سباق التسلح النووي يصيب العالم بالرعب!!

تعاطفنا
جميعا مع الأحداث المأساوية لمفاعل فوكوشيما
النووي، واتضح أن إحدى أكثر الدول المعدة
لاستقبال مثل هذه الكارثة عاجزة عن السيطرة
على تسونامي. إلا أننا شعرنا بالارتياح من قلة
العدد الذي تأثر بالواقعة بشكل يقل كثيرا ما
كان متوقعا، إلا أن ظلال الشك قد زادت في مدى
مطابقة المرافق النووية عبر العالم لمعايير
الأمان. حتى أن اليابان تتردد في مواصلة
برنامجها النووي بعد أن شهدت ثالث أكبر كارثة
نووية خلال الربع القرن الأخير.
وعلى الصعيد السياسي، تسبب العديد من الأقطار
الأسيوية مخاوف متعددة بشأن برامجها
النووية، خصوصا وسط توقعات أن تحدث كارثة في
أحد مفاعلات الماء النووي الخفيف شبيهة
بكارثة تشيرنوبل. وتأتي الصين في مقدمة الدول
التي ينظر إليها بعين الريبة، بعد سنوات
طويلة من تطويرها لقدراتها النووية. إلا أن
العديد من الدول المستمرة في برامجها النووية
تجادل بأنها لن تبني مرافقها النووية في
مناطق نشيطة الزلازل.
وتستخدم أوروبا الغربية محطاتها النووية في
توليد نحة 50% من طاقتها الكهربية من مفاعلاتها
النووية، مستخدمة وقودا أحفوريا بشكل أقل من
الماضي، وهو ما يعطي حافزا للآخرين لزيادة
انتاج الطاقة النووية، ولكن في حالة انتهاء
رئاسة ساركوزي قد يغلق العديد من المفاعلات
الفرنسية على خطى المفاعلات الألمانية. بينما
تستمر بريطانيا والتشيك وهولندا في برامجهم
النووية مع جهود للحد من انبعاثات الكربون.
ويبدو أن عام 2012سيشهد التخلي عن العمل وفقا
لبروتوكول كيوتو الذي أبرم عام 1997، ومن
المتوقع أن تزيد انبعاثات الكربون اذا لم
توافق الصين والولايات المتحدة على إبرام
بروتوكول مشابه. وتكشف اتفاقية كوبنهاغن عام
2009 إلى أي مدى يعد الرئيس الأمريكي باراك
أوباما مناصرا للطاقة النظيفة غير أنه يتحتم
عليه المضي قدما بشكل أكثر من الوعود التي
قطعها.
محطة الطاقة النووية في تيميلين (جمهورية
التشيك)
نتوقع أيضا تكوين تكتلات شمالية مضادة
للتكتلات الجنوبية في الوكالة الدولية
للطاقة الذرية. حيث تصر إيران وكوريا
الشمالية على مواصلة طموحاتهما النووية، كما
أن هنالك صراعات في التسلح النووي بين الهند
وباكستان اللتان تمتلكان 50 سلاح نووي.
كما نجد العديد من الأعضاء المنتمين لحركة
عدم الانحياز التي أسسها الزعيم تيتو عام 1961
وقد دخلت غمار السباق النووي، إلا أن مسؤولي
الحركة يبذلون جهودا لاقناع الأعضاء بنبذ هذا
الاتجاه النووي، ولا يعلم ماذا سيكون مصير
هذه المحاولات.
والسؤال الآن هل سيحدث أي تلاقح بين حماس
التسلح النووي وبين هؤلاء الذين يستمتعون
بالانشطار النووي