جهزوا سلاحكم أيها الليبيون ..

جهزوا سلاحكم أيها الليبيون ..

كان أجدادنا يعانون من الشعور بالضعف تجاه مظاهر الطبيعة من عواصف وسيول وحر وبرد وجفاف وحيوانات مفترسة ثم أفترسنا تجهيل الطاغية المتعمد نحمد الله أن خلصنا منه ومع الثورة العلمية والتقنية الكبيرة نحتاج إلى الحكمة في إدارة هذه الإمكانتات الهائلة التي إمتلكناها فيما يعود علينا بالنفع وذلك لأنها تستخدم في الإتجاهين ..ترقى بالإنسان وبها نفسها ينحط أي أن هذه الثورة سلاح ذو حدين وحيث أن زماننا كثير التعقيد و التحديات مع توفر العديد من المعطيات والبدائل ولإنشغال الناس وغياب القيم والمفاهيم والنجاح الكبير الذي يجب أن يعمل المتخصصون لأجله هو تذكيرهم بأن هذه هو جوهر حياتهم وإثارة إهتمامهم إلي القضية الأكثر فاعيلية في تشكيل ملامح الأجيال الجديدة ألا وهيا التربية والتعليم والتي من غيرها لا ترى سوى الأمية وضيق الأفق والسذاجة والخرافة والبطالة وتدهور الشخصية وتفاهة الاهتمامات وهذا يعني الانهيار الكامل للمجتمع ..إن تعليم المرء يجعله أكثر استعدادا لأن يتمسك بالحق ويضحي من أجله وأن يحرص على أن يتخذ موقفا واضحا تجاه مسائل الحياة المختلفة وهذا كله يقرب المرء من الحقيقة والواقع ولا يبعده عن الصواب .إن مستقبلنا سيعتمد على مهارات قوة العمل والتعليم يعتبر السلاح التنافسي الأول .ولن تعتمد الميزة التنافسية على ثروات الموارد الطبيعية حيث تعتبر الصناعات الرئيسية للعقود القادمة هي: الإلكترونات الدقيقة والتكنلوجيا وصناعة المواد الجديدة الحيوية والطيران المدني والاتصالات وأجهزة الانسان الالي المزودة بالات القطع والتشكيل والحاسبات الالية والبرامج وبهذا فأن المقدرات العقلية ستكون هي الميزات التنافسية وهذا يعني أن الأمم التي تعلم وتربي وتدرب بطريفة أفضل هي الأمم التي ستتبوأ القمة . إن الإنسان اليوم صار أشبه بمخلوق عجيب ينمو جسمه على نحو سريع لكن ضميره وخلقه وإرادته وقدرته على التحكم برغباته في حالة من التجمد ومن التقهقر والتراجع لقد أصبح إنسان خارج السيطرة وبذلك تصبح تصرفاته من غير معنى ولا هدف بل هي عبارة عن أحاسيس متفجرة من غير شكل ولا لون .. يقول جل وعلا: إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا .. الفرقان 44 ، لذا فإن على مؤسساتنا التعليمية ابتداء من مرحلة التعليم الأساسي وإلى الأكاديمي أن تجعل من أهدافها الأساسية تزويد الطلاب بسلاحهم ألا وهو المزيد من الحكمة والفهم .. فبما مضى كان المطلوب لحياة كريمة طيبة محدودا على السكن والأكل والملبس والعلاج وذلك لبطء التغيير والتطوير لهذا كانت طموحات الناس محدودة والتغييرات في أحوال معيشتهم ضئيلة جدا.. أما الان فقد تغير كل شيء جذريا لا إنكار في مجههود معلمينا الأفاضل بالخصوص ومهما حاولنا توضيح ما تقدمه المدارس لأبنائنا لن نوفيها حقها ،ومهما تحدثنا عن فضائل العلم والعلماء فسنشعر بالتقصير ..يقول تعالى :قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب .. الزمر : 9 ، وقوله : يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات .. المجادلة : 11 ...
إذن جهزوا سلاحكم أيها الليبيون لمستقبل أفضل .

تقبلوا جزيل الشكر لمروركم بموضوعي مقدما

عبدالله النيهوم