محمد افتيتة نقلا عن وجوة مشرفة من بنغازى

محمد افتيتة

محمد امحمد سليمان افتيتة اصيل مدينة بنغازى و ابن احدى العائلات العريقة بها ولد بالعام 1895 م و هو الثالث فى الترتيب من بين خمسة ابناء - طاهر ( توفى العام 1930 م ) و مسعود و الجيلانى و عبدالله حفظ القرأن و مبادءى الدين و اللغة العربية على يد بعض من شيوخ هذه المدينة الاجلاء و انتظم للدراسة صغيرآ شأنه كشأن اقرانه من ابناء هذه المدين بالمدرسة الراشدية التى انشائها رشيد باشا الحاكم التركى ببنغازى الليبيين و كانت من الانجازات التى تحسب لهذا الوالى التركى اظافة الى بنائه لجامع رشيد ( عصمان فيما بعد ) .. و قد اختير محمد افتيتة و هو بعد لم يكمل عامه الخامس عشر لمثابرته فى الدراسة و لمكانة عائلته و وضع والده المادى انذاك للايفاد للدراسة بمدرسة العشائر بتركيا التي أنشئت في عهد السلطان العثماني عبد الحميد في (إستانبول). وكانت تلك المدرسة تستقبل أبناء العشائر و العائلات فى الولايات العثمانية ، فتعمل على تربيتهم تربية عصرية، ليعملوا بعد ذلك على خدمة السلطة العثمانية، هم وعشائرهم غير أن غزو ايطاليا لليبيا و احتلالها بعد ذلك حال بينه و بين السفر للدراسة ...
و تفرغ اذ ذاك للعمل مع والده التاجر المعروف داخل و خارج بنغازى اسوة بأخوته الاكبر سنآ حتى تم اختياره للعمل كموظف بالادارة المدنية الايطالية بعد اجتيازه لامتحان القبول الذى تقدم اليه ضمن مجموعة من الشباب الليبيين و تدرج شيئآ فشيئآ فى الوظيفة حتى انتدب للعمل بالسجن المركزى لمدينة بنغازى ( و الذى سمى بعد ذلك باسمه - حبس افتيتة ) حتى اصبح معاونآ لمديره قبيل انتهاء الحرب بليبيا و من موقعه ذلك استطاع أن يقدم خدمات جليلة لابناء جلدته من الليبيين ( كان نائب مدير السجن الكبير في بنغازي السيد محمد افتيته رجلا إداريا صارما ذا خبرة كبيرة في شئون السجن وكانت تستعين به الحكومة في تصريف الأمور العادية الخاصة بالمساجين الليبيين لمعرفته بعاداتهم وتقاليدهم ويقال أنه كان محبوسا ليلا طليقا نهارا يدير السجن بكفاءة عالية ) و بعد انتهاء الحرب و اثناء حكم الادارة البريطانية اختير ليدير - الحبس الكبير - بدرنة حتى رجوعه اواخر اربعينيات و بداية الخمسينيات تحديدآ الى بنغازى مديرآ لسجنها القديم و مديرآ عامآ لمصلحة السجون بليبيا بعد الاستقلال و كان وقتها احد اقدم ضباط البوليس بها .
و بالرغم من صرامته التى فرضتها عليه ضروف عمله ذاك الا انه كان يخفى فى داخله انسانآ بشوشآ خلوقآ متواضعآ و خدومآ الى ابعد الحدود و عرف بعلاقاته الاجتماعية الواسعة و بحضوره المميز فى ذاكرة هذه المدينة كشخصية اجتماعية معروفة و كاحد اعيان مدينة بنغازى .
توفى بعد مرض لم يمهله طويلآ فى العام 1968 م فشيعته بنغازى فى موكب رسمى الى مثواه الاخير بمقبرة سيدى اعبيد .. رحمة الله عليه