قائد “ثوار” طرابلس يؤكد: القذافي كتب شهادة وفاته عندما وصفنا

قائد “ثوار” طرابلس يؤكد: القذافي كتب شهادة وفاته عندما وصفنا ب”الجرذان” ونحن من قتله
2/10/2012

قدم رئيس “مجلس ثوار طرابلس” عبد الله ناكر، رواية جديدة حول ملابسات مقتل العقيد معمر القذافي، الذي يرى أنه “مات كمدا ولم يمت قتلا”. وأوضح في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط” في عددها الصادر أمس، ان «تشريح جثه القذافي يثبت بما لا يدع مجالا للشك انه اصيب بشظيه في راسه تسببت في حدوث نزف بالاضافه الي طلق ناري في الصدر قد يكون ناتجا عن اطلاق النار عليه بصوره عشوائيه، خاصه ان المنطقه التي اعتقل فيها بمسقط راسه في مدينه سرت الساحليه، كانت منطقه اشتباك بين قوات الثوار وفلول الكتائب العسكريه والامنيه المواليه للقذافي».
واعتبر ناكر ان القذافي اصدر حكم الإعدام علي نفسه يوم وصف الثوار الليبيين بالجرذان، لافتا الي ان ما رددته بعض التقارير الصحافيه الغربيه مؤخرا عن تسريب الرئيس السوري بشار الاسد رقم هاتف القذافي قد يكون افاد في تاكيد وجود القذافي في سرت. واضاف ناكر: «هذه المعلومه لن يكون بامكان اي اطراف اجنبيه الاستفاده منها في تلك المرحله، والوحيدون الذين استفادوا من معرفه ان القذافي في سرت هم الثوار، ومصادر الثوار تنفي وجود اي جهات اجنبيه في مناطق الاشتباكات خاصه مع عدم وجود علم مسبق بوجود القذافي؛ اذ ان الحادثه باكملها قد وقعت بشكل عرضي».
وزاد ناكر، الذي يتراس ايضا حزب القمه الليبي، قائلا: «حتي لو تم تسريب المعلومات الي المخابرات الفرنسية، فعدم وجود عناصر لها مسبقا علي الارض وعدم علمها المسبق بوجود القذافي وقصر المده بين تحديد موقعه وحادثه مقتله يتنافي مع احتمال تصفيته باياد اجنبيه».
الي ذلك، ذكرت مصادر اعلاميه بريطانيه ان نظام الاسد في سوريا عجل بموت العقيد القذافي من خلال تقديم معلومات استخباراتيه مهمه الي فرنسا ساعدت في انجاز العمليه التي انتهت بمقتله، حسب قول مصادر في ليبيا. وتشير المصادر الي «قدره الجواسيس الفرنسيين الذين يعملون في سرت، المدينه التي كانت اخر ملجا للقذافي، علي نصب شرك للحاكم الليبي المستبد بعد الحصول علي رقم هاتفه المتصل بالقمر الإصطناعي من النظام السوري».
«وفي فعل يصل الي حد خيانه رجال الشرق الاوسط الاقوياء بعضهم بعضا بشكل غير عادي، باع بشار الاسد زميله الحاكم الظالم ليحمي نفسه» علي حد تصريح مسؤول استخباراتي سابق رفيع المستوي في طرابلس لصحيفه «ديلي تلغراف». ففي ظل تحول الاهتمام العالمي من ليبيا الي سوريا وما يرتكب فيها من فظائع، عرض الاسد علي باريس رقم الهاتف مقابل تخفيف الضغط الفرنسي علي دمشق، بحسب رامي العبيدي.
وقال العبيدي: «حصل الاسد مقابل تقديم هذه المعلومات علي وعد من فرنسا بمنحه فتره سماح وتخفيف الضغط السياسي علي النظام وهو ما حدث بالفعل».
ولم يتسن التاكد من صحه هذه المزاعم من مصدر مستقل. وكان الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، اضطلع بدور بارز في مهمه حلف شمال الاطلسي في ليبيا، وحشد الضغط الدولي علي نظام الاسد.
وتاتي مزاعم العبيدي، الرئيس السابق لاستخبارات الحركه التي اطاحت بالقذافي، بعد تعليقات محمود جبريل، الذي شغل منصب رئيس الوزراء في الحكومه الانتقاليه، ويراس حاليا واحدا من اكبر الأحزاب السياسية في ليبيا، الذي اكد في نهاية الأسبوع الماضي تورط «عميل» اجنبي في العمليه التي ادت الي مقتل القذافي.
ورغم انه لم يحدد جنسيته، فان صحيفه «كوريري ديلا سيرا» الايطاليه نقلت عن مصادر دبلوماسيه غربيه في طرابلس قولها ان هذا العميل اذا كان اجنبيا، فلا بد انه كان فرنسيا. وقد تسبب هذه الانباء عن اتفاق سوري حرجا لحلف شمال الاطلسي، الذي كان يزعم في البدايه انه «لم يستهدف افرادا».
وحسب الروايه الرسميه للحلفاء، رصدت طائره استطلاع تابعه للقوات الجويه الملكيه البريطانية موكب سيارات ضخما يحاول الهروب من سرت في 20 اكتوبر (تشرين الاول) من العام الماضي، اي بعد شهرين من هروب القذافي من طرابلس. وقصفت طائرات حلف شمال الاطلسي الحربيه بعد ذلك الموكب ربما من دون معرفه الاشخاص الذين كانوا بداخل السيارات، قبل ان يعثر المقاتلون المسلحون بعد ذلك علي القذافي مختبئا في انبوب صرف صحي. ويعتقد انه قتل علي ايدي الذين امسكوا به وهو في طريقه من مصراته الي غرب سرت.
مع ذلك، قال العبيدي ان فرنسا كانت العقل المدبر للعمليه من خلال توجيهها المسلحين الليبيين الي مكان الكمين الذي يمكنهم من قطع الطريق علي موكب القذافي. كذلك اشار الي ان فرنسا لم تكن مهتمه بشكل التعامل مع القذافي بعد القبض عليه رغم حث المقاتلين علي محاوله الامساك به حيا. وقال العبيدي: «اضطلعت الاستخبارات الفرنسيه بدور مباشر في موت القذافي بما فيه مقتله. لقد اصدروا تعليمات باعتقاله، لكنهم لم يهتموا بما اذا كان سيصاب، ام يوسع ضربا ما دام سيتم تسليمه حيا». وحسب العبيدي، بدات الاستخبارات الفرنسيه مراقبه هاتف القذافي المتصل بالقمر الاصطناعي، وحققت انجازا مهما عندما حاول الاتصال باحد كبار الموالين له في سوريا وهو يوسف شاكر، فضلا عن أحمد جبريل، وهو قائد فلسطيني. نتيجه لذلك، بات في مقدورهم تحديد موقعه ورصد تحركاته. ورغم اطلاع مسؤولي الاستخبارات التركيه والبريطانيه، الذين كانوا في سرت في ذلك الوقت، علي خطط لاكمنه مسبقا، بما في ذلك القوات الجوية الخاصه، فانهم لم يشاركوا في تلك العمليه التي كانت «مقتصره علي فرنسا»، علي حد قول العبيدي.
وقت مقتل القذافي، لم يكن العبيدي علي وفاق مع اقوي فصيل في الحكومه الانتقاليه الليبيه بسبب علاقته باللواء عبد الفتاح يونس، احد كبار القاده الثوريين الذي قتله اعوانه في يوليو (تموز) من العام الماضي. ورغم ذلك، فان العبيدي استمر في اداء دوره الاستخباراتي علي مستوي رفيع، لكن غير رسمي.
وذكرت المصادر، التي نقلت عنها صحيفه «كوريري ديلا سيرا»، احد اسباب تولي فرنسا القياده في العمليه ورغبه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في رؤيه القذافي مقتولا، وهو تهديده علنا بالكشف عن تفاصيل المبالغ الماليه الطائله التي تبرع بها لساركوزي خلال حملته الانتخابيه عام 2007. وقال دبلوماسيون غربيون بحسب ما ذكرت الصحيفه: «كان لدي ساركوزي اسباب كثيره تجعله يرغب في التخلص من العقيد القذافي باسرع ما يمكن».
وفي باريس، لم تعر الصحافه الفرنسيه كبير اهتمام للمعلومات التي تناقلتها الصحافتان البريطانيه والايطاليه عن الظروف الغامضه لمقتل العقيد القذافي، كما لم تصدر عن الهيئات الرسميه الفرنسيه اي تعليقات بهذا الخصوص. وسئلت الخارجية الفرنسيه امس، في اطار مؤتمرها الصحافي الالكتروني، عن صحه المعلومات التي نقلتها صحيفه «تلغراف» البريطانيه التي تتحدث عن قيام تعاون مخابراتي بين الاجهزه الفرنسيه والسوريه. غير ان الخارجيه الفرنسيه رفضت الرد واكتفت بالقول انها «لا تعلق علي هذا النوع من المزاعم».
وفي غضون ذلك، تقول مصادر سياسيه فرنسيه ردا علي اتهامات القذافي وابنه سيف الاسلام عن تمويل ليبي لحمله الرئيس ساركوزي الانتخابيه في عام 2007 انه اذا كان صحيحا ان القذافي مول هذه الحمله فلماذا لم يكشف عن الوثائق التي تثبت اقواله؟