فيسبوك: زوكربيرغ ينتهي بخسارة 66 مليار دولار

في ختام تداولات امس الاول الجمعة هوى سهم فيسبوك مجددا بنسبة 5.4 في المئة ليغلق عند 18.06 دولار وسط غضب من المكتتبين الذين غررت بهم شركات الاستشارات, ولم يعد يملك المؤسس مارك زوكربيرغ ما يقوله بعد ان جنى في الاكتتاب ما يزيد عن 16 مليار دولار, ووقف وهو يدرج السهم في البورصة ضمن مؤشر ناسداك وسط آلاف من المستثمرين, ووقتها بلغت القيمة السوقية للشركة 104 مليارات دولار يمتلك منها مارك 56 في المئة لتنتهي تداولات الجمعة الماضية بترنح القيمة السوقية الى 38 مليار دولار اي بخسارة 66 مليار دولار من 12 مايو حتى اول سبتمبر الجاري.

في اليوم الاول من تداول سهم "Facebook" صعد السهم من سعر 38 دولارا الى 45 دولارا يوم ادراجه لكن سرعان ما بدأت التحليلات تشير الى ضعف السهم والشركة, ليستهل منذ اليوم الاول سلسلة التراجعات حتى خسر السهم منذ ادراجه وقياسا لأعلى سعر بلغه (45 دولارا) نحو 59.86 في المئة, وخسر 19.94 دولار من قيمته الاسمية يوم ادراجه بنسبة 52.47 في المئة وبمعنى آخر فإن كل من حاز او امتلك سهما من "Facebook" تكبد منذ 12 مايو نحو 20 دولارا دفعة واحدة, وهي خسارة لا تحدث الا في اوقات الازمات المالية الطاحنة.

وفي قراءة عميقة حول اسباب انهيار السهم نعود الى بداية الشركة او المؤسس مارك زوكربيرغ والذي لم يكن يملك سيارة او حتى منزلا يؤويه حين وصل مدينة بالو التو في كاليفورنيا, فالأخير الذي تحدى جامعته هارفارد وتسبب عنادها في اطلاقه قدراته في "الهاكرز" لتبرز امامه فكرة موقع تواصل اجتماعي حول صور خريجي دفعته.

وظل الامر يتطور وكان اول مبلغ عرض على مارك لبيع موقعه هو 500000 دولار عرضها بيتر ثييل صاحب ومؤسس شركة "باي بال", وفي العام التالي 2005 تلقى مارك عرضا آخر ب¯12.7 مليون دولار من شركة اكسيل بارتنر وحينها وصف بالطفل الملياري وارتفع العرض الى 27.5 مليون دولار من جرايلوك بارتنر, ومن المثير انه وقت العرض الاخير كانت البيانات المالية للشركة تشير الى تكبدها خسائر ب¯3.63 مليار دولار.

في 2006 صرح مارك بأنه رفض عرضا لبيع موقع الفيس بوك ب¯750 مليون دولار وهو الامر الذي شجع "ياهو" لتدخل خانة المليارات فعرضت مليار دولار.

المثير في الامر ان "ياهو" حين عرضت المليار دولار تطوع احد موظفي فيسبوك ليؤكد "ان التقييم الداخلي للموقع بلغ 8 مليارات دولار بناء على الايرادات المتوقعة في 2015 بمعدل مليار دولار سنويا.

وسط الارقام الخيالية التي لم تجد من يحاسب من يطلقها تكالب الملايين لشراء حصة في شركة تؤكد انها لن تربح الا المليارات, وجاء الشهر الاول من تداوله عبر مؤشر ناسداك مخيبا للآمال فأغلق على 29.6 دولار, وفي الشهر التالي "يونيو الفائت" التقط انفاسه وارتفع الى 31.10 دولار لكنه لم يتمكن من ملامسة القيمة الاسمية عند 38 دولارا, وواصل السهم انهياره في يوليو فأغلق في آخر يوم من تداوله عند 21.71 دولار حتى اغلق الجمعة الماضية عند 18.05 دولار فاقدا نحو 60 في المئة من اعلى سعر وصل اليه.

يقول المحللون: فيس بوك ليس شركة تشغيلية, ولا يطرح اي منتجات تجذب المعلنين رغم ان متابعيه حسب بيانات 2008 تجاوزوا ال¯182 مليون شخص, وانه مجرد موقع للتواصل الاجتماعي بات يزاحمه بقوة "تويتر" وغيره من المواقع التي لا تهدأ عن تطوير آلياتها.
فهل اصاب الغرور المؤسس الشاب مارك وهو يرى انهيار شركته وسهمها الذي يعبر عن حقيقة وضعها المالي? ام ان شركات الاستشارات زورت البيانات لتصبح اكبر فضيحة تزوير في القرن الحالي لأن فقدان اي مستثمر 20 دولارا دفعة واحدة لكل سهم يتطلب محاكمات قضائية وليس مجرد مقال او تحليل على المواقع الالكترونية.

فهل سيواصل السهم انهياره? ام ان مارك الذي انتفض ضد جامعته وطرح موقعه في 2004 قادر على احداث ثورة على الموقع لا تنهض بالسهم على غرار اسعار غوغل وابل بل لتصل به الى القيمة الاسمية وهي 38 دولارا?