lمقالات مختارة : وزارة للصحة و جهاز للمخابرات.

خليل الكوافي
وزارة للصحة و جهاز للمخابرات.

قطاع الصحة هو أكثر القطاعات تعقيدا في ليبيا و أعصاها على التطوير، قطاع مليء بأصحاب المصالح الراسخة و بالمنتفعين الذين لا يتورعون عن فعل أي شيء في سبيل استمرار المنافع التي تعودوا على الحصول عليها، إنهم حيتان بشرية و قروش شرسة و مستعدون للذهاب في كراهيتهم لخصومهم و لمنافسيهم المحتملين و لحماية مكتسباتهم إلى آخر مدى، يعارضون الإصلاحات و التطوير و كل ما يمكن له أن يمس مصالحهم، و هم على أهبة الاستعداد لشن حرب شعواء لا هوادة فيها على كل من يحاول التغيير عبر تشويهه و التقليل من قدراته و التشكيك في نواياه، آخر ما يشغل بال هؤلاء هو تقديم الخدمة الطبية للمواطن مع أنه الغاية من وجودهم.

وزير الصحة في ليبيا يحتاج أن تكون لديه مواهب و قدرات رجال المخابرات حتى يتمكن من تحديد و تفكيك شبكات متشعبة و متداخلة و عميقة منتشرة في كل زاوية من زوايا القطاع، شبكات تعمل على ألا تتضرر مصالحها مهما كلفها الأمر، هذه الشبكات تفسد الأجهزة و تهمل المباني و تستورد ما لا لزوم له و تترك أدوية في المخازن دون توزيعها و تسرق الدواء
المدعوم و تعين غير الكفء و تحارب المجتهد و تقف في وجه من يريد خدمة وطنه و تنشر الإشاعات و تقلب الحقائق و تختلق الأزمات.

لا سبيل و لا طريق للنجاح في معركة إصلاح قطاع الصحة سوى بمساندة من الرأي العام تأتي عبر نشر الحقائق و إيضاح تفاصيل الخطط المرسومة للنهوض بالقطاع و عرض الميزانيات على الملأ، المواطن يجب أن يكون ملما بما يدور حتى يدعم و يساند الإصلاحات التي ستصب في صالحه و صالح أبنائه في شكل خدمات طبية لائقة في بلده تغنيه عن السفر سعيا وراء الاطمئنان على صحته و صحة أحبائه، أي (حمروش بين القروش) سيحتاج إلى حشد الرأي العام في صراع الإصلاح فالطريق طويل وكله قروش متوحشة مستعدة لالتهام فرائسها، هذه القروش يجب اصطيادها و تنظيف المكان منها فكفاها ما شربته من دماء المواطنين.