التغيير المذهل في ليبيا

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-07-22, 9:34 pm

التغيير المذهل في ليبيا * باتر محمد علي وردم
عندما كان القذافي يرسل تهديداته ووعيده ضد الثوار ليلاحقهم “زنقة زنقة دار دار” ويخيف الناس بأن تنظيم القاعدة سوف يحكم ليبيا في حال سقط نظامه، كانت وسائل الإعلام العربية تلاحق كل شاردة وواردة وكذلك الحال عند سقوط باب العزيزية واعتقال القذافي وقتله. ولكن بعد انتهاء الإثارة تراجع اهتمام الإعلام العربي وحتى الدولي بما يحدث في ليبيا، ومن ضمن ذلك انتخابات أعضاء المؤتمر الوطني العام والتي شهدت نتائج مذهلة وغير متوقعة مقارنة بالتاريخ السياسي لليبيا.
منذ استقلال ليبيا عن الاستعمار الايطالي ودخولها عصر حكم الملك إدريس ومن بعده ثورة القذافي مرت 70 سنة تقريبا لم تشهد فيها ليبيا حياة سياسية حقيقية تضم الأحزاب والمؤسسات السياسية الوطنية، وتم استبدال ذلك بالمؤتمرات الشعبية البائسة ومزاجية القذافي في إدارة الدولة. غياب الثقافة السياسية الحزبية وطبيعة المجتمع الليبي القبلية وتباعد المراكز الحضرية عن بعضها البعض جعل معظم المحللين يعتقدون ان الانتخابات سوف تفرز ايضا سيطرة تامة للإسلاميين والقوى القبلية ولكن المفاجأة كانت أن ما حدث هو العكس تماما.
فاز تحالف القوى الوطنية الليبرالي بما مجموعه 39 مقعدا من أصل 80 مخصصة للأحزاب السياسية (من مجموع 200 مقعد، اي نسبة 40% للأحزاب وليس 10% كما في قانون الانتخاب الأردني!) مقابل 17 مقعدا للإسلاميين و 24 مقعدا موزعة على أحزاب أخرى بينما بالطبع فاز 120 عضوا مستقلا. هذه النتائج هي في عكس التيار السائد في كافة الدول العربية التي شهدت الثورات والتغيرات الإصلاحية (تونس، مصر والمغرب) وتدل على دوافع مثيرة للاهتمام لدى الناخب الليبي في التصويت وبحاجة إلى المزيد من البحث والتحليل.
لا تزال التحديات أمام ليبيا كبيرة جدا وأولها التمكن من تشكيل حكومة وطنية توافقية لإعادة بناء بلاد دمرتها عقود طويلة من التخلف الإداري والسياسي الذي رافق نظام القذافي وهي مهمة ليست سهلة وتتطلب تشكيل حكومة تعكس نتائج الانتخابات الأخيرة وتجمع ما بين الحزبيين والمستقلين وتحقق التوازن المطلوب بين المدن والأقاليم المختلفة.
بعد ذلك هنالك مهام في غاية الصعوبة ومنها نزع سلاح الميليشيات القبلية والتي شاركت في الثورة ضد القذافي ثم بدأت بتكوين “مؤسسات” عسكرية صغيرة للثأر والانتقام من القبائل التي ناصرت القذافي ولا زالت هذه الميليشيات ترفض الإنضمام لعملية تحديث ديمقراطي وطنية، وكذلك الحال في مواجهة نزعات “استقلالية” لبعض المدن مثل بنغازي ومصراتة وغيرها وهي مدن يتم إدارتها من خلال حكومات محلية ترفع من وتيرة دعوات الخصوصية والانعتاق من الحكومات المركزية، وهذا الأمر ينتشر في بعض المدن الأخرى في شرق ليبيا.
التغيرات الجذرية في الدول تكون عميقة وذات نتائج طويلة ولكنها نادرا ما تحظى بمتابعة تحليلية من وسائل الإعلام التي تركز على الخبر المثير ولكن الدور الآن على المحللين السياسيين اصحاب الخبرة في الوضع الليبي ليقدموا الأجوبة حول النتائج الغريبة للانتخابات الليبية وكيف جاءت بعكس التوقعات وكذلك عكس التيار السائد في الدول الأخرى في شمال إفريقيا.

من طرف اسماعيل ادريس 2012-07-23, 2:18 am

شكــــــــــــ التغيير المذهل في ليبيا 999507

ـــــــــــــــــــــرآ وبــــــــــــــارك الله فيـــــــــــــــــــــك

التغيير المذهل في ليبيا

التغيير المذهل في ليبيا

رد: التغيير المذهل في ليبيا