرئيس الأمريكي " باراك أوباما" مساء السبت، أن أول انتخابات حرة في ليبيا منذ عقود تمثل "خطوة مهمة أخرى" في طريق انتقال البلاد نحو الديمقراطية.
وقال "أوباما" في بيان "باسم الشعب الأمريكي، أتقدم بتهاني لشعب ليبيا على خطوة مهمة أخرى في انتقالهم الرائع نحو الديمقراطية"، مضيفا: "بعد أكثر من 40 عاما كانت ليبيا خلالها تحت قبضة ديكتاتور، انتخابات اليوم التاريخية تظهر أن مستقبل ليبيا هو بين أيدي الشعب الليبي".
كما نقلت وكالة الأنباء الإيطالية الخاصة "إيجي" تصريح وزير الخارجية الإيطالي "جوليو تارسي" حول الانتخابات التي جرت لأول مرة في ليبيا.
ويبدو موقف " تارسي " معبرا عن موقف الحكومة الإيطالية التي تبقى مطمئنة على مستقبل ليبيا، خاصة وأنها مستعدة لدعم البلاد سياسيا واقتصاديا بما يبني سلاما دائما وأمنا مستمرا في المنطقة.
وقال تارسي: إن ما يحدث اليوم في ليبيا يعد نجاحا مهما لكل الشعب الليبي وليس فقط للقادة الذين نظموا الانتخابات ، فقد تم اليوم البدء في مرحلة لم تعشها ليبيا من قبل.
ثــــقة

وأضاف: إن إيطاليا هى من أول الدول التي تثق في أن بناء الديمقراطية في ليبيا ممكن في السنوات القادمة، نظرا لأن الشعب الليبي أظهر أن له القدرة اليوم على فهم السياسة وعلى الاختيار، وقد اختار اليوم تجاوز الماضي والسير نحو المستقبل.
ونقل الوزير رضا الحكومة الإيطالية التام على أجواء الانتخابات وغياب العنف وضبط النفس الذي أتسمت به العديد من الأطراف السياسية والمقاتلة.
عرس ديمقراطي

و تابع مراسل صحيفة "لونيتا" في ليبيا سير العملية الانتخابية، مشيرا إلى أن البلاد التي تخلصت من حكم القذافي تعيش عرس الديمقراطية بوصولها لهذه المرحلة التي لم تكن منتظرة قبل أشهر، في ظل حالات العنف وانقسام الساسة حول موعد الانتخاب.
و هذه الانتخابات تعد نجاحا مهما في مسيرة الليبيين وبالأخص المجلس الوطني ، الذي يعمل منذ ـشهر على المرور نحو مرحلة جديدة بدأت تتضح ملامحها منذ الآن.
وتعد نسبة الإقبال التي بلغت 60 بالمائة تقريبا نجاحا ، خاصة أن أعداء الثورة راهنوا على نسبة إقبال ضعيفة، لكن خابت آمالهم عندما اقبل الجميع ومن مختلف الأعمار والأجناس على الانتخاب مما يضفى شرعية أكبر على القادة الجدد ويدعم صورة ليبيا بالخارج لرغبة الشعب في تغيير حقيقي.
انتهاء الخوف

وقد تم تجاوز الخوف لدى الكثيرين، ولم تؤثر الحوادث الأخيرة على سير الاقتراع ، إلا في بعض المكاتب القليلة في منطقة الشرق. مما يقلل من حجم العنف الذي كان الخطر الأكبر المهدد للاستحقاق الانتخابي.
و ذكر موقع قناة "دويتشه فيله" الألمانية أن الليبيين احتفلوا بإجراء أول انتخابات حرة منذ 60 عاما في خطوة أسدلت الستار على حقبة القذافي، وسط إشادة دولية بالانتخابات التي وصفها الاتحاد الأوروبي بـ"التاريخية" واعتبرتها واشنطن: "علامة ديمقراطية فارقة".