من النفق إلى الأفق

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-07-20, 12:23 pm

من النفق إلى الأفق
خاص ليبيا اليوم
فاز تحالف القوى الوطنية بالترتيب الأول في نظام القوائم الحزبية لانتخابات المؤتمر الوطني العام ، وهذا ما قد يؤهله لتشكيل الحكومة في حال انضم إليه من المستقلين ما يجعله يحافظ على هذه الاغلبية ، او نجح في عقد تحالفات مع أحزاب أخرى أوصلته إلى أغلبية المقاعد في المؤتمر ، وهو ما يطرح تساؤلا على التحالف حول من سيكون مرشحهم لشغل منصب رئيس الحكومة ؟ فلقد صرح الدكتور محمود جبريل وهو رئيس التحالف بأنه يرغب فقط في أن يكون مستشارا للرئيس القادم أو لرئيس الوزراء على الأقل ، وبنى جبريل قراره على علمه بأنه لا يصح له وفقا للإعلان الدستوري أن يتولى منصبا في المؤتمر ولا في الحكومة المنبثقة عنه ، ويرى مراقبون أن الخروج من هذا المأزق لا بد له من توافق على مرشح لرئاسة المؤتمر الوطني وآخر لرئاسة الحكومة يتاح لهما من الدعم والمؤازرة ما يمكنهما من قيادة هذه المرحلة والعبور منها إلى مرحلة الدستور والانتخابات البرلمانية وربما الرئاسية ، ويجري تداول أسماء عديدة لملء هذا الفراغ ، فالبعض يطرح اسم محمد المقريف كرئيس للمؤتمر ، والبعض يطرح أسماء اخرى ، كما أن هناك عديد الأسماء المطروحة لرئاسة الوزراء ، قد يحصل عليها توافق نسبي ، ويجادل هؤلاء بأن هذه المرحلة هي مرحلة توافق من أجل إنجاح التحول الديمقراطي وليست مرحلة تحقيق نصر حزبي أو إنجاز شخصي ، يذكر أن محمود جبريل قاد المكتب التنفبذي لأشهر قبل تحرير طرابلس ثم قام المجلس الانتقالي بحل المكتب التنفيذي إثر اتهامهم بالتقصير الإداري في حادثة اغتيال اللواء يونس ، ثم رفض جبريل تولي تشكيل الحكومة الانتقالية بعد انتهاء فترة المكتب التنفيذي ، فأوكل تشكيلها للدكتور عبدالرحيم الكيب ، وشارك جبريل في انتخابات المؤتمر الوطني بتحالف من 61 حزبا انسحب 5 منهم قبل موعد الانتخابات ليخوضوها منفردين ، وأسفرت النتائج النهائية للانتخابات عن حصول تحالف القوى الوطنية " تحالف جبريل " على 39 مقعدا تلاه حزب العدالة والبناء - الذي يشارك فيه الإخوان بنحو 500 عضو من بين ما يزيد عن عشرة ألاف عضو من المستقلين - ب17 مقعدا ، وهو ما يعد نصرا لتحالف جبريل في نظام القوائم على الأقل ، وبعد سجال بدأه رئيس حزب العدالة والبناء باتهامه لبعض من صوت لجبريل بأنهم من الازلام ، علا صوت التوافق ، وارتفعت وتيرة التصالح ، وهو ما يريده الليبيون من مرشحيهم في هذا المؤتمر تعزيزا لعوامل الاستقرار وتمتينا لعوامل الوحدة وتغليبا للاعتبارات والمصالح الوطنية على كآفة الاعتبارات الاخرى والمصالح الفئوية ، وينتظر أن يتم عقد تحالفات إضافية تحت قبة المؤتمر قد تجعل المشهد يبدو مختلفا شيئا ما ، فهل نحن نقترب من تشكيل حكومة توافق وطني تنقلنا من النفق إلى الأفق أم ... ؟ ، ويبقى الترقب سيد الموقف .
التاريخ : 18/7/2012