إعلان فزّان إقليما فيدراليا بين رافض ومؤيد ومتحفظ

إعلان فزّان إقليما فيدراليا بين رافض ومؤيد ومتحفظ

أثار إعلان مجموعة من أعيان ومشايخ المنطقة الجنوبية فزان إقليماً فيدرالياً أمس بمدينة أوباري؛ ردود فعل متباينة من مشايخ وأعيان مناطق الجنوب ومؤسساته المدنية، بين رافض ومؤي...د ومتحفظ.

استنكار
استنكر مجلس الحكماء والشورى واتحاد مؤسسات المجتمع المدني "سبها" إعلان فزّان إقليما فيدراليا، وأعلنوا في بيان لهم اليوم تمسكهم بما أسموها "الثوابت الوطنية وشرعية الدولة، ووحدة تراب الوطن"، مؤكدين أن مقدرات ليبيا النفطية والمائية هي لكل الليبيين.

و قال الناطق الرسمي باسم مجلس حكماء سبها "حسن الرقيق" لأجواء لبلاد: إننا نرفض الفيدرالية، ومن أعلنوا بيان أوباري أمس لا يمثلون إلا أنفسهم.

من جهته قال أحد أعيان الطوارق "أبوبكر الفقي إنقدّازن": نحن لسنا مع دعاة الفيدرالية، لأن الفيدرالية يتبعها التقسيم، فنحن مع ليبيا واحدة رغم أن منطقة الجنوب عانت الأمرّين قبل الثورة وبعدها ولم تلتفت إليها الحكومة وكذلك المؤتمر رغم أنها منطقة استراتيجية مهمة.

مجالس محلية
وفي سياق متصل أكد رئيس المجلس التسييري لمدينة مرزق "عبدالقادر الفيتوري" رفض المجلس لإعلان فزان إقليما فيدراليا، موضحا أن النظام الفيدرالي لا يخدم مصلحة البلاد.

من جهته رفض عضو المجلس المحلي لوادي الشاطئ "طارق جعيدة" الطريقة التي تم من خلالها الإعلان عن إقليم فزان، موضحا أن من أعلنوا عن قيام إقليم فزان لا يمثلون إلا أنفسهم، مضيفا أن النظام الفيدرالي لا يخدم المنطقة الجنوبية لأن البلاد في حالة تشتت.

استغلال الظرف
ويرى عضو المؤتمر الوطني عن مدينة سبها عبد الجليل سيف النصر أن من قاموا بالإعلان هم مجموعة لا تمثل إلا نفسها، ويحاولون استغلال الظروف الآنية، من إغلاق للموانئ النفطية في المنطقة الشرقية حتى يزيدوا من مشاغل الدولة، حسب تعبيره.

ناقوس خطر
واعتبر رئيس اللجنة التسييرية العُليا لتحالف القوى الوطنية عبد المجيد مليقطة إعلان فزّان إقليما فيدراليا "زوبعة في فنجان" ودقا لناقوس الخطر للحكومة والمؤتمر الوطني الذي لم تواكب قراراته متطلبات المرحلة.

وأضاف مليقطة أن التهديد بالفيدرالية بين الفينة والأخرى سواء من الشرق أو الجنوب، هو إرهاصات ما يحدث في الساحة السياسية من تجاذبات، مشيراً إلى أن الخطف وممارسات التعذيب وتصنيف الليبيين إلى فريقين وكذلك المركزية المقيتة عوامل مساعدة للانقسام بين أبناء البلد، حسب وصفه.

استنساخ ومقايضة
وقال المحلل السياسي "عزالدين عقيل" لأجواء البلاد: إن الجماعات المطالبة بالفيدرالية قررت تدمير الهيبة المعنوية للحكومة الفاشلة، لإدخال البلاد في حالة من الفراغ السياسي.

وأضاف عقيل: قد يكون تحركهم استنساخا لما حدث في المنطقة الشرقية، معتقدين أنهم سيلجئون الحكومة لتعرض عليهم صكوكاً، وقد يقدمون على فعل عنيف كقطع المياه، أو إغلاق الطريق الرابط بين الشمال والجنوب، وقد يهاجمون الحقول النفطية".

وأشار عقيل إلى أن بعض المشاركين في إعلان أمس هم من أنصار القذافي ويحاولون إثبات أن القذافي كان ضامنا للوحدة الوطنية، ويمكن أن تتنازل بعض هذه القبائل عن الروح "الانفصالية" مقابل إطلاق "عبد الله السنوسي أو "سيف القذافي" مستخدمين الفيدرالية كورقة للمقايضة.

رئيس الإقليم
على صعيد آخر نفى أحد أعيان الشاطئ "محمد الحامد" ما وقع تداوله بشأن اختيار "نوري الغويزي" رئيساً لإقليم فزان، وأكد لأجواء لبلاد أنه سيقع الإعلان عن رئيس الإقليم، والهيئة السياسية وتركيبة المجلس العسكري في غضون أربعة أيام.

وقد حاولت أجواء لبلاد الاتصال بأعيان ومشايخ قبائل الجنوب وشخصيات بارزة في المؤتمر الوطني إلا أن بعضهم رفض التصريح وطلب البعض الآخر إرجاء الأمر إلى موعد لاحق.