سقوط السياسيين من أعين الليبيين

سقوط السياسيين من أعين الليبيين

حسب إعتقادي أن ثورة أخرى لا مفر قائمة لتنتصر الثورة فعلا وتحقق أهدافها
وبإنتصارالثوار الحقيقيين واستعادته زمام المبادره والسيطرة مرة اخرى تبدأ لحظة الانجاز لتحقيق أهداف ثورة 17 فبراير..
عندها فقط يبدأ الليبيون الأحرار في رسم المستقبل وفق ما يمليه الضمير الحي والحالة الانسانية الراقيه فيكون نصب عينيهم اولا البدء بتصحيح الاوضاع التي بسببها ثار الشعب الليبي وانتفض ضد ظلم القذافي وجوره وفق مبادئ وقيم واخلاقيات انسانية تراعي جميع الاطراف بما فيها الظالم نفسه وحفظ ماله من حقوق والمحافظة قدر الامكان على مكانته وانسانيتة تمهيدا لمحاكمته ان استحق بعيدا عن نزعة الانتقام او ضغائن التشفي وارضاء لاحقاد.
ثم بسرعه يلتفتون الى تهدئة الانفس الثائرة الغاضبة بإجراءات سريعة وفعالة لتعالج معاناة من يعاني من شرائح المجتمع الضعيفة وعلى كافة الصعد بدئا بالمادة وانتهائا بترميم الحالة النفسية لبعض الشرائح المتأثرة نفسيا وبالقدر المناسب في محاولة لعلاج ادران ماضي العائلة القذافية وبطانته الفاسدة بما فيه من انكسار اضاع الانسانية وعوز اهدر الكرامة وضياع اتلف الأمل في النفوس بعيدا عن تعقيدات الروتين وانتظار ميزانيات وترتيب اوضاع امنية والاعيب سياسية.
فحين يشعر المظلوم لمجرد الشعور ان هناك من يهتم بامره ويعمل جاهدا لحل مشاكله ويداوي جراحاته مستذكرا في نفس الوقت دمائه التي سالت في سبيل هذه اللحظات ومثمنا ومكافأ اياها ولو بالقليل من العمل والنتائج فبالتالي ستهدأ ثورته ويخف غضبه ويعود اليه الاحساس ان وطنه قد عاد اليه يملكه بكل ما فيه وحينها بالتأكيد سيتعاون ليعيد بنائه ويصبر إن احتاج امره الى صبر حتى يستقر الوضع فيحصل على ما يريد ..
وهو بالضبط ما حلم ويحلم به الليبيون من ثورتهم الهادره التي لا تزال تزمجر ولا ترى فائدة بوصول هؤلاء الجهلة إلى سدة الحكم ..
لقد حلم الليبيون جميعا بغد افضل.. وبعدالة اجتماعية اشمل.. وبكرامة حقيقية.. وحلم بالحصول على حقه دون استجداء او استعطاء او منة من ايا كان.. حلم بأن يشعر الاخر المسؤول انه يشاركه هذه الارض فله الحق مثله تماما فيما تطرحه من خيرات وثروات وامكانيات والمشاركة في ادارتها وحمايتها .. لا ان يعامله ويتعامل معه انطلاقا من مبدا علاقة السيد الاناني البخيل بالعبد الذليل.. الذي يؤمر فيطيع بل انطلاقا من مبدا الشريك الحر .
وياله من حلم بسيط ومعادلة غير معقده والاجمل منها الاستجابه حين تكون الثقة محل الخيانه والصدق محل الكذب والاحترام محل الاحتقار والامانه محل السرقة والايثار محل الانانية والشفافيه محل الكتمان والغموض .
أنا أتمنى العودة الى الثورة بسبب سوء الاوضاع والتمييز والتهميش وغمط الحقوق واساءة الادارة.. لم نشعر بأن حياتنا عادت إلينا.. ولا انسانيتنا عادت إلينا.. ولا حقوقنا المسلوبة عادت إلينا.. لا زلنا نطالب بها وكأننا نتسولها ممن لا يملكها اصلا.
نشعر نحن الليبيون اليوم بأن أمالنا في ثورة فبراير تحولت إلى سراب..
هؤلاء الجائعون في ريكسوس لا يعلمون بأن ثورتنا لا يزال جمرها تحت رماد الهدوء والسكينة الظاهري.. فيا ويلهم لو خرجت من تحت الرماد.
نحن نراكم مجردون من كل شيئ تماما كالعاري في مهب الريح تائهون كالعمي لا تعون خطورة ما تقومون به وما تنهبون من مال الشعب.
لقد أستغليتم الظرف وأصطتم في الماء العكر.. لم تكونوا لا ممن خططوا ولا ممن نفذوا ولا ممن ثاروا ولا ممن سالت دماؤهم الزكية في ساحات الوغى.. ولكنه القدر اوصلكم الى ما أنتم فيه.. فخلخلتم الأوضاع وضيعتم وميعتم الأحلام وكسرتم أمل الليبيين بمستقبل افضل وتحولت أحلامنا الى اوهام في ظل صراعاتكم واطماع الدنيئة.. ذات اجندات خارجية وضيعة.. وافكار اقل ما يقال عنها انها احادية انانية.. تخدم اطرافا لا تقيم وزنا لخلق او مبدا او حتى تهتم بوضع او حال لاحد من الليبيين .
أستوليتم أيها الغرباء على كل شيء وحولتم ثورة الشعب لمصالحكم الشخصية الضيقة واهوائكم النتنه..
بل انكم وبكل وقاحة وانحطاط تتهمون الثوار بأنهم لا يريدون إستقرار ليبيا وبأنهم مليشيات مسلحة.. بل لم تكتفوا بهذا بل أصبحتم تكيدون لهم وترمونهم بشتى انواع النقائص وتشوهون صورتهم حتى تضمنون استمراركم في الاستيلاء على الحكم والوطن ومكتساباته .. لا زلتم تنصبون اوغاد سلفكم النافق الذين حولوا ولائهم الرخيص الى من اصبح بيده الامر ..
لقد نكثم بوعودكم ودستم على أحلامنا وتعملون على قتل أمالنا
سنعاود الثورة عليكم من جديد وسنستمر في ثورتنا حتى يتحقق ما نريد
لا ما يريد ذوو البدلات الحريرية المعطرة .. أو لأصحاب الحى الشعثاء المبعثرة .
القاطنون في ريكسوس يستنزفون مالنا.

عاشت ليبيا حره أبيه