بيان من دار الإفتاء بخصوص أحداث بنغازي

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من دار الإفتاء بخصوص أحداث بنغازي

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد

فإن ما يحدث على مدى الأيام والأسابيع الماضية من عنف وتفجيرات واستهداف للأرواح في بنغازي، شرارة الثورة ومدينة الجهاد والنضال، لأمر مؤلم ومحزن ومأساوي لليبيا كلها.

ودار الإفتاء وهي تنظر إلى ما يحدث بقلق بالغ، تذكر الشعب الليبي المسلم؛ من رجال شرطة، وأمن، ومن كتائب للثوار، وغيرهم من المواطنين في أنحاء ليبيا بصفة عامة، وفي مدينة بنغازي الحبيبة المجاهدة بصفة خاصة، تذكرهم بجهادهم وإيمانهم وتضحياتهم، وبدماء الشهداء، ودموع ومعاناة الثكالى واليتامى والمفجوعين، تذكرهم جميعا بمسؤوليتهم الشرعية، والوطنية، بأن يحاذروا تعريض وطنهم ومدينتهم وأهليهم للمخاطرة والخراب والدمار، وإيقاظ الفتن، التي إذا اشتعلت قد لا تُبقي ولا تذر، فإن معظم النار من مستصغر الشرر!

تذكرهم بحرمة دم المسلم، وأن زوال الدنيا بأسرها أهون عند الله تعالى من قتل نفس واحدة من غير حق، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتذكرهم بأن من قواطع الشريعة أن دم المسلم يستوجب النار، إلا أن يعفو الجبار، وأنه لا يحل ولو كان بحق، إلا بحكم من حاكم، لا باجتهاد من جماعة، أو فرد، أيا كان، حتى لو كان متظلما ومعتدى عليه، وذلك لما يؤدي إليه أخذ الإنسان الحق بنفسه من سفك للدماء، وانتقام وثارات قد تشتعل ولا تنتهي.

وإثمُ من حُصدت أرواحهم هنا جميعا يبوء به الأول، ومن كان سببا فيها، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم (لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ).

كما أن دار الإفتاء تهيب بالمسؤولين في الحكومة ووزارة الداخلية، أن يعالجوا الأسباب التي أدت ألى هذا العنف، دون الوقوف عند الأعراض، لأن علاج السبب يريح الجسم من المرض.

أسأل الله تعالى أن يجنبنا الفتن، وأن يحفظ مدينة بنغازي وسائر ليبيا، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
٧ صفر ١٤٣٤ هـ
الموافق ٢٠ - ١٢ - ٢٠١٢