هل الحديث الضعيف يعمل به أم لا ؟

من طرف hawaaaadm 2014-02-08, 7:53 pm

لسؤال:

هل الحديث الضعيف يعمل به أم لا؛ لأن الحديث إما قاله النبي ^ أو لم يقله؟ وبين أيديكم كتاب (أحاديث مردودة مشتهرة على ألسنة الناس)، هل كل ما كتب فيه أنه ضعيف يعني لا يصح العمل به، وحتى ولو حسنه عالم آخر، وأحيانًا يذكر عن حديث أنه ضعيف، لكن معناه صحيح فهل لي أن أذكره بصحة معناه، وإن لم يصح إسناده؟.

الجواب لفضيلة الشيخ : د. يحيى بن عبدالله البكري الشهري

الجواب:

عن هذين السؤالين: قضية الضعيف والاحتجاج به فيها عدة مصنفات، وفي المسألة خلاف مشهور، فمن العلماء من يرى جواز العمل بالحديث الضعيف بشروط ذكروها، وهي:

أولاً ـ أن لا يكون الحديث شديد الضعف.

ثانيًا ـ أن يندرج العمل تحت أصل مشروع.

ثالثًا ـ أن يعتقد العامل أن الحديث لم يثبت عن النبي ^.

رابعًا ـ أن لا يظهر أزلا يعلن العمل به أو يدعو إلى العمل به، فيظن الرائي أو السامع هذا الفعل ثابت عن النبي ^.

خامسًا ـ أن لا يكون الحديث في الأحكام والعقائد. انظر حكم العمل بالحديث الضعيف لفوزي العودة (ص51 ـ 52).

ومنعه بعض المحققين كابن معين، والبخاري، ومسلم، وأبي بكر بن العربي، وابن حزم في آخرين. انظر قواعد القاسمي (ص113).

ومنهم الألباني فهو يقول: وهذا الذي أدين الله به ، وأدعو الناس إليه، أن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقًا، لا في الفضائل ولا في المستحبات، ولا في غيرها.

ذلك لأن الحديث الضعيف، إنما يفيد الظن المرجوح بلا خلاف أعرفه بين العلماء، وإذا كان كذلك فكيف يقال: يجوز العمل به، والله عز وجل قد ذمه في غير ما آية من كتابه العزيز.

فقال تعالى: ﴿إن الظن لا يغني من الحق شيئًا﴾ (يونس: 36)، وقال: ﴿إن يتبعون إلا الظن﴾ (الأنعام: 116).

وقال رسول الله ^ : ((إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث)). أخرجه البخاري ومسلم.

قال: وليس للمخالف في هذه القاعدة أي دليل يعتمد عليه إلا بعض النقولات عن بعض الأئمة، لا يقوم بها حجة، ولا تنفق في سوق البحث والنزاع، مع ما في بعضها من تعارض.

نقلها صاحب كتاب (الأجوبة الفاضلة) (36 ـ 59) نقل (ص41) عن ابن الهمام قوله: (الاستحباب يثبت بالضعيف غير الموضوع)!.

ثم نقل (ص55) عن المحقق جلال الدين الدواني أنه قال: (اتفقوا على أن الحديث الضعيف لا يثبت به الأحكام الخمسة الشرعية ومنها الاستحباب).

قال الشيخ الألباني: وهذا هو الصواب؛ لما تقدم من النهي عن العمل بالظن الذي يفيده الحديث الضعيف، ويؤيده قول شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة (ص82): (ولا يجوز أن يعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ليست صحيحة ولا حسنة، لكن أحمد بن حنبل وغيره من العلماء جوزوا أن يروى في فضائل الأعمال ما لم يعلم أنه ثابت، إذا لم يعلم أنه كذب؛ وذلك أن العمل إذا علم أنه مشروع بدليل شرعي، وروي في فضله حديث لا يعلم أنه كذب جاز أن يكون الثواب حقًا، ولم يقل أحد من الأئمة إنه يجوز أن يجعل الشيء واجبًا أو مستحبًا بحديث ضعيف، ومن قال هذا فقد خالف الإجماع).

ثم قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ولا كان أحمد بن حنبل ولا أمثاله من الأئمة يعتمدون على مثل هذه الأحاديث في الشريعة، ومن نقل عن أحمد أنه كان يحتج بالحديث الضعيف الذي ليس بصحيح ولا حسن فقد غلط عليه).

وقال العلامة أحمد شاكر (رحمه الله) في (الباعث الحثيث) (ص101):

(وأما ما قاله أحمد بن حنبل، وعبدالرحمن بن مهدي، وعبدالله بن المبارك: إذا روينا في الحلال والحرام شددنا، وإذا روينا في الفضائل ونحوها تساهلنا، فإنما يريدون به ـ فيما أرجح والله أعلم ـ أن التساهل إنما هو في الأخذ بالحديث الحسن الذي لم يصل إلى درجة الصحة، فإن الاصطلاح في التفرقة بين الصحيح والحسن، لم يكن في عصرهم مستقرًا واضحًا، بل كان أكثر المتقدمين لا يصف الحديث إلا بالصحة أو بالضعف فقط).

قال الشيخ الألباني (رحمه الله):

(وعندي وجه آخر في ذلك: وهو أن يحمل تساهلهم المذكور على روايتهم إياها مقرونة بأسانيدها ـ كما هي عادتهم ـ هذه الأسانيد التي بها يمكن معرفة ضعف أحاديثها، فيكون ذكر السند مغنيًا عن التصريح بالضعف، وإما أن يرووها بدون أسانيدها كما هي طريقة الخلف، ودون بيان ضعفها، كما هو صنيع جمهورهم، فهم أجل وأتقى لله عز وجل من أن يفعلوا ذلك والله تعالى أعلم)). اهـ. انظر مقدمة ضعيف الجامع (1/44 ـ 47).

قلت: كما أنه يلزم التنبيه إلى أمر مهم وهو أن الحديث الضعيف يختلف ضعفه بحسب مرتبة راويه فمن كان ضعفه محتملاً احتج بروايته عند وجود المتابع أو القرينة، التي قد تقويه وترفعه إلى درجة الحسن، ومن كان ضعفه غير محتمل فلا يحتج بروايته، على ما هو مفصل في كتب المصطلح، ولكن الذي يفرق هو المختص صاحب الدربة والمعرفة، ولذا فإن الفتوى في هذا تقتضي عدم الإذن بالاحتجاج بالحديث الضعيف؛ لأن عامة طلبة العلم بل وغيرهم من خاصة العلماء لا يعرفون هذه القواعد، فلذا أنا اختار مذهب الألباني بعدم الاحتجاج بالحديث الضعيف مطلقًا ففي كتاب الله وصحيح السنة ما يغني عن الضعيف.

وأما ما ذكر السائل من الاختلاف في الحكم فليس هناك إلا الترجيح، إن كان يستطيع النظر والترجيح فبها ونعمت، وإلا فليس هناك إلا النظر في مكانة مُطلق الحكم على الحديث من حيث المعرفة وتمام الفهم في هذا العلم، فإن كان أهلاً للتقليد قلده، وإلا فلا.

وأما إذا صح معنى الحديث دون سنده فهل لنا أن نذكره، نعم لا بأس مع بيان درجته من الضعف.

وأما ما ذكر السائل من أن الحديث إما قاله النبي ^ أو لم يقله. فهو كما قال فالحديث الضعيف احتمال الثبوت فيه وارد، واحتمال عدمه كذلك وارد، ومن هنا كان الأخذ بالاحتياط هو الأولى بعدم العمل بالضعيف لأنه لا يخرج ذلك عن دائرة الظن والمسلم غير متعبد بالظنيات كما مر في كلام الألباني.

وفيما ثبت من نصوص السنة في فضائل الأعمال والترغيب والترهيب غنية ومقنع لأولى النهى. والله أعلم.

من طرف **جمال المروج** 2014-02-08, 10:26 pm

جزاك الله خيرااا
وإن من الدعاة كثيراا منهم يعمل بعمل الحديث الضعيف
ولوكان شديد الضعف وللأسف حتى ولو كان في العقيدة
فيجب التنبه لذلك لما أشار إليه اهل العلم من المشايخ الكبار
ومنهم من يعمل به في فضائل الأعمال وهو خطأ لأنه لايصح عن النبي عليه
الصلاة والسلام إلا إذا وجد له شوااهد يرتقي به مرتبة الحسن
بارك الله فيك على الطرح الطيب وقل من يتحدث فيه

من طرف **STAR** 2014-02-09, 9:25 am

بارك الله فيك

من طرف hawaaaadm 2014-02-09, 9:38 am

بارك الله فيكما على المرور

من طرف hawaaaadm 2014-02-09, 9:44 am

بارك الله فيك على الطرح الطيب وقل من يتحدث فيه

هذا ما قال الاستاذ جمال
وانا اقول لك ليكون هذا المنتدى كثير الحديث والتوعية الدينية
وتنوير عقول المارة والاعضاء ...........كلنا معنا من اجل احياء سنة نبينا المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام

هل الحديث الضعيف يعمل به أم لا ؟

هل الحديث الضعيف يعمل به أم لا ؟

رد: هل الحديث الضعيف يعمل به أم لا ؟

رد: هل الحديث الضعيف يعمل به أم لا ؟

رد: هل الحديث الضعيف يعمل به أم لا ؟

رد: هل الحديث الضعيف يعمل به أم لا ؟