بلحاج: " على من يحرم العمل السياسي أن يعي أنه لا يوجد فصل بي

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-07-27, 5:29 pm

بلحاج: " على من يحرم العمل السياسي أن يعي أنه لا يوجد فصل بين الدين والسياسة "
المرصد الليبي – ليبيا اليوم.
صرح عبد الحكيم بلحاج في مقابلة مع صحيفة العرب نشرت بتاريخ 23 يوليو 2012 أنه ينتمي للتيار السلفي وليس للإخوان المسلمين، إلا أن السلفية عنده مدارس، فمنها من لا تتبنى العمل السياسي ومنها مدارس سلفية علمية دعوية ومنها مدارس تتبنى العمل السياسي، وهناك من الشباب الذي يتبنى آراء تنسب إلى السلفية، مشيرا إلى أنه لا يوافق على الآراء التي تفتي بتحريم العمل السياسي وتكوين الأحزاب والانخراط في العملية الديمقراطية.
وردا على من يحرم العمل السياسي بمفهومه الحالي يقول إنه لا يوجد فصل بين الدين السياسة في الإسلام.
أما بشأن رد فعل البعض الغاضب على نجاح الإسلاميين في الانتخابات، قال إنه لا يرى مبررا لمثل تلك المواقف ويتعجب ممن يسوؤه أن يرى تقدم الإسلام في هذا الشأن ويرى أن تصرف هؤلاء غير مقبول.
النموذج التركي
ويقول بلحاج إن "النموذج التركي استطاع أن يقدم شيئا للناس لأن الأتراك نجحوا في الجانب الاقتصادي، وفي جانب المطالبة بالحقوق، لكن عندما نتحدث عن الإسلاميين لابد أن نتحدث عن مصالح كبرى، نتحدث عن حقوق الإنسان، لماذا تختزل الشريعة في جانب عقوبات، عندما نتحدث عن الإسلام لا يجب أن يختزل، لابد أن نتكلم عن منظومة متكاملة تتحدث عن حقوق الأقليات، عن حقوق المرأة، عن منظومة اقتصادية رائعة".
وأضاف "نحن نتحدث عن أمن اجتماعي، نتحدث عن سياسية إسلامية، لماذا لم يتم النظر في هذه المعاني العظيمة وهي التي تنعكس على أداء الناس وعلى تقدم البلاد، على الأمن الذي سيزرع بين الناس، أما من يشذ عن هذه القاعدة فيعاقب".
أما عن موقفه من الولايات المتحدة والغرب من خلال تعاملهم مع الثورات العربية، يرى عبد الحكيم بلحاج أن الغرب رضي بالأمر الواقع بمعنى أن هذه الثورات هي النتيجة الطبيعية لتسلط أي حاكم جائر، حسب قوله، "وعلينا كشعوب عربية أن ننظر إلى واقعنا ومصالحنا وإلى ما يتعلق بنا نحن، انتماؤنا إلى دين وإلى ثقافة وإلى هوية وإلى مجتمع وإلى حضارة".
وأضاف "عندما نتحدث عن الثورة وتفجرها فهي أشبه بالحصان الجامح لا تستطيع أن تقف أمامه، ولكن ربما يتم العمل على تحريك المسائل وهذه هي السياسة، نحن نريد أن نقدم نموذجا جديدا، لسنا ضد مصالح الناس أو ضد حقوقهم، وليس لدينا ما يخيف، هم لديهم صورة معينة عنا، وأحيانا يحمل الإسلام سوء تصرفات بعض منتسبيه، وهذا لا يجب أن يكون ونحن نرد هذا الأمر ونصححه".
رؤية صحيحة
وبين بلحاج أن الغرب أحيانا يضخم الأمور، مشيرا إلى أن الإسلام ضد العمليات المسلحة التي تستهدف المدنيين. "لا شك أن الإسلام ضد هذا العمل وهذا العمل يحسب على الإسلام وهو لا يحسب على فئة أو مجموعة وهذا ما يجعل القول أن هذا الدين يأمر بفعل هذا، ونتيجة لعدم الدراية بالإسلام يضخم هذا العمل ويساء به إلى ديننا، ونحن رأينا بعد أحداث 11 سبتمبر قد ضيّق حتى على الجمعيات الخيرية".
وأشار إلى أن هناك إرادة لتأسيس منظومة تقوم على احترام المسلمين لأنفسهم وتقديم الرؤية الصحيحة للإسلام، بإرساء دولة القانون، دولة تحمي مواطنيها تكون الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة هي الأساس وذلك في ظل الاحترام ، إضافة إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، حسب قوله.
وبين أن "الغرب كان يستفيد من أمثال القذافي وبن علي ومبارك وكان يدعم هؤلاء الحكام ونحن كنا ضحايا هذه الأنظمة وأنا منهم، فالقذافي وأنتم تعلمون لم يراع يوما حقا من حقوق الإنسان، ونحن اليوم نطالب بإقامة العدل والعدالة، نحن نريد أن نتفق مع المجتمع الإنساني نريد أن نضع معايير جديدة للتعامل فيما بيننا ومع الآخر".
مساواة
وفي رؤيته لدور المجلس الانتقالي والحكومة ودورهما في الحفاظ على أمن ليبيا وموقفه من فوضى السلاح، أكد بلحاج أن الإخفاق كان هو النتيجة. فالتحدي الذي يواجه الليبيين الآن له مسبباته حسب رأيه، من ذلك هامش اللاقانون المتمثل في انتشار الكم الهائل من السلاح.
وفي حديثه عن موضوع الفيدرالية، بين بلحاج أن ليبيا مقسمة والثورة لم تكن من اجل تقسيم ليبيا بل للحفاظ على وحدتها. وقال "قمت بزيارة الإخوة في الشرق الذين يدعون إلى الفيدرالية وتناقشت معهم، هم متخوفون من التهميش، ونحن ندعو الجميع إلى ضرورة مراعاة كل أجزاء ليبيا وان تكون المساواة بين كافة مناطق ليبيا في كل الحقوق والواجبات".
وأبرز أن المجلس الانتقالي الحالي هو الذي خلق هذه الفتنة وهو الذي أربك الأمور في البلاد. وأشار إلى أن ليبيا كانت كلها مهمشة أخذها القذافي واستولى عليها وأراد أن يختصر التاريخ في شخصه، والجغرافيا في خيمته وهذا هو الواقع الذي كانت تعيش ليبيا، فلم تستفد ليبيا من أموال النفط، وكانت الأموال تذهب إلى مجموعة من المنتفعين، قائلا: "نحن نريد أن تكون كافة مناطق ليبيا على قدم المساواة".
التاريخ : 26/7/2012