الشعور بالوطنيه

الشعور بالوطنية

بسم الله

ما من إنسان إلا وله مشاعر وأحاسيس نفسية داخلية تستقر في قلبه وتسيطر علي تفكيره وتظهر في آرائه وأحكامه التي يصدرها في كل امر من امور حياته ، فإن كان له حرية التصرف فيها والنطق بها والتعبير عنها اكسبته راحة قلبية وطمأنينة نفسية وظهرت في حركاته علي صورة فرح واستبشار بالحياة ، وإن كبتت وعطلت هذه المشاعر والأحاسيس فإن الإنسان يعيش كئيبا حزينا كأنه تائه في الحياة بلا هوية يعرفه الناس بها ولا عنوان للحياة في الحاضر ولا منظور مبشر للمستقبل .
هذه النتيجة لمستها في نفسي وظهرت في تغير احوال من حولي من الأصدقاء والجيران وحتى داخل اسرتي حيث رأيت شعور بالوطنية منقطع النظير عند الليبيين حبا لبلادهم تشع به نظراتهم وتهتف به كلماتهم في كل مناسبة يرفعون رايتها ويتابعون اخبارها ويتضرعون إلى الله أن يحميها ويبسطها أمنا وعدلا ، هذا الشعور تحرك وانتشر بيننا بصورة واضحة بعد الانتخابات حيث أحسسنا بأننا اصحاب هذه الأرض ولذلك شاركنا في بناء دولتنا بحق وحرية . وليس سياسيا فقط وإنما أمتد الحب للوطن وظهر في امور اخرى لم تكن لها اهمية في السابق حيث رأيت الشيوخ والعجائز وهم يتجمعون حول التلفاز يتابعون مباريات المنتحب الليبي ويشجعونه بطريقة عفوية تظهر الحب المفقود في الزمن الماضي .
وقد اصبحت كلمة ليبيا هي الهوية والعنوان لنا وقد وجدناها بعد سنين طويلة من فقدها بعد ان تخلصنا من كلمة لا تعني لنا إلا البؤس والشقاء لأننا عشنا عبيد تحت مالكها وهي كلمة ( جماهيرية القذافي ) والجميل أن نسيناها بسرعة ولم يعد لها مكانة في نفوسنا واصبح الهتاف بكلمة جميله في نطقها عظيمة في مكانتها في النفوس لها وقع جميل علي الكبار والصغار خاصة لمن عاش في الخمسينات والستينات .ليبيا ليبيا ليبيا . ولم يبق إلا الإخلاص في العمل وبذل الجهد في فترة البناء هذه حتى نسرع بوضع الأسس السليمة لدولة ديمقراطية تسع الجميع .
نسأل الله العلي القدير أن يحمي ليبيا وأهلها وان يبسطها امنا وعدلا وأن يهدي الجميع إلى طريق الصواب حتى نبني بلادنا في جو من الألفة والوئام ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته